"ما يطلبه المستمعون"… إرضاء الأذواق غاية لا تُدرك

سلة مُثقلة بأغنيات الزمن الجميل والمعاصرة عبر أثير "كويت FM القديمة"

فالح العنزي

يصحبنا فريق البرنامج الإذاعي "ما يطلبه المستمعون"، يومياً من الرابعة حتى الخامسة مساء، في جولة جميلة ورائعة عبر أثير محطة الغناء العربي القديم، من تقديم الثنائي منال العمران وأميرة نجم، إخراج فاطمة العلي، وإعداد عواطف عبدالعزيز وعبدالعزيز الجادر.
وعلى مدار ساعة كاملة تحاول العمران ونجم، خلق أجواء التواصل مع المستمعين من خلال التنويع في فقرات البرنامج بهدف ارضاء أكبر شريحة من المستمعين، لكن معروفا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، لذا نتلمس اجتهاد فريق البرنامج في تفعيل الساعة المخصصة لهم بالتنقل في قالب يومي بفقرات شبه ثابتة، الأمر الذي ربما قد يتسبب في نوع من التكرار وعدم الفاعلية بين ستديو البرنامج والمستمعين وربما تكون وجهة نظري في غير محلها، لكن بما أن البرنامج يبث عبر أثير إذاعة محلية فهو عرضة للنقد والاشادة، وكلمة حق تقال إننا خلف الأثير نشعر بوجود كيمياء لطيفة تجمع بين مقدمتي البرنامج منال وأميرة، ويبدو انهما عرفتا كيف تنصفان نفسيهما بشكل متوازن وغير مشوه مثلما يحدث مع غالبية البرامج التي يتشارك في تقديمها أكثر من مذيعة وغالبيتها تشعر المستمع وكأنه توجد حرب شعواء قد تقضي ولا تذر، لكن في "ما يطلبه المستمعون" يوجد تنسيق وتبادل معلومات، حيث يحسب لمنال اظهار زميلتها أميرة بشكل جميل والعكس صحيح.
طبعا هنا يجب أن نشير إلى أن "ما يطلبه المستمعون"، شهد عودة المذيعة المخضرمة منيرة عاشور، التي قامت بتسجيل مجموعة من الحلقات تم بثها إذاعيا قبل أن تقرر التوقف، وهنا تقفز بعض الاسئلة المشروعة عن البرنامج وهل هو ذاته أم اختلف من ناحية الفكرة؟، هل هي رغبة لدى المسؤولين في استمراريته بغض النظر عمن سيقدم حلقاته، لأن الهدف هو الحفاظ على ماهية التواصل مع المستمعين. وبالعودة إلى فقرات البرنامج، فإن الانطلاقة تبدأ بالعودة للبحث في الأعمال الغنائية التي كانت تبث خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي وما تزال تحظى بمتابعة بعض المستمعين، وهي فرصة للقيام بجولة العودة إلى الماضي بما كانت تحمله المشاريع الغنائية آنذاك من بساطة في المفردات وجزالة في المعنى وعمق في التلحين، والجميل هنا أن إذاعة الكويت يوجد فيها أكبر مكتبة أرشيفية، وبالتالي فان اختيار أغنيات نادرة جدا يحسب لصالح البرنامج. كذلك يتنقل البرنامج بالمستمعين بين محطات أخرى تتناسب مع الفئات العمرية مثل جيل السبعينات وتأثرهم بأغنية الثمانينات، حيث بلغت الأغنية الكويتية ذروة نجاحاتها وانتشارها، ويستذكر البرنامج عشرات الاعمال الخالدة والمستمرة سواء للجيل الحالي أو جيل التسعينات والألفية الثالثة، والذي يمكن القول بأنه جيل مجتهد ويحاول مواكبة التطور الكبير في العالم الموسيقي، وتحرص أسرة البرنامج على استقطاب هذه الفئة من المستمعين حتى يكتمل عقد التنويع.
يذكر أن الثنائي أميرة ومنال تمتلكان أرشيفا ذهنيا جيدا ولديهما خبرة منفردة في عالم الغناء ومكتبة أرشيفية بداخل كل واحدة منهما.