الاثنين 11 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

مخطوطة المشهد الحسيني بالقاهرة... هل هي نسخة عثمان؟

Time
الاثنين 04 أبريل 2022
السياسة
يقول اللهُ تعالى في كتابه الكريم: "إِنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فقد حفظ المولي القرآن الكريم في الصدور حتى بدأ جمعه في عهد الخليفة أبي بكر عن طريق النسخ من مخطوطات أغلبها من جلود الأغنام والغزال، ثم تبارى النساخ في نقل النصوص المُقدسة على مدار عهود، وتسابق على نسخها الخطاطون، حتى امتلأت الدنيا بنسخ القرآن بأشكال وألوان وخطوط مختلفة، وظلت الأجيالُ تتناقلها إلى أن وصلت إلينا لتكون شاهدة على حفظ المولى للذكر الحكيم إلى أن تقوم الساعة... وفي هذه الحلقات نستعرض بعض المخطوطات التي وصلت إلينا من عهود موغلة في القِدَمِ.

إعداد - أحمد القعب:


تحظى نسخة المشهد الحسيني من القران الكريم بشهرة واسعة في مصر، ويتعاملون معها بمزيج من الفخر والتقديس، ليس فقط لأنها تحمل كلام الله، بل للاعتقاد الراسخ انها واحدة من النسخ الست للمصحف، والتي نُسخت بأمر الخليفة عثمان بن عفان، وتم ارسالها إلى الأمصار بعد سنوات قليلة من وفاة النبي، ما يعني ان من نسخها كان من الصحابة الذين عاصروا النبي، وإنها شُرفت باعتماد ذي النورين، ويشير الباحثون الى ان عثمان قام بإرسال 4 نسخ من المصحف الذي حمل اسمه فيما بعد الى مكة والكوفة والبصرة والشام، وصلت احدها الى مصر كما يذكر المقريزي، الذي قرر أنها اسُتخرجت من خزائن المقتدر بالله العباسي، ونُقلت إلى جامع عمرو بن العاص في خلافة العزيز بالله.
وقد نُسخت المخطوطة التي تحتفظ بها المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف بالخط الكوفي على 1087 ورقة من الرق، وتحوي القرآن الكريم بالكامل، وانتقلت من مكان لأخر عدة مرات، الى ان انتهي بها المطاف في خزانة المدرسية الفاضلية فى عهد صلاح الدين الايوبي، ثم توارثها الحكام الذين تعاقبوا علي مصر، وكان العوام يعتقدون ان بلادهم ستظل محروسة ما بقي بها هذا المصحف، وفي أوائل القرن العاشر الهجري تمت تكسية النسخة بجلد خاص يحفظها من الاهتراء، وساعد ذلك على بقائها كاملة، ليتم نقلها إلى المشهد الحسيني المواجه للجامع الازهر أوائل القرن الرابع عشر، ومن ثم إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية.
وقد اثبتت الأبحاث التي أُجريت علي النسخة استخدام الخيوط في جميع الصفحات اثناء عملية الترميم المتعددة، إضافة الى طبقة كرتونية خارجية مهترأة، ويرى القائمون عليها انها النسخة التي كان يقرأها الخليفة عثمان بن عفان خلال الاضطرابات التي شهدتها دولة الخلافة، فيما يُعرف بالفتنة الكبرى والتي انتهت بقتله، لكن كثير من الباحثين يستبعدون ذلك، ويرجحون انها تعود الى زمن الحجاج الثقفي ولا صلة لها بمصحف عثمان الأصلي.
يتكون المصحف من جلد خارجي، تتمثل ابعاده في: 57سم عرضا و68 سم طولا، وكُتب النص بالخط االكوفي دون نقاط او زخارف، أو أية أشكال داخل النص للسورة الواحدة، لكن ما بين السورة القرآنية والأخرى يتوافر رسم متعدد نباتي بألوان مختلفة، وتضم الصفحة الواحدة من الجلد 12 سطرًا بارتفاع 40 سم للنص الداخلي، فيما يبلغ وزن المصحف كاملاً نحو 80 كجم، و يحتفظ بنفس ترتيب المصحف المتداول حاليا، كما جاء على شكل وأسلوب واحد، وبلسان قريش، ويتميز بجودة عالية، اذ لم يتعرض إلا قليلا لعوامل الزمن من اهتراء أو ضرر يؤثر على الكلمات، او الآيات، بل احتفظ بكامل نصه سليما، وساعد في ذلك تعدد مرات الإصلاح، وتنوع طرق العناية والحفظ الاستثنائية التي مر بها.
آخر الأخبار