الأربعاء 14 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

معماريون: "الصوابر" تحفة معمارية عالمية هدمه قرار عشوائي

Time
الاثنين 26 أغسطس 2019
View
5
السياسة
بوعلي: واجهة معمارية فريدة من نوعها لابد من إعادة النظر في قرار هدمه

أم بدر: الدولة أنفقت الملايين على بناء المجمع والآن تشرع في إزالته

الشمري: الأمر يثير الاستغراب لعدم استغلال المجمع كواجهة تراثية وحضارية

العالي: الأفضل من هدمه استغلاله للمشروعات الصغيرة للشباب الكويتي

حيات: أصوات المعماريين تدعو للحفاظ على المعلم وتصحيح أوضاعه بالترميم




تحقيق ـ ناجح بلال:


أبدى مواطنون ومعماريون اعتراضهم على هدم مجمع الصوابر لكونه تحفة معمارية مصنفة عالمياً تستحق الحفاظ، كما أن هدم المجمع يعكس مدى العشوائية وغياب القرار المناسب، لأن المجمع والمنطقة الموجود بها بحاجة لإعادة تنظيم وبامكان الدولة الاستفادة من المجمع خصوصاً في مشروعات الشباب فالمبنى يستطيع أن يستمر لسنوات طويلة قادمة.
وقالوا في تحقيق أجرته "السياسة": إن إدارة أملاك الدولة تقدمت لتثمين الوحدات السكنية للمجمع إيذانا بهدمه من دون استشارة ذوي الاختصاص لأن الموقع له أهمية ثقافية وتاريخية كونه جزءاً من تراث القرن العشرين.
وفي ما يلي التفاصيل:
يقول المواطن بوعلي: إن مجمع الصوابر به 524 شقة سكنية و33 عمارة ومساحته لا تقل عن 22 ألف متر مربع وهو بالفعل واجهة معمارية فريدة من نوعها ولذا كان لابد من إعادة النظر في قرار هدمه طالما كان يمكن ضبطه وتأهيله فالمبنى ليس بالمتهالك كما يظن البعض خصوصا أن هناك الكثير من المعماريين أكدوا أنه من الممكن تجميله خصوصا أن بناء المجمع تم في اوائل الثمانينات ولا يزال عمره الافتراض ممتداً.
وأعرب المواطن محمد المطيري عن أسفه للشروع الفعلي في هدم مجمع الصوابر منذ اشهر نظرا لكونه صمم بطريقة هندسية رائعة، متسائلاً لماذا لم يتم استغلال المجمع قبل الشروع في هدمه في جوانب اخرى طالما أنه يتمتع بهذا المشهد المعماري الرائع.
وتشير المواطنة أم بدر الى أن الدولة أنفقت الملايين على بناء هذا المجمع ومع الاسف تهدمه الآن، وكم سيكلف الدولة هذا الهدم وكم سيكلفها البناء الجديد؟ رغم أن مجمع الصوابر يمكن أن يعمر أكثر من 200 سنة مقبلة.
ولفت المواطن عبدالوهاب الشمري الى أن هذا المجمع تم بناؤه عام 1981 على شكل وحدات سكنیة عمودیة وخصص لاسر مستحقى الرعایة السكنیة ومع الاسف تم الاتجاه لهدم هذا المجمع لتحويله لاراض استثمارية رغم ان بناء المجمع روعي في تصميمه أن يظل لعدة قرون واذا كانت الدولة عوضت سكانه ولكن الأمر الذي يثير الاستغراب لماذا لا تستغل الدولة هذا المجمع ليكون واجهة تراثية وحضارية.
ومن جانبها قالت الناشطة في مجال المواطن الايجابية والحفاظ على الهوية والمعمارية بكلية العمارة بجامعة الكويت هبة العالي: إن مجمع الصوابر واجهة معمارية رائعة لذا كان يجب الحفاظ عليه، وتضامنت مع المهندسين المعماريين الرافضين لهدم هذا المجمع، مضيفة أنه من الأفضل بدلاً من هدمه أن يتم استغلاله للمشروعات الصغيرة للشباب الكويتي نظرا لانه بالفعل كان واجهة معمارية كويتية رائعة وجذب انظار خبراء الهندسة في العالم وليس في الكويت فقط.
ويؤكد المهندس المعماري محمد العداوني مؤسس مبادرة الحفاظ على مجمع الصوابر، أن إدارة أملاك الدولة تقدمت لتثمين الوحدات السكنية للمجمع إيذانا بهدمه من دون استشارة ذوي الاختصاص للموقع أهمية ثقافية وتاريخية كونه جزءا من تراث القرن العشرين والذي مرت خلاله الكويت بالكثير من التغييرات الجذرية التي ساهمت في صناعة الصورة المعاصرة.
وأكد العدواني أن الهدم سيكلف الدولة أموالا إضافية
لاسباب لا تغير من الواقع ولا تصب في المصلحة العامة، وكمهندسين معماريين شعرنا بالمرارة من هدم هذا
المجمع خصوصا أن بناءه جذب انتباه صندوق المعالم الأثرية العالمية.
وذكر العدواني أن اللجنة العالمية للتوثيق والمحافظة على المباني والمواقع والأحياء لفترة العصر الحديث أعلنت بشكل مباشر في وقت سابق دعمها لتوجه المحافظة على موقع المشروع بتركيباته الأصلية خصوصا أن تركيب عناصر المشروع فيه اهتمام واضح بالبعد البشري أكثر من اهتمامه بالآلة فنرى اهتمامه بحركة الإنسان ونشاطه داخل حدود المشروع وخارجها وربطه بين المكونات الداخلية والمناطق المجاورة بشكل رائع ليس له مثيل بأي مشروع آخر في العاصمة.
وبين العدواني أن مجمع الصوابر كان يعكس تجربة الكويت الأولى في تصميم سكن عمودي للمواطنين في قلب العاصمة خصوصا أنه الأكبر من نوعه في الكويت، موضحا أن الحالة الانشائية للمبنى قبل الشروع في هدمه كانت جيدة جداً خصوصا أن هذا المشروع كان يحوي مواقف سيارات مدمجة بشكل جميل مع حركة الأنشطة بين ساحاته ومكوناته، وهو مشهد قلّما نشاهده في المشاريع التجارية في العاصمة.
وأضاف العدواني أن إعادة التهيئة كانت يمكن أن تكون من خلال تغيير نوع نشاط العقار من سكن خاص إلى استثماري تجاري واستغلال ساحاته وحدائقه وشكله لجعله أحد المحاور البارزة النابضة بالحياة للعاصمة.
وذكر أن الحالة الحالية للطرق المحيطة بالمشروع محدودة ولا يمكن تجاوزها بناطحات سحاب فائقة الارتفاع، والأمر الذي يؤدي للاستغراب أن الدولة تشرع في هدم مجمع الصوابر لبناء مجمع صوابر جديد.
ومن جانبها قالت الكاتبة والناشطة السياسية إيمان حيات: إن الاتجاه لهدم مجمع الصوابر يوضح مدى سوء التخطيط وعدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب فهدم مجمع الصوابر سيكلف الدولة الاموال الطائلة ضمن مسلسلات الاموال التي تنفق على دراسات لوضع حلول معينة لتحسين البنية التحتية ثم توضع في الادراج.
وبينت حيات أن هناك العديد من الأصوات من أبناء البلد المتخصصين والمعماريين والمهتمين بالتاريخ ومعظمهم من الشباب لوقف هدم مجمع الصوابر الذي تم بناؤه لتدارك تزايد الطلب على السكن نظراً لزيادة الكثافة السكانية حيث ارتأت الهيئة العامة للرعاية السكنية في نهاية السبعينات إنشاء مجمع سكني للمواطنين وجرى التعاقد مع المهندس المعماري الكندي الشهير آرثر أريكسون الذي صمم مجموعة من الأعمال المعمارية، ومنها تصميم حرم جامعة سيمون فريزر في فانكوفر والسفارة الكندية في واشنطن وتصميم معلم الصوابر السكني الذي أنشئ في عاصمة الكويت عام 1981 حيث يستوعب 524 أسرة كويتية ويتضمن كل المرافق العامة الضرورية من صالات اجتماعية ومحال تجارية وملاعب وساحات وحدائق لتحفيز المواطنين وحضهم على تقبل السكن العمودي الذي تتوافر به كل سبل الراحة ومع هذا لم يتم تنفيذ بناء مجمع الصوابر وفق مخطط المهندس آرتر أريكسون حيث تم التعديل عليه وكان هذا الأمر يثير علامات الاستغراب.
وتابعت حيات، أن أغلب اسباب مشاكلنا تتمثل في انعدام المتابعة والرقابة والشفافية، بسبب عدم استيعاب الهيئة العامة للإسكان آنذاك أساسيات إدارة المجمعات السكنية التي أصبحت عرضة للإهمال، ما أدى إلى سوء مستوى الخدمات وتدهور حال المرافق العامة، ما ترتب عليه عزوف الأسر عن السكن في هذا المشروع. وبدلاً من معالجة أسباب
المشكلة ومحاولة إصلاح مواطن القصور والضعف، تقرر تثمين الصوابر وهدمه من دون الاكتراث لأصوات المعماريين والمتخصصين الداعين للحفاظ على هذا المعلم وتصحيح أوضاعه بالترميم.
آخر الأخبار