منوعات
محاكم التفتيش اخترعت آلات رهيبة للتعذيب
الثلاثاء 21 مايو 2019
20
السياسة
إعداد - محمود خليل: عانى المسلمون في الأندلس، كثيراً من ظروف القهر والرقابة الدائمة التي فرضت عليهم بعد سقوط الأندلس، التي كانت محاكم التفتيش المعينة من طرف الكنيسة مسؤولة عن ترتيبها وتنفيذها. أدت تلك الرقابة الصارمة إلى نفور شديد من قبل الموريسكيين من كل ما يأتي من قبل السلطات الصليبية، فبعد الذوبان الاجتماعي للأندلسيين القشتاليين وأندلسي الغرب، ثاروا على المسيحية التي فرضت عليهم، وبدأوا في البحث عن جذورهم الإسلامية العربية المفقودة. زاد من حدة تحول هؤلاء الاندلسيين، الذين اجبروا على اعتناق المسيحية - المسيحيون الجدد كما كان يطلق عليهم - طرد أندلسيي غرناطة إلى مناطق تواجدهم، اذ وجدوا في الأندلسيين القدامى في غرناطة، ما فقدوه قبل قرون، كما أجبر تواجدهم النصارى القدامى على عدم نفورهم من أهل غرناطة على النصارى الجدد.لم يمر وقت طويل حتى التحم أندلسيو غرناطة مع باقي الأندلسيين في شتى المقاطعات الخاضعة لحكم القشتاليين، ما نتج عنه فئة جديدة نتيجة ظلم محاكم التفتيش، أسموها "الموريسكيون"، شكلت عنصراً جديداً في التركيبة السكانية والاجتماعية في الأندلس.اشتهر ديوان التحقيق بـ "محاكم التفتيش"، التي أمر بها الصليبيون لتعذيب مسلمي الأندلس فنشرت الفزع، والخوف، والإرهاب، بين مسلمى الأندلس عقب تسليم غرناطة، ومن ثم بدأ مسلسل إبادة المسلمين على أيدى الصليبيين. كان اسم "أيقونة للرعب"، المتخصص بتعذيب المسلمين مرادفًا لكل صور التعصب والإرهاب الديني ضد المسلمين، تلخصت مهمته في تخليص "إسبانيا"، من كل المهرطقين ومن كل بدعة، كما وصف بـ "مطرقة الهراطقة"، نور إسبانيا، حامي بلاده، شرف مهنته. أحرق أكثر من 17000 مسلم، لم يعترف بحرقهم، بينما اعترف بحرق 2000 فقط من اليهود.أوكلت لـ"أيقونة الرعب" هذا مهمة التأكد من إخلاص تنصر اليهود الأندلسيين الذين عرفتهم قشتالة رغم إن جده كان يهوديا وتنصر، وطرد اليهود المتنصرين بالقوة، تقربا إلى الله، مما حدا بأكثر من 40 ألف من اليهود الأندلسيين لمغادرة بلادهم.كان لا يتجول إلا في كتائب تتكون من 40 فارساً و200 جندي من المشاة، حتى يثير الرعب ويؤمن حياته، وكون ثروة أكبر من ثروة الملك، ثم شرع إلى جانب ذلك وجوب التعذيب لأخذ الاعتراف مع المحافظة على حياة الشخص حتى يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه حرقاً لتطهير روحه.كان يشرف بنفسه على حرق الكتب العربية والإسلامية في ساحة غرناطة، وقام بتمويل رحلة "كريستوفر كولومبوس" بأموال محاكم التفتيش، ويعتبره الأسبان، رمزاً وطنياً تاريخياً، مات مقتولا بالسم، بعدما وضعته فتاة له في الخمر حاول الاعتداء على عفافها قبل أن يرسلها إلى المحرقة. تعذيب وحرق كان المسلم "المتهم"، الذي يمثل أمام المحكمة يخضع لاختبار أولي، بأن يشرب كؤوسا من الخمر يحددها أعضاء المحكمة، ثم يطلب منه أكل لحم الخنزير، بذلك يكون غير متمسك بالدين الإسلامي وأوامره، ثم يعاد إلى الزنزانة في سجن سري، مظلم، يمتلئ بالأفاعي، الجرذان، الحشرات، يبقى فيه شهورا دون أن يرى ضوء الشمس، فإن مات، تعتبره المحكمة رحمة من الله وعقوبة مناسبة له، وإن عاش، فهو مازال تحت المحاكمة والتعذيب.كانت المحكمة تطلب من المسلم "المتهم"، أن يعترف بجميع الخطايا التي يمليها عليه ضميره وتسأله عن أسرته، وأصدقائه، ومعارفه، والأماكن التي عاش فيها، والتى يتردد عليها، ثم تتلى عليه التهم، دون أن يكون له الحق فى الدفاع عن نفسه، بالتالى يخضع للتعذيب، لأنه يعترف تهربا من قول الحقيقة، أى إن التعذيب لابد منه، اعترف أم لم يعترف. الكي والجلد كان التعذيب يبدأ بمنع الطعام والشراب عن "المتهم"، حتى يصبح نحيلا غير قادر على الحركة، ثم يتم جلده، تنزع أظفاره، يكوي بالحديد المحمي، ينزع شعره، تطلق عليه الحيوانات الضارية، يخصى، يوضع الملح على جروحه، يعلق من أصابعه، لا يستثنى من هذا التعذيب شيخ، امرأة، طفل.يسجل كاتب -خلال عملية التعذيب- كل ما يقوله "المتهم"، الذى يترك يوما واحدا بعد التعذيب، ثم يعرض عليه ما قاله في أثناء التعذيب من تفسيرات القضاة، فإذا كان قد بكى وصرخ: يا الله، يفسر القاضي أن الله التي لفظها يقصد بها رب المسلمين، على المتهم أن ينفي هذا الاتهام أو يؤكده، ثم يتعرض للتعذيب من جديد، وقبل 24 ساعة من تنفيذ الحكم، يتم إخطاره بالحكم الصادر بحقه.كانت الأحكام تنقسم إلى البراءة -نادرا ما حكمت به محاكم التفتيش- إذا خرج بريئاً، يعيش بقية حياته معاقا محطما بسبب التعذيب الذي تعرض له، تصادر أمواله، يعيش منبوذا، لأن الآخرين يخافون التعامل معه، أو التحدث إليه، خوفا أن يكون مراقباً من محاكم التفتيش.أما الحكم بالجلد، فكان المتهم يساق إلى مكان عام، عاريا تماماً وتنفذ عقوبة الجلد -غالبا ما كان يموت أثناء ذلك- فإن نفذ وكتبت له الحياة يعيش كالمحكوم عليه بالبراءة. محاكمة الموتىأما الحكم بالإعدام، فإنه كان الأكثر صدورا، كان يتم حرقا وسط ساحة المدينة. الغريب أن تصدر المحكمة أحكاما بالسجن على بعض "المتهمين"، لكن بسبب ازدحام السجون، كانت تطلق سراح بعضهم، وتعدم آخرين من دون محاكمة، تصدر أحكاماً بارتداء المتهم لباسا معينا طوال حياته، إلزام الناس بسبهكلما سار في الشارع أو خرج من بيته، لا يستثنى أحد بسبب العمر، حتى الموتى كانوا يخضعون للمحاكمة فكان يتم نبش قبورهم.رغم كل هذا العنف، التعذيب، الإرهاب فإن المحاكم لم تستطع نزع الإسلام من صدور المسلمين أو إجبارهم على ترك دينهم، فصدر قرارا بطرد جميع المسلمين "الموريسكيين" من إسبانيا، فاكتظت الموانئ بهم، تم ترحيل نحو 120 ألف مسلم، خلال أربعة أعوام. صدر بعدها قرار يقضي بإعطاء جائزة 60 ليرة لكل من يأتي بمسلم حي، فيكون له الحق في استعباده، كما يمنح30 ليرة كل من يأتي برأس مسلم قتله، فرحل نحو 327 ألف شخص، مات منهم 65 ألف غرقا في البحر، أو تم قتلهم في الطرقات، أو مرضوا وماتوا جوعا، بينما بقي البعض بشكل سري. الثور النحاسيرغم ذلك ألقت محاكم التفتيش - بعد سقوط غرناطة بمائتى عام - القبض على كل من شكت فى إسلامه، كانوا يعدمونه حتى تظل إسبانيا نقية من "الدم الفاسد "، حسب زعمهم. كان الصليبيون يدخلون المحكوم عليه "ثورا نحاسيا"، تشعل النار تحته إلى أن يشوى حتى الموت ببطء، فيما كان صراخه يدوي كما لو كان صوت ثور فعلا.أما الخازوق فكان المتهم يجبر على الجلوس عليه، وكلما ارتفع عن الأرض انزلق المتهم أكثر فأكثر للأسفل حسب وزنه، حتى يموت خلال ثلاثة أيام.أما الشوكة الزنديقة، فكانت تتألف من قطعة معدنية بقطبين متعاكسين في الاتجاه، تم توصيلهما بطوق على العنق، أحد قطبي الجهاز تحت الذقن والآخر كان باتجاه الصدر، كان المتهم يبقى مستيقظا طوال الوقت لأنه في اللحظة التي سيغفو فيها إما أن تغرز الشوكة في حلقه وإما أن تغرز في صدره.أما كرسي يهوذا، فكان مغطى بما يقرب من 1500 مسمار حاد، مع أحزمة لتثبيت المتهم، له مساحات تمرر الحرارة تحت مقعده، فكان يشوى جسده ببطء. أما أحذية الإسمنت، فكان يسكب الإسمنت على أرجل الضحية، حتى إذا جف ألقى المتهم حيا فى البحر. الزواج الجماهيري ومن أنواع التعذيب، مقص التمساح، حيث كان يحمى باللهب، حتى تضيق الخناق على أحشاء المتهم وتقتلعها من جسده أما الزواج الجماهيري، فكان يتم إلقاء الذكور على الإناث عراة ومن ثم يلقى بهم في المياه المثلجة حتى يغرقوا، أما الحمار الإسباني، فكان المتهم يجلس منفرج الساقين عاريا على جهاز عبارة عن خشبة عمودية على رأسها مسامير، شبيه بالحمار، ثم توضع الأثقال على أرجله فتمزق هذه الرؤوس أحشاءه بالكامل.