شعراء النبيإعداد - نسرين قاسم"الشعر ديوان العرب، ومصدر معارفهم، ومستودع عاداتهم وتقاليدهم، وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، تقيم الاحتفالات، وتنصب الرايات، وتدعو للولائم ابتهاجاً بهذا الحدث العظيم، وفي هذه الحلقات نتناول أحد الشعراء أو القصائد التي تكرس القيم الإسلامية وتناصر العقيدة"."الشعر ديوان العرب ومصدر معارفهم ومستودع عاداتهم وتقاليدهم، وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، تقيم الاحتفالات، وتنصب الرايات، وتدعو للولائم ابتهاجا بهذا الحدث العظيم، وفي هذه الحلقات نتناول أحد الشعراء او القصائد التي تكرس القيم الإسلامية وتناصر العقيدة".معاوية بن أبي سفيان القرشي الهاشمي سيد بني أمية ومؤسس دولتها في الشام، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، كان طويل القامة، أبيض الرأس واللحية، ومن احلم قومه في الجاهلية والاسلام، عُرف بالسيادة والرياسة في قومه، وكان من شعراء قومه الذين يزنون الكلام قبل منطقه، فجمع بين حكمة القول وبلاغة النظم، وله ديوان مطبوع يجمع كل ما يُنسب اليه من اشعار. وما قَتلَ السفاهة مثلُ حلميَعودُ بهِ على الجَهْلِ الحليمُفلا تسفهْ، وإنْ مليتَ غيظاعَلَى أحدٍ فإنّ الفحشَ لُومُولا تقطعْ أخاً لكَ عِنْدَ ذَنْبٍفإنّ الذنبَ يعفوهُ الكريمُأسلم وأبوه وأخوه يزيد يوم فتح مكّة، ثمّ كان صاحبا لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وروى عنه الكثير من الأحاديث، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، وأثنى عليه صحابة رسول الله، وحظي بثقة الخلفاء الراشدين من بعده، وكانت له أعمالٌ عظيمةٌ، منها كتابته للنبي، إذ كان يكتب الوحي والرسائل فيما بينه وبين العرب.أمَا والذي نادى مِنَ الطّورِ عبدَهُنِداءً سمَيعاً فاستجابَ وسَلمَالقد كِدتُ، لولا الله لا شيء َ غيرُهُتبارَكَ ربّي ذو العلى، أنْ أصمِّمَا
ولكِنّني رَوّيتُ في الحِلْمِ والنُّهَىوقَدْ قال فيه ذو المقال، فَأَحكماهاجر إلى المدينة المنورة بعد إسلامه، وحظي بشرف الجهاد تحت راية رسول الله، وشهد برفقته غزوة الطائف، وحُنين، وأعطاه النبي من غنائمها مئةً من الإبل وأربعين أوقيةً من الفضة، وبعد وفاة النبي، كان محطّ ثقة أبي بكر الصديق، فبعد أن سيّر الجيوش لفتح الشام، جاءت جماعة من المسلمين إلى المدينة فوجّههم إلى الشام، وبعث عليهم معاوية أميراً، وظل يجاهد طوال تلك السنوات باخلاص، وقال في نفسه: يموتُ الصالحونَ، وأنتَ حيُّتَخَطّاكَ المنايا، لا تموتُتولّى معاوية ولاية الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وبقيت تحت حكمه 20 سنةً، حكم خلالها العرب والعجم، ولم يهجه أحد من رعيته، ثمّ أصبح ملكاً على الشام، ومصر، والحرمين، والعراق، وفارس، وخراسان، والمغرب، وليمن، والجزيرة، وآلت اليه الخلافة وقت الفتنة الكبرى.شجاعٌ إذا ما أمْكَنَتْنيَ فُرْصَةوإنْ لم تكنْ لي فُرصة فجبانُعندما شعر باقتراب أجله، خطب بالناس خطبة مودّعٍ، وأوصى فيها ابنه يزيد بحفظ وصية الله، عزّ وجلّ، بالوالدين، وأن يكلف رجلاً لبيباً بغسّله بعد وفاته، وكان يحتفظ بثوبٍ من أثواب النبي، فأوصى بأن يُلف به جسده قبل أن يُكفّن، حتى يمسّ جلده دون الكفن، كما أوصى بنصف ماله لبيت مال المسلمين.أَلاَ قُلْ لعبد اللهِ، واخصُصْ مُحمّداًوفارسَنَا المأمونَ، سعدَ بنَ مالكَثلاثة ُ رَهْطٍ من صِحابِ مُحَمّدٍ نجومٌ ومأوى ً للرجالِ الصّعَالكِرُوي أنّه لمّا دنا أجله أخذ يضع خدّه على الأرض، ويقلّب وجهه، ويبكي ويقول: اللهم انك قُلت في كتابك: "إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ"، اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثمّ أوصى أهله بتقوى الله تعالى، وتوفّى في السنة الستين للهجرة، ودُفن في دمشق.أكانَ الجبانُ يَرَى أنّهيُدافِعُ عَنْهُ الفِرارُ الأجَلْفقد تُدرِكُ الحادثاتُ الجبانَ ويسلمُ منها الشجاعُ البْطل