تحتضن منارة السعديات في أبوظبي مجموعة من العروض الفنية، التي تقيمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ضمن برنامج الدورة الثالثة من "القمة الثقافية أبوظبي 2019" المنعقدة حاليا وتنتهي في 11 أبريل الجاري.يتضمن البرنامج سلسلة من العروض المتميزة لفنانين ومؤدين وموسيقيين، حيث افتتحت الجلسات الحوارية بعروض فنية قصيرة منحت الحضور فسحة للتأمل والتفكير والإلهام، إلى جانب استضافة عروض مسائية لنخبة من الموسيقيين ومصممي الرقصات والراقصين الحائزين على الجوائز في منارة السعديات، وأماكن أخرى أيضاً خارج موقع الفعالية بما فيها جامعة نيويورك أبوظبي والمجمّع الثقافي.يتخلل الجلسات وورش عمل البرنامج باقة متنوعة من العروض الفنية النهارية؛ حيث تقدم سويفي يانغ، وهي واحدة من أبرع عازفي الغيتار الكلاسيكية في العالم، معزوفات صينية وغربية. يعكس أداء يانغ قدرتها المذهلة على المزج بين التقاليد الصينية والإسبانية مع عزف مقطوعات من موسيقى الفلامنكو الإسبانية والأغنيات الفلكلورية الصينية بعد تعديلها لتتلاءم مع الغيتار. يشارك في العروض أيضاً شاول ويليامز، وهو مغني راب وموسيقي ومؤلف أغاني وشاعر وكاتب وممثل أميركي يشتهر بقدرته على المزج بين الشعر ونمط "الهيب هوب البديل". قدم ويليامز عروضه في أكثر من 30 دولة، وتلقى دعوات مهمة بدءاً من البيت الأبيض ومركز لينكولن للفنون الاستعراضية ودار أوبرا سيدني ومتحف اللوفر وانتهاءً بقاعة الملكة اليزابيث. كما يلقي الكاتب المولود في القاهرة والمقيم في برلين هيثم الورداني قصائده ضمن برنامج القمة، وقد ألف الورداني عدداً من الكتب، وحاز على المركز الأول في فئة " الكتّاب الشباب" ضمن حفل "جائزة ساويرس الثقافية" عام 2005، مثلما شارك في مشاريع فنية عدة في ألمانيا ومصر. ويستكشف فنان الأداء المعاصر ماركوس لوتشينز سبل تحول العقليات اللاواعية عبر الثقافات والخلفيات المتنوعة، حيث يأخذ الحضور إلى تجارب فنية يستخدم فيها تقنيات إدراكية مثل التنويم المغناطيسي ليحاول محاكاة تجربة التواجد في متحف. وتشارك كذلك فرقة "رضوان معظّم قوالي"، الفرقة الباكستانية العريقة في موسيقى القوالي تضم المغنيَن الرئيسيَّين رضوان ومعظّم علي خان الذَين ينحدران من عائلة تتمتع بتاريخ يمتد لخمسة قرون في عزف القوالي، ويرافقهم مغنّو كورال وعازفا هارمونيوم وضارب طبلة. وتؤدي الفرقة عرضها على طريقة القوالي التقليدية، حيث يجلس أعضاء الفرقة على الأرض بدلاً من المقاعد ويغنون بانسجام تام. يضم البرنامج الفني أيضاً عرضاً لرقصة العيالة، أشهر فنون الأداء الشعبية الإماراتية التي تصاحب حفلات الزفاف والمناسبات الوطنية والاحتفالات المختلفة. يتجذر هذا الفن، الذي تم تسجيله ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، في عمق الثقافة الإماراتية ليعكس روح المروءة والشهامة التي تميّز الحياة البدوية. تقام هذه العروض المسائية الأربعة في كل من منارة السعديات والمجمّع الثقافي. وشهدت الأمسية الافتتاحية للقمة حفلاً موسيقياً ترحيبياً أحياه موسيقيون من "بيت العود" في أبوظبي، وتضمن عزف مقطوعات من الموسيقى العربية والكلاسيكية والجاز.كما يقدم الموسيقار وعازف العود ربيع أبو خليل عرضاً يجمع بين الموسيقى العربية، والجاز، والروك، والموسيقى الكلاسيكية، وغيرها من الأنماط الموسيقية الأخرى. ويتعاون الفنانون تشارلز أتلاس وراشون ميتشل وسيلاس رينيه لتقديم عرض بعنوان "تيسيراكت"؛ وهو عمل فني من جزأين يتضمن الأول فيلماً راقصاً ثلاثي الأبعاد وعرضاً حياً مع مشاهد فيديو بطريقة الإسقاط الضوئي.يتضمن الجزء الثاني، الذي يحمل اسم "تيسيراكت O"، عرضاً فنياً حياً لستة راقصين ترافقهم كاميرات عدة، حيث يقوم أتلاس بالتقاط المشاهد وتعديلها فورياً لإعادة عرضها على المسرح من جديد، ويرتكز هذا العرض على مزج مشاهد الرقص مع الإنتاج السينمائي المباشر ليتم عرضها بشكل صور تناظرية على مكعب رباعي الأبعاد تمت تسمية العرض تيمناً به.وفي هذا العرض الفريد، يكشف الفيديو ويحجب الأجسام المتراقصة خلف قماش السكريم الشفاف بعد أن يقوم أتلاس بتضخيمها والتلاعب بها. وعبر هذا الجهد الجماعي، يربط بين الطقوس القديمة وألق التقنيات الحديثة، وبين الماضي والمستقبل.وفي الختام، يقدم برنامج القمة الثقافية للمرة الأولى في الشرق الأوسط عرض الرقص المعاصر "بورتريتس إن أذرنيس" الذي صممه فاروق شودري، المؤسس الشريك في شركة "أكرم خان". ويعتبر هذا العرض نسخة خاصة عن عرض تمت تأديته للمرة الأولى على مسرح "سادلرز ويلز" في لندن، ويندرج ضمن إطار تعاون عالمي أشمل بين شركة "أكرم خان" وشركة "بيكوك" الصينية للرقص المعاصر. وقد نجحت "أكرم خان" بترسيخ مكانتها بين أبرز شركات الرقص المبدعة في العالم، حيث تلقى عروضها أصداءً واسعة ضمن مهرجانات ومسارح رائدة حول العالم.

حفل بيت العود العربي في المجمع الثقافي