الأحد 27 أبريل 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث نيام... نيام!

Time
الأحد 29 مارس 2020
View
5
السياسة
حسن علي كرم

في الظروف الاستثنائية التي تعيشها الكويت والعالم، وهي ظروف مخيفة ومفزعة، تتجه الأنظاروالآمال إلى المعاهد والمختبرات والمؤسسات العلمية العالمية لتكريس أعمالها في إيجاد عقار يقضي على هذا الوباء المخيف وإنقاذ البشرية من الهلاك.
الأوبئة القاتلة ليست طارئة على العالم، فبين آن و آخر يتفاجأ العالم بوباء او مرض وبائي قاتل، وفي السنين الاخيرة تكاثرت الأوبئة التي كبدت البشرية الافا وربما ملايين، وكلما نزل وباء سارعت المؤسسات العلمية والمختبرات الطبية الى إيجاد عقار يقاوم او يقضي على الوباء.
في هذه الايام يعيش العالم في اخطر وباء يصيب البشرية في هذا العصر، وكما نرى انه يكاد يقضي لا على البشر فحسب، بل على ما انجزه الانسان في السنين الاخيرة، فالاقتصاد العالمي يمر بأخطر المراحل، فلا بيع ولا انتاج ولا خروج من المنزل، ولا طعام الا لحاجة يومك، وقد يتعذر عليك إيجاد حاجتك ليومك، حالياً يعيش الانسان اقسى تجربة فيما التقدم العلمي يصل أقصى مراحله، حيث التكنولوجيا المخيفة، فخلق انسانٍ ناطقٍ والعقل الافتراضي، والاجهزة الالكترونية التي باتت المحرك والمغذي لفكر وعقل الانسان، والذاكرة البديلة لذاكرة الانسان.
ورغم ان الثورة العلمية من صنع عقل الانسان، لكنها تفوقت على الانسان، وبات الانسان خاضعاً لتلك المخترعات، الحديث في هذا يطول ومشوق ومثير، ولاهنا في هذا المقال القصير مكانه، ولا انا ادعي ما لا اعلمه، لكن يبقى السؤال ان العلوم والتقدم العلمي والابتكارات والاختراعات لم تعد محتكرة على دولة او فئة او جنسية اوعلى نقاء الدم أو لون الجلد اواللغة والجنسية اوالدين، ففي ظل الانفتاح الانساني والتخالط والاختلاط بات العالم يشكل ورشة علمية واحدة تضم جميع العلوم والابتكارات والاختراعات والنظريات العلمية، لذلك بات على كل انسان يتمتع بالتفوق العقلي ان يخوض غمار تجارب علمية وابتكارات جديدة.
في الكويت مؤسسات علمية تحمل اسماء ومسميات ضخمة مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للابحاث العلمية، ناهيك عن المراكز العلمية والبحثية في الجامعات والمعاهد التطبيقية، هذا فضلاً عن وجود 14 جامعة ومعهدا عالميا، تشكل فروعاً لجامعات عالمية، فيما الحكومة تخصص ميزانيات ضخمة و مليارات تصرف عليها، لكن الحصيلة العلمية صفر مربع.
هل سمعتم عن بحث علمي رصين او ابتكار او اختراع انفردت به مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - اسم اكبر من افعاله - و بالمثل معهد الكويت للابحاث، ماذا قدم هذا المعهد طوال السنوات الطويلة على تأسيسه التي تربو على النصف قرن وملايين ملايين من الأموال التي صرفت دون نتاج، فقط أطلوا علينا اخيراً ببحث يتناول مقارنة بين السمك الطبيعي والسمك المستزرع، اما شقيقته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، جل نتاجها توزيع الجوائز المالية على باحثين عرب مقابل تأليف كتاب بحثي مأخوذ او منقول او مترجم من النتاج العلمي، توافق عليها لجنة محكمة جلهم مصريون، و الفائزون بالجوائز جلهم مصريون أيضا، رغم وجود آلاف الباحثين والعلماء في كل انحاء العالم، ومن كل الأديان والجنسيات والملل و النحل محرومون او مهملون تسقطهم المؤسسة من حساباتها، و كأن هؤلاء الحاصلين على جوائز المؤسسة من عباقرة العالم وعلمائه، فيما ملايين الدنانير تستقطع من خزينة الدولة، ومن الشركات الخاصة على مصاريف المؤسسة، اين تذهب هذه الملايين المخصصة للمؤسسة واين إنتاجها العلمي و ابتكاراتها مقابل الملايين التي تخصص لها في كل عام مالي؟!
هل شاركت او ساهمت المؤسسة او معهد الأبحاث في نتاج عقار طبي او نتاج دوائي مثلاً يفيد البشرية، فها هو العالم مبتلى بوباء يكاد يقضي على البشرية جمعاء، هل تحركت مؤسسة التقدم العلمي او معهد الأبحاث للبحث عن ابتكار عقار يقاوم و يعالج فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، الامر المؤكد لا شيء.
الجماعة نيام نيام، فيما تحركت المؤسسات العلمية في أميركا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بل حتى العراق الذي يعاني من أزمات امنية وسياسية و ضعف الموازنات أعلنوا عن إيجاد عقار لمقاومة "كورونا"، من هنا ينبغي القول مطلوب من الحكومة النظر في جدوى هذه المؤسسات التي اثبتت أنها مجرد مرتع لمجموعة من مدعي العلم البلداء الذين يعلفون من مال الدولة في المقابل بلا انتاج …!!!

صحافي كويتي
آخر الأخبار