السبت 17 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

مياه الصرف المعالجة... صالحة شرعاً للوضوء والتطهر

Time
الأربعاء 15 يناير 2020
View
5
السياسة
رجال دين استعرضوا عبر "السياسة " الأسباب والمبررات المؤيدة للفتوى

مياه الصرف الصحي المعالجة... صالحة شرعاً للوضوء والتطهر

بدر الحجرف: انتفى عن تلك المياه الطعم والرائحة واللون

محمد فارس: لا بأس من استعماله ويجوز شربه مع الكراهة

عبدالله الشريكة: التطهير بالكلور طريقة معتبرة عند الفقهاء


كتب عبدالناصر الأسلمي:

أثارت فتوى جواز الوضوء والتطهر بمياه الصرف الصحي المعالجة حركة نقاش فقهية فكرية، لا سيما وأنها تعتبر فتوى معاصرة وتواكب التطور والتنكولوجيا وما يستجد في عالم معالجة المياه.
"السياسة" التقت صاحب الفتوى وعددا من رجال الدين الذين أيدوا الفتوى واستعرضوا مبدأ صحتها.
بداية، أكد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الشيخ بدر الحجرف، أمس، ان الفتوى المنتشرة في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي حول جواز الوضوء والتطهر بمياه الصرف الصحي المعالجة صحيحة.
وكانت بعض تلك الوسائل اسندت الى الحجرف القول بأن مياه الصرف الصحي المعالجة في الكويت صالحة للزراعات الإنتاجية، ويمكن للإنسان أن يتوضأ بها كونها تعد طاهرة ولا يوجد بها شيء، خاصة إذا انتفت عن تلك المياه ثلاث أمور، وهي الطعم والرائحة واللون فهي مياه طاهرة ولا يوجد بها شيء ويمكن استخدامها في أغراض مختلفة.
وأشار إلى أن الكويت حريصة على المحافظة على البيئة من خلال معالجة مياه الصرف الصحي عبر محطات المعالجة المختلفة في البلاد، والتي تحول تلك المياه إلى مياه نظيفة تغيرت صفاتها من النجاسة إلى الطهارة عبر تلك المعالجات المختلفة التي يشرف عليها متخصصون وعلماء في هذا المجال، لذلك لا مانع من استخدامها في الزراعات الإنتاجية وفي شتى المجالات الأخرى كونها أصبحت طاهرة وصالحة للاستخدام.
من جهته، قال مدير مركز تعزيز الوسطية الدكتور عبدالله الشريكة: يجوز شرعا التطهر بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتطهيرها، كما يجوز استعمالها في الشرب واعداد الطعام وكذلك في رفع الحدث الاكبر والاصغر ويجوز الوضوء بها ويجوز كذلك الاغتسال بها للجنابة.
ورأى ان هذه المياه وان كانت قد تلوثت بشيء من النجاسات قبل معالجتها الا انها طهرت بهذه المعالجة وزال كل اثر للنجاسة بعد معالجتها بمادة الكلور، وهي مادة طاهرة وهذه احدى صور تطهير المياه بعد تنجسها وهي طريقة معتبرة عند الفقهاء رحمهم الله تعالى وقد كتب فيها الكثير من الباحثين في هذا العصر كتابات فقهية وخلص اكثرهم الى ماذكرته لكم من مشروعية وجواز التطهر بهذه المياه بعد معالجتها والله تعالى اعلم.
في السياق، ذكر الدكتور محمد فارس بخصوص مسألة الماء المعالج وجواز استعمال للتطهر، اقول باختصار: ان هذه المسألة قد درست بالمجامع الفقهية المعاصرة وبهيئة الفتوى المعاصرة، كذلك وصدرت فيها قرارات مجمعية فقهية معاصرة وخلاصة القول فيها ان الاصل في الماء الطاهرة، مضيفا: قال الله عز وجل في كتابه "وأنزلنا من السماء ماء طهورا"، ولا ينجس الماء الا بواحد من امرين ان يتغير عن اوصافة الثلاثة (لونه او طعمه او ريحه) أو لاقت النجاسة الماء القليل وحدّ القليل عند الفقهاء مختلف فيه، وهذا الماء النجس يطهر بأحد ثلاثة أمور اما ان يطهر بمكاثرة يضاف اليه ماء كثير او اذا تغير بنفسه او بالمسح، بمعنى ان يزال منه الماء النجس فيبقى بعده قليل.
وأشار إلى أن الماء المعالج هو عبارة عند ازالة النجاسات التي بالماء فهو الآن طهر اما بمكاثرة او طهر بزوال النجاسات التي فيه، لافتا إلى ان هذه العملية كلها عبارة عن تنقية الشوائب وتنقية النجاسات ثم يعود الماء كما كان وبناء على ذلك يعود الماء طاهرا طهورا فيصح استعماله برفع الحدث وبزوال الحدث و الى آخره.
وتابع قائلا: أما بالنسبة لشربه فأقول مع ذلك يبقى المعالج مستقذرا والنفس تعافه لأنه كان نجساً فأرى انه لا بأس من استعماله في مسألة الطهارة ويجوز شربه مع الكراهة بما فيه من استقذار ففرق بين النجاسة والاستقذار فهو مستقذر وليس بنجس وهذا خلاصة قولي.

فتوى فقهية سابقة: الماء طهور لا يُنجسه شيء

أورد موقع طريق الإسلام فتوى فقهية سابقة في شأن استخدام المياه المعالجة للوضوء والطهارة، للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، قال فيها: لقد ثبت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماء طهور لا ينجسه شيء" وهذا الحديث من أعلام نبوة النبي فإن الماء في ذاته وخاصيته طهور أبداً، وهو يزيل النجاسة من الماء ويحملها، ولكنه لا يتغير بها تركيبه الكيميائي، ولذلك فإنه متى فصلت النجاسة عن الماء، عاد الماء كما كان طهوراً لا ينجسه شيء.
واضاف في الفتوى: وقد قام الإجماع على أن الماء إذا غلبت عليه النجاسة التي يحملها وغيرت صفة من صفاته الثلاث (اللون، الطعم، الرائحة) فإنه يكون نجساً لا يجوز التطهر به، أما إذا كانت النجاسة يسيرة، والماء كثير، ولم تتغير صفة من صفاته، لا لونه ولا طعمه، ولا رائحته فإنه يكون طاهراً مطهراً.
واستعرض عددا من الأحكام في عملية فصل النجاسة عن الماء بأي صورة من صور الفصل والمعالجة، منها:
• الماء لا ينجس في ذاته، ولا يستحيل نجساً، وإنما تتغير صفاته بما يحمله من نجس فيكون نجساً لحمله النجاسة، ويكون طاهراً كالملح والطين والسكر والروائح الطاهرة وعصارات الأعشاب... الخ.
• إذا عولج الماء النجس وفصلت منه النجاسة فصلاً كاملاً عاد طاهراً مطهراً كأصل خلقته.
• وإذا بقيت فيه نجاسة بعد المعالجة فالحكم عليه بحسب غلبة النجاسة، فإن كانت بقايا النجاسة مغيرة لإحدى صفاته الثلاث: اللون، الطعم الرائحة، فإنه يبقى نجساً، وإن تمت المعالجة حتى يعود الماء كما هو في أصل الخلقة فهو طهور، وإن بقي به نجاسة يسيرة لا تغير أوصافه فهو من العفو إن شاء الله تعالى.
• الماء المعالج الطاهر الذي فصلت منه النجاسة، وعاد طاهراً يجوز استعماله في كل ما يستعمل فيه الماء الطاهر المطهر كالغسل، والوضوء، وتطهير الثياب والأماكن.
• إذا كان الماء المعالج قد عولج معالجة جزئية، وبقي متغيراً أوصافه كلها أو بعضها فإن هذا يجوز استخدامه في الري والزراعة في محاصيل يأكلها الإنسان والحيوان، ولكن لا يجوز استعماله في الطهارة.
• إذا حقن الماء المعالج أو مياه الصرف والمجاري قبل المعالجة في الأرض مرة ثانية، وتم تسربيه خلال طبقات الأرض، ودخل إلى الآبار، فإن حكمه هو حكم المعالج.
آخر الأخبار