كتبت جويس شماسلم تكن تدري ان حبها المزدوج للهندسة المعمارية في الكويت والتصوير سيقودها يوما الى اطلاق حركة شبابية اجتماعية تجمع تحت رايتها اشخاصا يمتلكون هوايات وقواسم مشتركة، بغية ترسيخ مفهوم الجمال والفن المتناغمة مع التراث والعادات القديمة التي ما تزال موجودة، وتعبق بالسحر والذكريات، رغم التطور العمراني الحاصل في ايامنا هذه... انها المصممة المعمارية ديما الصوفي التي ابتكرت مشروعا خاصا بها، ولو كان عن طريق الصدفة، الا انها ارادت ان توثق جمال مدينة الكويت، وتضع اسمها على ساحة التصوير المعماري في المنطقة والعالم. تقول: لطالما احببت فكرة التنقل سيرا على الاقدام في مدينة الكويت تحديدا، والتقاط الصور لمعالمها من مبان وشوارع، وقد كنت اكتشف في الكثير من المرات اماكن جديدة او مخفية، غير اني قررت تطويرها عن طريق توسيع دائرتي وتحويل مهمتي الاستكشافية الفردية الى جماعية، وبالفعل لاقت الاستحسان والاقبال، وهأنذا اليوم انظم المعرض الثاني للفريق بالتعاون مع شركة الارجان العالمية العقارية، الذي حمل اسم "Arcwalk x Alargan"، وذلك بمناسبة الاحتفال بإفتتاح مجمع "ارجانيا" في الشويخ الصناعية.
وسط اجواء معمارية مستوحاة من العمارة المغربية التقليدية المعروفة في جنوبها تحديدا، مثل نقوش "الشيفرون" الجميلة على الرخام ونافورة مستوحاة من بيئتها التي زينت المررات طويلة والمساحات المجتمعية التي تتكيف مع تغير المواسم والاسم المأخوذ شجرة الارجان المشهورة في المملكة، احتضن "ارجانيا"، المنصة التفاعلية الجديدة في الكويت، اول فعالية في ارجائه بالتعاون مع المشروع المستقل Arcwalk، بغية جمع المبادرين والمبدعين من المهنيين الشباب والطلاب، والسماح للزوار بالتفاعل مع البرامج الهادفة في مواضيع مختلفة مثل الثقافة والموسيقى والثقافة والصحة، ويعد هذا المعرض الخطوة الاولى له والثانية للمشروع، الذي يقدم سلسلة من اللوحات التصويرية التي تبرز الملامح العمرانية المخبأة حول الكويت. تؤكد المصممة المعمارية ان مشروعها رحلة تصويرية في العالم العمراني والمجتمعي في الكويت، بدأتها منفردة، الا انها رأت بأهمية المشاركة والتشارك من اجل انجاح فكرتها وايصالها الى اكبر شريحة ممكنة من الناس. تقول: ابدى الاهل والاصدقاء اعجابهم بالصور التي كنت التقطها واقترحوا ان انشئ صفحة خاصة على احدى منصات التواصل الاجتماعي، بغية تسليط الضوء على الكويت ومعالمها، ليبدي بعدها بعض المهتمين والجمهور رغبتهم في الانضمام الي في رحلتي"، لانتقل من السير وحيدة الى اكتشاف مباني الكويت مع اصدقائها الجدد، الذين اتفقوا جميعا على اختيار اسم المشروع، كنوع من العمل الجماعي ايضا،وفي المرة الاولى التي جلسنا فيها، اقترحت اختيار اسم، وبالفعل كان Arcwalk الانسب والاجمل للمشروع، لأنها تتماشى مع فكرة المشي والتقاط صور فنية للكويت، عبر عدسات مصممين معماريين ومبدعين يمتلكون شغفا مشتركا، لاستكشاف التصاميم المعمارية التي تطورت عبر التاريخ". تسعى الصوفي لإبراز الحقبات العمرانية في الكويت، خصوصا ان الامر مرتبط بعملها وليس من باب الهواية فقط، تقول: هنالك الكثير من المعالم الجميلة في الكويت، ويتوجب علينا ان نسلط الضوء على جمالها وعراقتها، في حين ان تصنيفها ضعيف ولا يليق بها، وبالتالي، ارى انه بإمكاني ان احدث تغييرا، والدليل على ذلك، اطلاق المشروع بنسخته الثانية.وفي البداية، كنت اسير لوحدي، الا اننا تنقلنا في الموسم الثاني بالباص، الذي يوصلنا الى مواقع معينة، لنكمل بعدها مهمة الاستكشاف سيرا على الاقدام، فالمتعة الاساسية في التقاط الصور تكمن في الاحساس بالحرية والبحث عن اللقطات المميزة. وعن صورها الشخصية في المعرض، تشير الصوفي الى انها اكتفت بثلاثة اعمال في النسخة الثانية، بغية افساح المجال امام اقرانها لعرض صورهم واعمالهم، غير انها تشعر بالسعادة والفخر، لأن فكرتها ومشروعها الصغير يكبر تدريجيا وينال النجاح المرجو، في حين تستعد مجددا للعودة الى مدينة الكويت، كي تكتشف معالم جديدة، كونها تشعر بان هناك المزيد والمزيد، وتقول: اعتقد ان هناك اماكن جديدة لم ارها من قبل، كما انني احاول توثيق تاريخ الكويت وجماله بعدستي الخاصة، ما يعني ان الطريق ما تزال طويلة امامي، ولكنها بالتأكيد تنبض بالعراقة والتراث وحب الكويت.