كل الآراء
من هو الهَمَجِيّ؟
الأحد 06 نوفمبر 2022
120
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويأعني بالهَمَجِيّ شخصية بشرية قرأت عنها، ولا أزال أقرأ عنها، لكنني أيضًا أسمعها وأشاهدها بشكل شبه يومي، وهذا الكائن البشري المفتقر للشفقة، لا يعيش في الأدغال أو الصحاري القفار، لكنه يمثّل كل انسان، رجلاً كان أم امرأة، شابًا أو شابة، مراهقًا أو مراهقة، يعيشون حولنا، يختارون بملء إراداتهم المعوجة، وطرق تفكيرهم الملوثة بالكراهية والتعصّب وضيق الأفق، أن يمارسوا تصرّفات أشبه ما تكون عليه الحياة الحيوانية البهيمية، التي ترتكز على الغرائز والشهوات وردود الفعل البيولوجية البدائية، ومن بعض صفات الهمجي، وبعض أسباب الهمجية، ما يلي: يفتقد الرحمة والشفقة والتعاطف الإنساني الطبيعي، ويميل نحو فوضوية التفكير والتصّرفات، ولا يبدو انه يملك القدرة على ضبط نفسه، عندما يكون مطلوبًا منه ذلك منطقيًا وأخلاقيًا، وأحيانًا دينيًا، وستجد هذا النوع من الآفات، في عالم اليوم، يتقنعون بأقنعة التحضّر والمدنية، وهم الأبعد عنها في حياتهم الخاصة، وفي تعاملاتهم الخارجية مع من هو مختلف عنهم، أو أقل حظاً في الدنيا. ستجد الهمجي أو الهمجية الأكثر فشلاً في ضبط أنفسهم، لا سيما في عدم خجلهم عن سرقة المال العام، والتطفّل على موارد الدولة، وذلك لأنّهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم الشحيحة أمام المال الحرام، والعياذ بالله. ستلاحظ أن بعض الهمجيّين يملأ عقولهم وقلوبهم الخربة الغيرة المرضية، والكراهية الوبائية تجاه من يشعرون أنه ربما سيهدد ما يعتقدون أنها مستحقاتهم وامتيازاتهم التاريخية، بينما يعلمون في قرار أنفسهم، أنهم حصلوا عليها في غفلة من الزمن.-أسباب الهمجية البشرية: تعتبر النرجسية المحرّك الأساسي للهمجية في عالم اليوم، وكذلك النشأة في بيئة أسرية فوضوية ترتكز في مبادئها على كراهية من هو مختلف عن الأقلية المؤثرة أو عن الأغلبية في المجتمع، وبسبب عدم رغبة الهمجيّين الانتقال من مرحلة الحيوانية، الى مرحلة الإنسانية لأنّ بعضهم لا يزال يجد لذّة غريبة في ممارسة كل ما هو بهيمي، وبسبب الانغماس المرضي في الفئوية الطبقية والعنصرية العرقية، والقبلية والطائفية وفي الحزبيّة العدائية، فلا يمكن الشفاء من مرض الهمجيّة لأنه اختيار شخصي بحت. كاتب كويتي@DrAljenfawi