الأحد 29 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

"من طق طبله"!

Time
الأحد 07 يوليو 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

قالوا في سنوات ماضية ان فواتير الكهرباء "طايحة... طايحة" لا احد يدفع، وخرج علينا أحدهم يقسم امام الكاميرات اننا سوف نسقط الفواتير، وصدّقه الناس وامتنعوا عن التسديد، وكانت"الحسّابة" تحسب وهم ينتظرون سقوط الفواتير، والنتيجة تخلى عنهم من باعهم الوهم، وفوجئوا بقطع المياه عن كل بيت لم يسدد فواتير الكهرباء، وأنقذنا الامير المفدى ـ جزاه الله خيرا ـ بمبادرة خيرة منه بتحمل ألفي دينار عن كل منزل على ان يتعهد صاحب المنزل بالدفع حتى ولوكان بالأقساط ولكن بعد توقيع إقرار الدين، فهل تعي الناس الدرس؟
لايبدو ذلك، فقد ظهرت علينا مبادرة إسقاط المديونيات او القروض، وتحمس لها البعض لكن المبادرة لم تكن واضحة المعالم، بمعنى انها لم تضع تصورا واضحا لطريقة التعامل مع المديونيات، وكان المشاركون ينادون بإسقاط الديون متصورين ان مطالباتهم ستجد صدى عند الحكومة، وتتبنى إسقاط الديون.
موقف الحكومة كان واضحا منذ سنوات ضد إسقاط الديون، ورغم ذلك كان هناك اصرار من المبادرين على شطب الديون هكذا بجرة قلم، وها هم المبادرون يعلنون فشل الحملة، وتوقفها فهي لم تحقق هدفها لانها بالاساس ليس لها رؤية واضحة، كأن تنادي باسقاط الفوائد على سبيل المثال، او اعادة برمجة المديونية لكي يتم التفاهم حول مطالب المبادرين، في الوقت نفسه لم يتفاعل اعضاء مجلس الامة مع المبادرة، ولم يتبناها احد منهم؛ خوفا من الفشل مثلها مثل إسقاط فواتير الكهرباء التي لم تسقط، بل أسقطت نوابا في المجلس، لذلك لم تجد المبادرة صدى في مجلس الامة، ولم تجدِ اعتصاماتهم المحدودة في ساحة الإرادة نفعا، خصوصا ان اختيار تلك الساحة في الأساس خطأ فادح، فالشعب الكويتي لا يذكر من اعتصامات ساحة الإرادة خيرا ابدا، فقد حصلت هناك احداث أغضبت الكويتيين وأخافتهم، في الوقت نفسه حتى ان هناك احكاما صدرت ضد كثير من المغرر بهم الذين تصوروا ان الخلاص بالاعتصام، وترديد خطب رنانة من دون تفكير بمضمونها او بعاقبة ترديدها، وهاهي الأحكام لا تزال تصدر حتى اليوم، وهرب من تنفيذها من هرب، على امل صدور عفو ونفذت على من لم يهرب.
لذلك اختيار المكان لم يكن موفقا أبداً، بل هو احد أسباب فشل المبادرة، فمن المستفيد من هذا كله؟
لقد أصبحنا شعبا "من طق طبله قال انا قبله"، نحن نقول دائما ان بلدنا جميل جدا وخيره على الجميع، وحكامنا أجاويد، لكن نحن الذين نشوّه الصورة بأيدينا، والله المستعان...زين.
آخر الأخبار