الخميس 01 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

لون الشفاه... مرآة الجسم

Time
الأحد 14 فبراير 2021
View
5
السياسة
القاهرة - شروق مدحت:

تعد الشفاه أكثر أعضاء الجسم حساسية، إذ تحتوي على ملايين النهايات العصبية، ويختلف لونها من بشرة لأخرى، لكنها عادة ما تأخــذ اللون القرمزي أو المائل إلى الوردي أو البني، وكشفت دراسات عدة أنه يمكن التنبؤ بالكثير من الأمراض عن طريق لون الشفاه، أبرزها فيروس "كورونا" وأمراض القلب والكبد والجهاز التنفسي.
حول دلالات ألوان الشفاه المختلفة والأمراض التي تكشف عنها، أكد عدد من الأطباء والمتخصصين في لقاءات مع "السياسة" أن الشفاه تعتبر جرس إنذار مبكر لكشف كثير من الأمراض الجسدية الخطيرة كالكبد والكلى والقلب والرئتين والالتهابات، وكذلك الأمراض النفسية كالقلق والتوتروالخوف، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، أوضح استشاري الجهاز الهضمي الدكتور أحمد عبد الحكيم، أنه يمكن الاستدلال على الحالة الصحية للجسم من خلال لون وشكل الشفاه، إذ تعد مقياسا الحالة الجسدية، وجرس إنذار مبكر للكشف عن بعض الأمراض الخطيرة.
وأشار إلى أن الشفاه العليا تكشف عن حالة الكبد، والقلب، والكلى والرئتين، أما الشفاه السفلى فتكشف عن الحالة الصحية للأمعاء، لافتا إلى أن الجفاف يعد من أبرز التغيرات التي تصيب الشفاه، ما يدل على معاناة الشخص من بعض الأمراض النفسية، مثل، الخوف، القلق، والتوتر، لذا يجب ترطيبها بشكل جيد في هذه الحالة.
وبين أن تشققات الشفاه تنذر بوجود مشاكل في القلب أو الإصابة بفقر الدم و"الأنيميا" نتيجة نقص كمية الحديد بالجسم ، كما يكشف اللون الغامق أعلى منطقة الفم عن حدوث اضطرابات بالدورة الدموية للجسم ما يعنى عدم وصول الدم بشكل كاف لمنطقة الشفاه.

خلل الأعصاب
وأضاف: توجد بعض التغيرات الحسية في الشفاه يجب الانتباه إليها، مثل، الشعور بالحرق والوخز، ما يؤشر على وجود مشاعر سلبية، مثل، الخوف والاكتئاب، والشعور بالغيرة الذي يؤدي إلى حدوث خلل واضطراب فى العقل ينعكس على الإشارات العصبية وتعبيرات وجه الإنسان، أما ارتجافها فيعتبر مؤشرا خطيرا على وجود خلل بالأعصاب وتشنج بالعضلات، نتيجة بعض المشكلات الصحية أو النفسية.
وأكد أن الحساسية تعتبر من أبرز المشاكل الصحية التي تصيب الشفاة وتتسبب في تغير لونها ما يتسبب في التهابها وتورمها، نتيجة الإصابة بالتهابات الأمعاء أو فيروس الهربس، إذ تصاب بالاحمرار، التورم، والقروح، والالتهابات الشديدة، وأيضاً العادات الحياتية الخطأ، مثل الإفراط في تناول بعض الأطعمة التي تؤدي إلى الحساسية، مثل، البيض والمكسرات، واستخدام منتجات التجميل غير الصحية مجهولة المصدر ، لذا يجب علاج الحساسية بتناول العقاقير المضادة للالتهابات مع تجنب العادات الحياتية الخطأ.

سرطان الشفاه
من جهتها، اعتبرت استشاري الأمراض الجلدية د.داليا شهاب أن سرطان الشفاه من أخطر المشاكل الصحية التي تؤدي لتغير لون الشفاه وما حولها، إذ تظهر بعض البقع البيضاء على الشفاه العليا أو السفلي، كما تعد التقرحات أبرز الأعراض التي تظهر عليها مع تغير لون الجلد، وكذلك الشعور بألم شديد فيها والمنطقة المحيطة بالفم، كما يلاحظ خروج الدم من الفم دون وجود تفسير لذلك، مصحوبا بفقدان الشخص للقدرة على التحدث أو مضغ الطعام، لعدم قدرته على تحريك منطقة الفك بشكل طبيعي، يصاحب ذلك أيضا ألم شديد في الحلق والأذن، مع فقدان الشهية وانخفاض الوزن بشكل ملحوظ. وأوضحت أن سرطان الشفاه واحد من أنواع سرطان الفم الذي يصيب خلايا الجلد، إذ تموت الخلايا السليمة وتبدأ الخلايا السرطانية في النمو والانتشار على الجلد الرقيق، المتوسط، والخارجي، فإذا أهمل علاجها تنتشر وتهاجم خلايا الجسم وتعمل على تدميرها، لافتة إلى أن من أبرز الأسباب التي تؤدي لذلك النوع من السرطان، الإفراط في التدخين، والتعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ما ينبغي معه حماية الوجه بارتداء القبعات والنظارات الشمسية، ووضع نوع مناسب من "الصن بلوك"، للحماية من أضرار الشمس المحتملة.
أضافت، تعالج الحالات البسيطة من هذا السرطان بإجراء عملية جراحية لإزالة الورم المتواجد على الشفاه، أما الحالات الصعبة والمتأخرة، فيتم التعامل معها جراحياً بشكل دقيق، مع مراعاة قدرة الشخص على القيام بأنشطة الحياة الطبيعية كالتحدث وتناول الطعام، كما يراعى أيضاً توفير مظهر ملائم بعد إجراء الجراحة، مشيرة إلى أنه يمكن الوقاية من الإصابة بهذا السرطان بتجنب التدخين، عدم التعرض لذروة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف وفي حال الاضطرار للنزول للشارع ينصح بوضع المنتجات الواقية من الشمس مع عامل وقاية شمسي.

جرس إنذار
بدوره، أكد أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة د.أيمن سالم، أن لون الشفاه يعد من العلامات المهمة التي ينبغي الانتباه إليها في الفترة الحالية، إذ يعد من أبرز العلامات التي تمكن الفرد من معرفة الإصابة بفيروس "كورونا" من عدمه، فالحمى، والسعال الجاف، وفقدان حاستي الشم والتذوق ليست فقط علامات الإصابة به، لكن تغير لون الشفاه يعد جرس إنذار لإصابة الشخص بالالتهاب الرئوي الذي يعد من أهم مضاعفات فيروس "كورونا"، لذا ينبغي التوجه فوراً للمستشفى حال ظهور أي تغييرات عليها.
وذكر أن ميل الشفاه إلى اللون الأزرق يكشف عن معاناة الشخص من وجود نقص كمية الأكسجين داخل الجسم، إصابة الرئة والصدر بالربو وغيره، كما تكشف زرقتها عن الفشل في وظائف القلب ، حدوث الجلطات الدموية نتيجة الصدمات أو حالات التسمم الشديدة. وتابع، أما شحوبها مصحوبا ببعض البقع السوداء، فيعد علامة مميزة على وجود نقص في كمية الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، مثل، فيتامين ب 12، وبعض المعادن، مثل، الحديد، والأحماض، مثل، حمض الفوليك، وفي بعض الحالات يكشف عن الإصابة بالأنيميا وفقر الدم.
بينما ظهور البقع وبعض الحلقات الحمراء يعنى الإصابة بالإكزيما، ما يؤدي إلى تقشير وحكة مستمرة في منطقة الشفاه وما حولها، كذلك تعد الشفاه البيضاء علامة على معاناة المريض من انخفاض نسبة السكري في الدم، فيما الشفاه شديدة الاحمرار تنذر بوجود مشكلة في الكبد والطحال، في حين يكشف جفافها عن الإصابة بالالتهاب الرئوي، خاصة لدي كبار السن، بينما يؤدي سيلان اللعاب على الشفاه ليلاً أثناء النوم لدى بعض الأشخاص إلى تراكم البكتيريا وتشقق جوانب الشفاه، ما يتطلب تطهير المعدة والفم جيداً باستخدام مرطبات الشفاه. واعتبر ظهور بعض التقرحات أو البثور دليلا على بعض المشاكل الجلدية التي تختفي من تلقاء نفسها خلال أيام عدة، وفي حال استمرارها ينبغي استشارة الطبيب المختص، مع ضرورة الانتباه حال ظهور أي أعراض غريبة على الشفاه، إذ يساعد الاكتشاف المبكر في الوقاية من الكثير من المضاعفات، ويعمل على تسريع العلاج.

شفاه الطفل
في السياق نفسه، قال أخصائي طب الأطفال الدكتور أحمد سعيد: إن الشفاه الطبيعية للطفل حديث الولادة تأخذ اللون المائل إلى الحمرة، لكن تغير لونها يصيب الكثير من الأطفال حديثي الرضع، ما ينذر بالإصابة بداء "الأكروسيانوس"، الذي يؤدي لتحول شفاه الطفل للون الأزرق، وتختفي تلك الحالة من تلقاء نفسها بعد مرور عدة أيام، مبينا أن الشفاه الزرقاء للطفل تكشف عن معاناته من مشاكل بالقلب ،مثل، السكتات القلبية، أمراض الجهاز التنفسي، مثل، الاختناق ، الالتهاب الرئوي، عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، التهاب الشعب الهوائية.
أضاف: إصابة الأطفال بمرض "رينود"، الناتج عن ضيق الأوعية الدموية يؤدي أيضاً إلى زرقة الشفاه للأطفال، مما يعنى تجلط الدم داخل الأوعية الدموية، لذا ينبغي الانتباه جيداً حال تعرض الطفل لزرقة الشفاه خاصة المصحوبة بضيق في التنفس، والتوجه فورا إلى الطبيب المختص لفحص الطفل وحمايته من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها الطفل، أما تغير شفاه الطفل للون الأبيض فتعد حالة طبيعية ولا تستدعى القلق، اذ تكشف عن إصابة الرضع ببعض أنواع العدوى الناتجة عن عملية الرضاعة الطبيعية. وأشار إلى أن هناك أسبابا أخرى تؤدي لتغير لون شفاه الرضع، منها، انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، والإصابة بالإمساك ، وفقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات، والشعور بالبرودة العالية، ووضعية الطفل الخاطئة أثناء النوم، وتعرض الطفل للدغ بعض الحشرات.
ونصح الأمهات بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية، مع توفير شروط النظافة بتعقيم حلمة الثدي وأدوات الرضاعة قبل وضعها بفم الرضيع، مع توفير وضعية النوم المناسبة التي توفر الراحة التامة للطفل، كما ينبغي توفير درجات الحرارة المناسبة خاصة في الشتاء، إذ تؤدي برودة الجو إلى تغير لون الشفاه لذا ينبغي الحرص على تدفئة الطفل جيداً، ومراقبة عملية الإخراج ودرجات الحرارة.

اللون الداكن
من جانبها، قالت خبيرة التجميل، أميرة أبوالمجد يمكن الحفاظ على صحة ولون الشفاه باستخدام بعض العناصر الطبيعية التي تمنحها لونا ورديا طبيعيا من دون استخدام مستحضرات اصطناعية ومن ذلك وضع جل الألوفيرا طول الليل على الشفاه مع التدليك المستمر، من ثم غسله بالماء البارد صباح اليوم التالي، اذ يحتوي على الكثير من الخصائص المضادة للالتهابات، التي تعمل بدورها على تعزيز نمو الخلايا الجديدة، والتخلص من اللون الداكن.
آخر الأخبار