الثلاثاء 29 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مهلهل المضف ومقترح الأحزاب!

Time
السبت 21 يناير 2023
View
5
السياسة
حسن علي كرم

بعض النواب حين تشح، او يفلسون من الافكار التي تساعدهم في الحضور الجماهيري او البقاء تحت الاضواء و النجومية، وينطبق هذا ايضا على مجالس سابقة ايضاً، نجدهم يهربون الى الارشيف والاوراق القديمة لعلهم يجدون ما ينتشلهم من قلة النشاط والفراغ الفكري.
اقول هذا وما اعنيه ليس هو اولهم ولا هو المقصود لشخصه، انما لافكار كادت تندثر، او اندثرت و قد نسيها او تناساها الناس، لكنهم يصرون على نبش رفاتها، لانهم ربما يعانون من الفراغ الفكري او الافلاس.
هذا لا ينطبق على عضو واحد او مقترح واحد، فالكثير من المقترحات والرؤى التي يزعـم بعض السادة النـواب ادعاء تقديمها هي قديـمة وقدمها زملاء سابقون لهم، وليتهم يعترفون انهم يستنسخون من ارشيف، او من سجلات المجلس أفكاراً ومقتـرحات قدمـت، لكنها اهملـت وحفظت أو سحبت من سجلات المجلس، لكونها لا تناسب الزمن، او تتعارض مع نصوص الدستور او القوانين.
من هذه الافكار، مقترح قديم جديد تقدم به النائب الشاب المهذب الخلوق مهلهل خـالد المضـف يقضي بـ"تنظيـم الجماعات السياسيــة" والمقصود بذلك ترخيص الاحـزاب السياسيـة، فهل هناك متسـع لتطبيق قانون الاحزاب، في ظرف لا نحتاج فيه الى مؤونة الشرح والعنت لعدم تهيئة ظروف البلد السياسية او السكانيـة، او ضعـف الحكومـات، وعـدم الاستقـرار ما ادى الى تراجع دور الكويت على الصعد السياسية والثقافية والفنية والرياضية والتعليمية.
لذا نسأل النائب الشاب: هل في قرارة نفسك، وفي ظل تلك الظروف البائسة التي نراها، هل ترى ان هناك تربة صالحة لقيام الاحزاب؟
ربما لو كان المرحوم والده حياً وهو يشاهد ما آلت إليه احوال البلد لنهى ابنه عن الترشح وخوض انتخابات الامة!
الكويت لا تخلو حالياً من احزاب، لكنها تعمل تحت الطاولة، لعدم وجود قانون ينظم الاحزاب، وهذا ليس كل ما ينقص، فالاهم عدم توافر الارضية المناسبة، ومن ذلك غياب المجتمع المتماسك على ارضية صلبة.
نحن ما زلنا مجتمعا حديث النشأة، بمعنى هش غير متماسك، ناهيك عن عـوارض اخـرى، فغالبيـة المجتمـع لا تزال منغمسة في الديـن والمذهب والاصالة والحداثة، والقبلية، وهناك عدم قبول الى حد ما، ما بين كويتيي الاصالة وكويتيي الحداثة، هناك مشكلة، بل مشكلات واورام وبثور تجثم على جسد المجتمع الكويتي، خصوصا مسائل التجنيس وما يجر الى التزوير والازدواجية، والاولى حـل تلك المشكلات قبـل اي حلول بشـأن تراخيص الاحزاب.
انا على يقين، وقبلي راعـي المقتـرح، ان المقتـرح لن يمر، وانـه سيضمه الى ملف اعمـال وانجـازاتـه فقط، فتجربة الاحزاب في كل ديار العـروبة اثبتـت فشلها، فالاحزاب صناعة حكومية وبرعاية حكومية، وتعيش تحت الرضا والعناية الحكوميـة، في العراق ومصر وسوريـة كانت ثمـة احزاب منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ليبرالية وشيوعية و"اخوان"، لكنها انتهت بانتهاء الانظمة البالية، فاعيدت صناعة احزاب مغشوشة تحت عباءة الحكومات، وفي لبنان ولا تزال هناك احزاب دينية وطائفية، ونحن لن نكون افضل من هذه الدول.
جملة القولة.. الاحزاب في كل الوطن العربي وغالبية دول اسيا وافريقيا فاشلة، و تدار بالـ"روموت كونترول" عبر المحيطات، لذا لنتعظ من تجارب الاخرين، وهذا يكفي، فمجلس الامة الكويتي ينبغي ان يستمر على قياس الكويت، فلا تنظروا الى فوق او تحت، خلوا مجلسنا على قدنا ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار