مقبرة جماعية لشهداء “الشفاء”… ومذبحة جديدة في جباليا

179 جثماناً بينهم 7 أطفال خُدَّج احتضنهم ثرى المجمع الطبي… ومستشفيات غزة عاجزة جراء نقص الوقود
غزة، عواصم – وكالات: تحت نيران الاحتلال وهجماته المستعرة على قطاع غزة، ووري أمس نحو 179 جثمانا بينهم جثامين سبع أطفال خدج في ثرى حرم مجمع الشفاء الطبي، الذي تحول إلى مقبرة جماعية جراء منع الاحتلال إخراجهم من المجمع لدفنهم، بينما واصل الاحتلال مجازره بمجزرة مروعة في مخيم جباليا راح ضحيتها العشرات.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن مستشفيات القطاع باتت عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية بفعل الاستهداف الإسرائيلي وأزمة نفاد الوقود، مشيراً إلى أنها ستتوقف عن العمل في الـ48 ساعة المقبلة كحد أقصى، بينما تواصلت الهجمات الشرسة التي يشنها الاحتلال في محيط مجمع الشفاء وسط مواجهات واشتباكات مستعرة منذ أيام، بينما تراجعت الدبابات الإسرائيلية قليلا من محيط المستشفى وأفادت مصادر بأن مواطنين وطواقم طبية وإدارية تطوعوا لحفر مقبرة جماعية في ساحة المجمع، وتمكنوا من دفن 170 من جثامين الشهداء الذين ارتقوا خلال حصار قوات الاحتلال وقصفها لمجمع الشفاء ومحيطه على مدار أربعة أيام.
وأشارت المصادر إلى أن جثامين الشهداء التي منع الاحتلال دفنها أو الوصول إليها منذ نحو أربعة أيام تحللت في ساحة المستشفى وتعرضت للنهش من الكلاب الضالة، مضيفة أن قوات الاحتلال تمنع نحو 200 عائلة في محيط المجمع الطبي من الحركة أو الخروج من منازلهم، كما تحاصر الدبابات نحو 100 من المرضى والطواقم الطبية في مستشفى الحلو بمدينة غزة.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن نحو المئات قتلوا وأصيبوا في مجزرة مروعة، جراء قصف إسرائيلي مكثف على مربع سكني في جباليا، وقال تلفزيون “الأقصى” إن القصف أسفر عن مئات القتلى والمفقودين ودمر 12 منزلا بشكل كلي، بينما قالت وكالة أنباء العالم العربي إن عددا من الفلسطينيين قتلوا في قصف إسرائيلي في دير البلح ومخيم النصيرات، وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن 13 شخصاً قتلوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلين في خان يونس بجنوب القطاع، موضحة أن 13 جثماناً وصلت إلى مستشفى ناصر في خان يونس إثر استهداف الاحتلال منزلين لعائلتي الأغا وأبو جميزة في الجزء الشرقي من المدينة.
من جانبه أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 11 ألفا و240 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، بينهم نحو 5 آلاف طفل و3100 امرأة، وإصابة زهاء 28 ألفا، ثلثاهم من الأطفال والنساء، مشيرا إلى نحو 3200 فلسطيني، منهم 1700 طفل، مازالوا مفقودين تحت ركام المباني المدمرة، نتيجة ارتكاب الاحتلال لنحو 1142 مجزرة وحشية، أدت أيضا لارتقاء 198 شهيدا من الكوادر الطبية، ما بين طبيب وممرض ومسعف، و20 شهيدا من رجال الدفاع المدني، بالإضافة إلى استشهاد 49 صحفيا في إطار تعمد الاحتلال لطمس الحقائق وتوزير الحقائق بدون طائل.
وافاد المكتب بأنه نتيجة القصف الجوي الكثيف تم تدمير نحو 41030 وحدة سكنية بشكل كلي، إلى جانب 92 مقرا حكوميا و241 مدرسة و70 مسجدا و3 كنائس، وذلك نتيجة عدوان الاحتلال المستمر الذي يستهدف محيط المشافي والأبنية والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب قطع شرايين الحياة، بمنع إدخال الماء والغذاء والوقود، للقطاع.
في الاثناء، يواصل آلاف الفلسطينيين النزوح من شمال قطاع غزة هربا من القصف والعمليات البرية التي تشنها القوات الإسرائيلية، فيما تشهد مخيمات ومراكز الإيواء بالجنوب، ضغوطا شديدة تؤثر على جودة خدماتها وتترك النازحين في العراء، دون أكل ولا ماء وغطاء، ويواجه سكان جنوب غزة واقعا صعبا، حيث تتدهور الظروف الإنسانية، يوما تلو الآخر، في ظل تزايد أعداد النازحين وغياب أساسيات العيش، ومعهما تتوالى تحذيراتٌ من تفاقم هذه الأوضاع خلال الأيام المقبلة، التي يرتقب أن تشهد انخفاضا في درجات الحرارة.