ملايين الكلاب الضالة ترعب العالم العربي

يبدو أن معضلة الكلاب الضالة لا تقتصر على دولة عربية واحدة، بل هي تؤرق غالبيتها، خصوصا في الدول التي لا تمتلك أجهزة ومنظومة رعاية للحيوانات السائبة، فإذا كان إعلان وزير الزراعة المصري الدكتور عز الدين أبو ستيت، امس، في جلسة برلمانية ان نحو 15 مليون كلب ضال سائبة في شوارع المدن المصرية، فإن الاحصاءات الرسمية عربيا غائبة عن هذا الامر.
وهذا ليس مستغربا لأن العرب لا يؤمنون بالاحصاء، ولا يتعبون في سبيله، واضعف الايمان احصاء السكان السنوي، ففي السنوات الماضية، مثلا، رفع سكان ضاحية جابر الاحمد الصوت عاليا للمطالبة بمعالجة مشكلة الكلاب الضالة التي اعتدت عليهم، واقلقت راحتهم، ورغم اتخاذ الجهات المعنية الاجراءات اللازمة الا ان العلاج لم يصل الى حد القضاء على هذه الظاهرة رغم توفر الامكانات في الكويت، بينما في مصر كشف الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية وخبير استشاري المناطق العشوائية، في دراسة علمية نشرها في اكتوبر الماضي أن عدد الكلاب الضالة المنتشرة في القرى والمدن بلغ نحو 22 مليونا، وتوقع ان تصل في العام 2028 الى 44 مليونا.
هذه المشكلة لا تقتصر على بعض المناطق في الكويت، او في مصر، ففي العاصمة اليمنية صنعاء، اعلنت جهات حكومية أن عدد الكلاب الضالة في المدينة وحدها 80 الف كلب تهدد السكان وتعيث فيها رعبا، فيما العلاج الوحيد لهذه الظاهرة هوالقتل غير الرحيم، تماما كما حدث في مناطق لبنانية عدة، حين خصصت البلديات مجموعة من الموظفين لتسميم الكلاب الضالة بسموم محرمة دوليا، كما حدث في بلدية الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية، او في مدينة طرابلس.
وفي موريتانيا استنجد باعة مواش من سكان مدينة نواذيبو بعدد من الفقهاء لاستصدار فتوى تحرم تربية الكلاب السائبة، في المدينة بعد تزايد أعدادها كونها تعتدي على قطعان الأغنام وتهلك عدداً كبيراً منها.
وقال رعاة الأغنام: إن الكلاب السائبة بالمدينة باتت خطراً يهدد ثروتهم بعد أن تسببت في قتل عدد من الأغنام في الأسابيع الماضية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى فقهاء مدينة نواذيبو، لاستصدار فتوى تحرم تربية الكلاب أو تقديم الطعام لها.
بينما في المغرب اثارت قضية القضاء على هذه الحيوانات لغطا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد حملة نظمتها الاجهزة البيطرية للقضاء عليها.