كتب - فالح العنزي:عادت الروح للشباب المسرحي وكل المشتغلين في أبو الفنون، عادت روح المسرح بعد شهور عجاف وتنفست خشباته ضحكات عبدالحسين والمفيدي وغانم الصالح وانتصار الشراح وغيرهم، عادت الروح بانطلاق الدورة الـ 21 من مهرجان الكويت المسرحي بحضور جماهيري متعطش للفن والمسرح غص به مسرح الدسمة. افتتاح مبهر يحمل عشرات عبارات التفاؤل والرسائل، قاده الثنائي الفنان حسن البلام والإعلامية نجلاء الكندري بتوقيع الكاتبة فاطمة المسلم والمخرج يوسف البغلي، عودة مستحقة لأول مهرجان مسرحي رسمي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بعد انحسار جائحة "كورونا"، وهو الذي بات يشكل تظاهرة تحظى باهتمام رفيع المستوى أمام جمهور راق.تصدت لتأليف عرض الافتتاح الكاتبة فاطمة المسلم وتولى الإخراج يوسف البغلي، وشهد مشاركة مجموعة من الفنانين منهم حسن البلام، يعقوب عبدالله، علي العلي، عبدالعزيز النصار، عبدالله الخضر، شيماء سليمان، شهد العميري، ضاري الرشدان وغيرهم، حيث أخذنا عرض "رسالة فنان" إلى الحنين والاشتياق لخشبة المسرح التي غطاها التراب بعد توقف قسري، أردنا أن ننفض ذلك التراب حتى تعود لعنفوانها وكبريائها وروحها التي افتقدناها، تمكنت المؤلفة المسلم من اصطحاب الجمهور في جولة عادت إلى الماضي الجميل وما تركه رحيل رواد المسرح من جرح غائر، لذا استذكرنا هؤلاء ومن نحب أمثال عبدالحسين عبدالرضا، علي المفيدي، أحمد الصالح، محمد العقروقة، انتصار الشراح، مشاري البلام، عبدالعزيز العرفج وغيرهم، ربما غاب البعض أمثال عايشة إبراهيم ومريم الغضبان وعبدالعزيز السريع وغيرهم، لم يسعف الوقت لذكرهم وعرض صورهم التي كلما دخلنا مسرحا وجدناها تحيط بنا وكأنها أرواح ترفرف في الأروقة والزوايا والكواليس.حمل العرض المسرحي الذي بدأ بمشهد طفل يحلم بالمسرح الذي يأمله، حلم قصير تضمن صورا أجمل ورسالة بضرورة الارتقاء بكوميديا المسرح وما يجب أن يقدم فوق الخشبة، كوميديا موقف وليست اقحاما من دون هدف، فالمشهد الذي جمع الفنان عبدالعزيز النصار مع "كراكتر" نهاش فتي الجبل، الذي ظهر فيه الراحل غانم الصالح في مسرحية "باي باي لندن" وأبو حامي "عبدالله الخضر" كان كفيلا بتعريف المتلقي عن ماهية الكوميديا التي عرفناها مسرحياً في تلك الفترة من الزمن وبين ما يقدم في كوميديا اليوم، أيضا دعا العرض المسرحي "رسالة فنان" لعدم التفريط في لغتنا العربية وضرورة الحفاظ عليها فهي أساس كل حديث وكل منطق وثقافة. وكان جميلا ومؤثرا حضور الفنانين الكبار مريم الصالح وهيفاء عادل وجاسم النبهان وعبدالعزيز المسلم، ليجمع الحفل أجيال الفن رواده وشبابه، ففي اللوحة الأخيرة من الافتتاح، والتي جسدها الفنان عبدالعزيز المسلم عن تسيده لمسرح الرعب، اعتلى المسرح ثلاثة من الفنانين الرواد مريم الصالح وجاسم النبهان وهيفاء عادل، وكانت مفاجأة صعودهم لا تقل عن مفاجأة الحوار الذي جمعهم فوق الخشبة عن ذكريات ماضيهم الجميل.وشهد الحفل كلمة وزير الإعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن بداح المطيري، ألقاها نيابة عنه الأمين العام للمجلس الوطني كامل العبدالجليل، تحدث فيهاعن عودة الحراك الفني مع "مهرجان الكويت المسرحي، لتأكيد ريادة الكويت الحركة الفنية والإبداع المسرحي منذ زمن بعيد، وساهمت في ترسيخ دور المسرح البناء في المنطقة".وأكد "أهمية المهرجان ومكانته رفيعة المستوى، ليكون رافداً مهماً لظهور المواهب والإبداعات عند فنانينا الشباب من الجيل الواعد، ولقاء أجيال الفن، فضلا عن أنه يساهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية، وهو منصة حضارية لدولة الكويت". ولم يغب عن الوزير استحضار روح التطوير الفني والثقافي في المرحلة المقبلة.
المكرمون ولجنة التحكيمعلى قدر من المسؤولية وبثقة من اللجنة العليا للمهرجان تم الاعلان عن أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي الحادي والعشرين، وهم د.عبداللـه الغيـث رئيسـا وعضوية كل من د.إلهام الشلال، د.محمد المهنا، د.رهام العوضي، الفنان فيصل العميري، وتقديرا وعرفانا لما بذلوه من عطاء وسخاء في خدمة الحركة المسرحية على مدار سنوات تم تكريم كوكبة من الفنانين لهم بصمات راسخة لا تنسى، وهم أحمد العامر، أستاذ التمثيل والإخراج دخيل الدخيل، د.أحـلام حسـن، د.خلـود الرشيدي، سماح وفاضل الدمخي.

المكرمون ولجنة التحكيم في افتتاح مهرجان الكويت المسرحي

عبدالعزيز النصار وعبدالله الخضر "رسالة فنان"