السبت 24 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

" ليلة زفّته" ... مسرحية أعادتنا إلى " كويت أول"

Time
الأحد 14 يوليو 2019
View
40
السياسة
كتب-فالح العنزي:


تختلف مسرحية " ليلة زفته" للفنان حسن البلام عن باقي المسرحيات التي قدمها مع ذات الفريق في مناسبات سابقة، النص الذي كتبه احمد العوضي واخرجه عبدالله البدر اعتمد على قصة من وحي خيال المؤلف مزجت فيها ما بين الماضي والحاضر والوهم في وجود " جني" يطارد كل من يقترب من البيت القديم ثم نكتشف ان الجميع وقع ضحية لعبة ومؤامرة وجشع، الفكرة عادية وسهلة وغير معقدة، وهنا يكمن الاختلاف الذي أشير له، دائما الأفكار البسيطة تلامس المتلقي خصوصا عندما تجرفه أحداثها نحو الماضي والعودة إلى "كويت أول" مثلما ترددت الجملة كثيرا على لسان الفنان عبدالعزيز النصار الذي جسد شخصية شقيق سعود "حسن البلام" والذي تنطلق منه وإليه كافة أحداث المسرحية، مريم "زهرة عرفات" حبيبة سعود واجهت وأسرتها الكثيرمن أجل الزواج بمن تحب، على الرغم من سمعته السيئة التي تسبقه لكنه كان يحبها بصدق. في"ليلة زفته" تفاوتت الأدوار بين الممثلين ومنح بعضهم مساحات أكبر والعكس مع البعض الآخر،انضمام الفنان خالد مظفر اضافة جميلة فهو ممثل موهوب ساهم إلى حد كبير في صناعة كوميديا جديدة بفضل وجود من "يفرش" له والشباب " ماشاء الله ما يقصرون"، الممثل فهد البناي حظي بمساحة لم تمنح له في أعمال سابقة مع قروب البلام، تلون وأبدع وأدى دوره على أكمل وجه، الفنان محمد رمضان والذي قام بدور السكران " نعم ضحكنا معه كثيرا" لكنه وقع في عدم التجديد في الأداء ايقاع واحد وثابت فكل مشاهده "سكران ما صحى ولا دقيقة"، اتفق بأن طبيعة النص المكتوب فرضت عليه هذا الاطار لكن الحال اختلف مع الفنان خالد السجاري الذي قدم عدة كراكترات "الأب، الأم والابن"، السجاري شاب يملك طاقة جبارة لا يقل عنه ايضا الممثل محمد عاشور صاحب الحضور الجيد، عبدالله البدر "عفية عليه" ممثل ومخرج نستطيع القول"صاحب البالين مو كذاب"، الممثلة لولوة الملا ظهرت بشخصية الخادمة سيتا أداء متقن للشخصية الهندية وكان الأفضل لها منحها مساحة حوارية لقدرتها على التنويع في الكراكترات لاسيما أن النص سلس ومريح ويمكن تطويعة باضافة من هنا او هناك،النجم الكوميدي احمد العونان الذي صفق له الجمهور لأكثر من خمس دقائق بمجرد ان اعتلى الخشبة،سبق ان قال عنه البلام " لو يكح الجمهور يضحك"، فعلا الجمهو يصفق ويضحك له على كل أفيه، في " ليلة زفته" ابو فواز طبيب بيطري افتقدنا التشكيلات الثنائية مع البلام ولم يجمعهما مشهد واحد، العونان كان ظهوره جميلا، النجمة التي لا نستطيع إلا أن نقول لها " برافو"، الفنانة زهرة عرفات، فراولة القروب، الممثلة الصادقة العفوية، فاكهة متنوعة، اداء جميل هي لا تلعب الكوميديا من "الجلدة للجلدة " لكنها في كل مشهد تكون حاضرة سواء بجسدها او بروحها، روح أجمل، تفرش لكل الممثلين وتمنحهم الفرصة للإضحاك، لا تزعل ولا تتضايق ولا تصطنع الضحك المبالغ،الفنان حسن البلام " المدح في وجهه مذمة"، شايل المسرحية، كل حدث ينطلق منه واليه، مجهود جبار وخارق ومن تصرفاته فوق الخشبة يشعرك بانتمائه الى الجميع، يحسب للمخرج عبدالله البدر قراءته الجيدة للنص خصوصا أن مؤلفه احمد العوضي وكلاهما عملا معا مرارا وتكرارا، البدر لجأ الى التنويع في تقديم رؤية اخراجية تمثلت في حسن توزيع الأدوار،تكوينات المشاهد،الأزياء التراثية والمعاصرة، لكن يحسب عليه السماح بـ"أوفرة " الضحك المصطنع ليس من المعقول ما بين جملة وجملة ضحكة مصطنعة وايضا تكرار جمل شاهدناها في اعمال سابقة على غرار "لا عاد أتكلم جد"، تظل مسرحية " ليلة زفته" من اجمل الاعمال المسرحية الموجهة للكبار.

العونان والبناي ومحمد رمضان
آخر الأخبار