مدارس الخيران الأربع ..."بغيناها طرب صارت نشب"

* المناقصة طُرحت في 6 يونيو من العام الماضي والشركة الفائزة لم تجدد التأمين الأولي
* جهاز المناقصات قد يسحب المناقصة والتباطؤ في توقيع العقد يؤثر على موعد تشغيلها
* التأخير يدفع أهل المنطقة لتسجيل أبنائهم في "أم الهيمان" التي تبعد 45 كيلو متراً!

كتب - عبدالرحمن الشمري:

ينطبق المثل الشعبي الكويتي "بغيناها طرب صارت نشب" على حال اربع مدارس في منطقة الخيران التابعة لمنطقة الاحمدي التعليمية، إذ انه رغم الحاجة الملحة لهذه المدارس لخدمة المنطقة إلا ان قصتها مثيرة للاهتمام فبعد استلامها في عام 2015 من قبل وزارة التربية، سرقت واتلفت محتوياتها، لتعود الوزارة وتطرح مناقصة لصيانتها، وبعد فوز شركة مقاولات بالمناقصة الاخيرة ، فوجئ الجميع ان الشركة لم تقم بتجديد تقديم التأمين الاول مما جعل الاهالي امام خيارات صعبة اقلها هو تسجيل ابنائهم في مدارس ام الهيمان التي تبعد عن المنطقة 45 كيلومترا.
وفي التفاصيل، أنه في 6 يونيو من العام الماضي طرحت وزارة التربية المناقصة رقم م . ع /‏2020/‏2019/‏13 لتنفيذ أعمال الصيانة والترميم والأعمال الإنشائية لمدارس و مباني منطقة الخيران التابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية وتمت الموافقة على ترسية المناقصة على احدى الشركات الانشائية، الا انه حتى الآن لم تبدأ اعمال الصيانة في مدراس الخيران بعد مرور اكثر من عام من طرح المناقصة !.
وأوضحت مصادر تربوية لـ "السياسة ان تعثر مناقصة الصيانة لهذه المدارس مرده الى عدم تجديد المقاول الذي رست عليه المناقصة التأمين الاول اللازم كضمان بنكي، حيث امهل جهاز المناقصات العامة الشركة المعنية ثلاثة ايام لتقديم التأمين وذلك في 23 مايو الماضي، ومع ذلك لم تتقدم الشركة بتجديد وتقديم التأمين الاول والثاني ، مبينة أن المناقصة تم ترسيتها في 20 ابريل الماضي ولم يتم توقيع العقد حتى الان والبالغ قيمته مليون و100 الف دينار تقريبا.
وافادت ان "التربية" ابلغت جهاز المناقصات العامة عدم حضـور الشركة لتوقيع عقد المناقصة ولم تتم الاستجابة للدعوة ولم يتم تقديم كفالة الانجاز "النهائية اضافة الى إفادة الجهاز المركزي للمناقصات بقرب انتهاء التأمين الأولي"، لافتة الى ان التربية أعدت مستندات مناقصة لتنفيذ أعمال الصيانة والترميم والأعمال الانشائية لمدارس ومباني منطقة الخيران السكنية، اذ تم أخذ الموافقات من الجهات الرقابية بالدولة وتنفيذ إجراءات الطرح واستكملت الدورة المستندية .
وذكرت المصادر أن "التربية" تسلمت 4 مدارس في منطقة الخيران، مدرستان متوسطتان بنين وبنات ومدرسة رياض اطفال وثانوية بنات في عام 2015، موضحة أن منطقة الخيران كانت غير مأهولة بالسكان عند قيام وزارة الأشغال العامة بإنشاء تلك المدارس حيث تعرضت للسرقة وحدوث تلفيات كبيرة فضلا عن حاجتها الى اعمال صيانة شاملة وترميم لاعادة تشغيلها.
وبينت أنه بعد تعرض المدارس للسرقة والتلف،شكل وكيل الوزارة في ذلك الوقت لجنة لمعاينة المدارس لحصر وتحديد مكان التلفيات والسرقات، وقامت بإبلاغ النيابة العامة عن الواقعة، ولمساءلة من تسبب في إلحاق ضرر بالمال العام نتيجة عدم توفير حراسة للمدارس الجديدة وذلك بعد استلامها من وزارة الأشغال مما ترتب عليه سرقات وتلفيات بتلك المدارس.
ورجحت المصادر ان يقوم الجهاز المركزي للمناقصات العامة بسحب المناقصة من الشركة التي رست عليها المناقصة السابقة ان لم تبادر لتقديم الكفالات اللازمة والضمانات البنكية وتوقيع العقد قبل 20 يوليو المقبل كحد اقصى، موضحة ان التباطؤ في توقيع العقد يؤثر على موعد استلام المدارس وتشغيلها ويدفع اهالي المنطقة الى اللجوء الى المناطق القريبة منهم لتسجيل أبنائهم واقرب منطقة إليهم هي ام الهيمان وتبعد نحو 45 كيلو متر ويتعذر احيانا قبولهم بسبب الكثافات الطلابية في مدارس تلك المنطقة.