

مشروع مصفاة الزور نموذجٌ للشراكة والتعاون بين الكويت والصين
نفذته "سينوبك" لتنتج 31.5 مليون طن سنوياً وتم الانتهاء من تشغيله بالكامل
- المصفاة تنتج الوقود النظيف بأقل نسبة كبريت تصل إلى 55 جزءاً من المليون
- توفر نحو 1000 فرصة عمل وتضيف 615 ألف برميل يومياً من الوقود النظيف
- تجعل من الكويت المنتج الأول في الشرق الأوسط بما يتوافق مع المعايير الأوروبية
يعد مشروع مصفاة الزور نموذجا للتعاون الصادق والبنّاء بين الكويت والصين من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية، فالمصفاة التي تقع في صحراء الكويت في نطاق محافظة الأحمدي وتبدو للناظر من بعيد بأبراجها المعدنية اللامعة تنتج 31.5 مليون طن سنويا وقد تم الانتهاء من تشغيلها بالكامل في ديسمبر 2023.
لا تعد مصفاة الزور حجر الزاوية فقط في إنجاز مشروعات ممولة من الجانب الصيني ممثلا في شركة سينوبك لويانج
Sinopec Luoyang Engineering Co. Ltd. وشركة سينوبك الخامس للانشاءات Senopec Fifth Construction Co. Ltd تحت مظلة مجموعة سينوبك لمشاريع مصافي النفط الهندسية والكيميائية PEC في الكويت، بل تنتج أيضا الوقود النظيف منخفض الكبريت بأقل نسبة كبريت تصل إلى 55 جزءا من المليون وتتوافق مع المعايير الاوروبية والتي تسهم في تقليل الانبعاثات الملوثة للبيئة.
إن مشروع مصفاة الزور يجعل من الكويت المنتج الأول في الشرق الاوسط، وهو نموذج للتعاون الكويتي الصيني، ويعتبر حلقة الوصل بين البلدين الصديقين في مجال تطبيق مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى أنه يعتبر جزءا من (رؤية الكويت 2035).
تعتبر المصفاة الأكبر في العالم من حيث انه تم تشييدها كدفعة واحدة، فقد بدأ المشروع في 2015 حيث بدأت شركة سينوبك لويانج للهندسة ممثلا عن مجموعة سينوبك في تشكيل تحالف مع شركة (تي آر) الإسبانية وشركة هانوها للهندسة من كوريا الجنوبية Hanwha Engineering Co.
وفقا للعقد المبرم فقد تضمن توريد وتشغيل 15 نظام تشغيل ومعدات تشغيل بالإضافة إلى 5 أنظمة تشغيل بما فيها أجهزة هدرجة الديزل والكيروسين، تولت شركة سينوبك السادسة انشاء وتركيب وتشغيل 6 وحدات إنتاج بالإضافة إلى أعمال التبخير وهدرجة النفط المتبقية، وتولت شركة سينوبك للنقل الثقيل نقل المعدات الضخمة إلى الموقع؛ فيما تولت شركة سينوبك العاشرة تشييد محطة معالجة المجاري. في ديسمبر 2019، وتولت الشركة انجاز كامل الأعمال الميكانيكية للمشروع. تتميز الشركات الصينية عن نظيراتها الأجنبية بمعالجة المفاهيم وأسلوب العمل، وعمليات التشغيل بالإضافة إلى العادات الثقافية والامور الأخرى.
أثناء عملية التصميم، اهتمت الشركة بتحديد المعايير مع الشركاء الأجانب، وتحرص الشركة على اكتساب المعرفة والخبرة والنمو من خلال التعاون وأثناء عمليات التشغيل، والانتقال من مرحلة الغربة إلى الألفة ومن مرحلة المساءلة والاستفسار إلى مرحلة التفهم الكامل.
هذه العوامل لم تسهم فقط في جعل الشركة بين الأفضل في العالم من حيث استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتبني المعايير الاوروبية والأميركية، بل أيضا القدرة على تصميم 5 وحدات في المصفاة بما فيها هدرجة الديزل والكيروسين.
إضافة إلى ما سبق، فإن اعتماد الشركة على أنظمة التصميم ثلاثي الأبعاد (SP3D) في بناء القوالب والتصميم الرأسي تم استخدامها للحصول على التعاون الدولي والوصول إلى سرعة كبيرة في تنفيذ التصاميم. يمر التصميم بمراحل المراجعة حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة. عندما تمت الموافقة على التصميم، أخبر المراجع الرئيسي ان هذا التصميم مكتمل بشكل غير مسبوق.
إن الشركة تلتزم المعايير المتقدمة فيما يخص المشتريات وتزود مسؤول المشتريات بمميزات التصميم لنبدأ عملية شراء المواد المناسبة.
من جهة أخرى، قامت الشركة بدور رائع على مستوى التجهيزات والاستفسار عن المواد، والايضاحات الفنية، وتقدير المخاطر المالية، وتقدير أحمال الإنتاج، والتفاوض المالي للوصول إلى افضل المصادر والمميزات على مستوى العالم.
إضافة إلى ما سبق، فإن المحطات الفرعية، والمعدات الثابتة، والمواد الكهربائية، والمواد الأخرى يتم تسليمها من قبل الشركة إلى المورد المحلي الذي بدوره يسهم في تطوير التصنيع المحلي.
ومنذ انطلاق المشروع، تبنت الشركة مفهوم التطوير العالمي والتعاون المثمر وتقاسم الفوائد مع الشركاء، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لموظفين محليين، ووجهت الشركة الدعوة إلى مقاولين الباطن محليين مثل HOTECC, CMBC, CAPE, ) INSULCO, ALJAMEH, MTC, ARABI, ACTC-V)، للمشاركة في إنجاز مشروع مصفاة الزور بما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، ويبادر المهندسون الصينيون إلى نقل خبراتهم في الإدارة والتحكم ويعتمدون حلولا ذات كفاءة عالية وكلفة اقل لإنجاز المشروعات حسب الجداول الزمنية المحددة، بالإضافة إلى العمال الصينيين، هناك ما يقارب 10 آلاف عامل من دول مختلفة كالهند، وباكستان، ومصر، والفلبين وغيرها يعملون ضمن مبادرة الحزام والطريق.
إن مصفاة الزور لا توفر فقط نحو 1000 فرصة عمل، بل تضيف كذلك 615 الف برميل يوميا من الوقود النظيف يعزز قدرة الكويت على إنتاج وقود نظيف، بعد التصفية وهدرجة الديزل والكيروسين، يتم تحويل الوقود إلى محطات توليد الطاقة والكهرباء باستخدام وقود صديق للبيئة الذي يسهم في تقليل الانبعاثات الملوثة ويحمي البيئة المحلية من اضرار اكاسيد النيتروجين والكبريت الضارة.