سعود السمكةكثر الحديث عن موضوع شعار "مناعة القطيع" حتى بدا البعض يغالط باسمه مثل ذاك النائب "الدايخ" اللي سماه "سياسة القطيع"، وهو شعار لا شك يدفع الى التفاؤل لقرب نهاية الازمة في الغالب الاعم، لكن لا شك يخفي وراءه مخاوف كثيرة، ولا شك ان هذا الشعار دوافعه "سياسية - اقتصادية" اكثر منه حقائق صحية، ولو ان هناك حقائق صحية اكيدة وجازمة لما كان هناك لزوم لطرح مثل هذا الشعار.لاشك أن مثل هذا الشعار لا معنى له سوى تعبير عن حالة من حالات تعثر الوصول الى دواء يستطيع وقف انتشار الوباء بين الناس، وبالتالي لا بد من اختيار "الكي" أي أن يتم السماح بانتشار الوباء حتى يأخذ مداه، وبالتالي تحصل اجساد القطيع على المناعة الكافية التي تقاوم الوباء وتقتله.
لكن مثل هذا الخيار لا يؤخذ بهذه السهولة، وهو بالتالي خيار سياسي سوف يتم بناء على تأكيدات صحية، وهنا تصبح المسؤولية على كاهل المسؤول الاول عن قطاع السلطة الصحية بصفته قائد المشهد الفني، وهو وزير الصحة.وهنا أمام وزير الصحة عقبة غاية في الصعوبة، قبل ان يفكر مجرد تفكير بمسألة "مناعة القطيع"، وهي حجم كثافة الوافدين المتدني الوعي لديهم، وغالبيتهم من العمالة العزابية البسيطة، التي لم تعتاد في حياتها على شيء اسمه التباعد الاجتماعي، وبالتالي ولكثرتها، ولطبيعة حياتها في السكن، اذ في الغرفة الواحدة ينام فيها اكثر من عشرة اشخاص، وكثرتهم العددية التي تفوق ثلثي عدد المواطنيين الكويتيين، ومتوسط العمر لديهم في الثلاثينات، بمعنى عز العمر الذي يعدي ولا يتأثر، اي يصدر الوباء ولا يستقبله، فإن هذا معناه أن شعار "مناعة القطيع" سوف يكون سلاحا قاتلا نحو المواطنين الكويتيين!لذلك على وزير الصحة بصفته ممثلا للسلطات الصحية في مجلس الوزراء، أن لا يجرفه بريق المنصب، ويتغلب عليه ويدفعه بنصح سمو رئيس مجلس الوزراء بسهولة الى اتخاذ قرار السماح بشعار "مناعة القطيع"، قبل أن يتخذ مجلس الوزراء قرارا بشأن ماذا سوف يفعل بثلثي السكان اللي عندك من الوافدين، والذي يوميا يقذفون عليك العشرات من الحالات المصابة.نعم حتى الآن لم يكتشف العالم علاجا لهذا الوباء، لكن قبل مرحلة الوصول الى حالة اليأس علينا ان نتخذ كل ما في وسعنا من اجراءات تحد من تفشي الوباء، وعلى رأسها ضرورة ان يغادر هؤلاء، على الاقل، جزء كبير من هذا الكم الذي يشكل الثلث العددي للسكان البلاد، والا لن يكون لشعار "مناعة القطيع" شيئا من المنطق.