كتب - مفرح حجاب:تمكنت الفنانة السورية ميريام عطا الله من لفت الأنظار وتحقيق نجاح كبير، بدأ منذ أن نشرت "برمو" فيديو كليب أغنيتها الجديدة "كل ساعة ويوم" من إخراج اللبنانية رندلى قديح، بينما تعاونت في الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي مع إحسان المنذر، وحقق الإعلان الترويجي إنتشارا كبيرا لأنه يحاكي أجواء الزمن الجميل.وما إن نشرت ميريام الفيديو كليب كاملا عبر قناتها في "يوتيوب" حتى تهافت الجمهور على متابعته، محققا نحو نصف مليون مشاهدة في يومين، وبلغت متابعته نحو 2.5 مليون مشاهدة في اسبوع حتى الآن.لعل المتابع لكل المطربين الذين يقدمون فيديو كليبات خلال الفترة الأخيرة، سيجد ان هذا الكليب ليس مختلفا في كل شيء فحسب، وانما جاء مغايرا تماما في كل تفاصيله، إذ أعادت الفنانة ميريام عطا الله من خلاله، بتوقيع ورؤية المخرجة المتميزة رندلى قديح، أجواء الزمن الجميل في حقبة أربعينات وخمسينات القرن الماضي، حينما كان للغناء والفن قيمة كبيرة في نفوس الطبقة المخملية وعلية القوم، فقد أدهشت ميريام من يعمل في حقل الغناء بعدما ابتعدت عن الطرق التقليدية وحتى العصرية وذهبت إلى كلاسيكيات القرن الماضي، لتؤكد مجددا ان هناك من يستطيع ان يقدم شيئا جميلا بالعودة إلى الماضي الجميل.الكليب الغنائي الذي اخرجته رندلى قديح واستغرق دقائق معدودة لخص حالة جديدة في الغناء وأعاد التوازن إلى جيل اعتمد على الإبهار والابتذال والأزياء وغيرها ليعلن عن نفسه، فالديكور الذي اعتمد على المسرح أو الملهى الليلي حمل لمسات منمقة من الأثاث والأكسسوارات والثريات المعلقة التي زادت من جمال الصورة، لكن الأجمل في "كل ساعة ويوم" هي البساطة التي ظهرت عليها المطربة ميريام عطا الله ورغم ارتدائها بدلة رقص شرقي، فقد حاولت الا تذهب خلف الصيحات الجديدة في مظهرها العام وفضلت ان تظهر حتى في تصفيف شعرها بالشكل الذي يعود الى حقبة الخمسينات لتؤكد انها تريد تقديم حالة مختلفة في الغناء والصورة التي تطل من خلالها للجمهور، ويبدو أنها اتفقت مع المخرجة قديح على إبراز مواهبها المتعددة من غناء وتمثيل ورقص، باعتبارها خريجة برنامج المواهب "ستار أكاديمي"، فجاءت هذه التوليفة في الكليب من أداء تمثيلي وغناء ورقص شرقي.ومع ان الكليب يعيد جماليات السينما القديمة حينما كان يقع صاحب شخصية ارستقراطية أو شخصية شهيرة في حب الفنانة، ويواجه معارضة للارتباط بها أو يخشى على مركزه بالرغم من براءة وقوة هذا الحب بحجة انها تعمل في الفن، وهي حالة من الشجن والشحن العاطفي الموجودة في الكليب ومن الحالات النادرة التي يعمل فيها فريق عمل أغنية مصورة على وجود قصة مكلفة إنتاجيا في كل شيء من أجل تقديم عمل غنائي.ميريام ورندلى واحسان المنذر سعوا جميعا لتقديم لوحة غنائية، سردوا من خلالها للجمهور واحدة من حكايات الزمن الجميل وابتعدوا تماما عن الصخب الموجود في معظم الكليبات لتقديم صورة خاصة، وهذا النوع من الأعمال يحتاج دائما الى قناعة الفنان، ليس لأنه مكلف ماديا ولكن لأنه يعد مغامرة في هذا التوقيت، فضلا عن ان الجيل الحالي من الشباب والبنات وهم الجمهور الأكبر للمطربين لم يعيشوا تلك المرحلة، كما انها ربما لا تستهويهم، لكن من الواضح ان هذا الكليب حقق الهدف وحظي بجماهيرية وأعاد الذوق العام للغناء من جديد. يبقى ان مغامرة ميريام عطا الله في تقديم كليب بهذه الاجواء دليل على ثقتها بموهبتها وقدرتها على الإبداع، لأنها تدرك ان الكثير من المطربات يعتمدن على اشياء كثيرة غير الغناء من أجل لفت الانتباه اليهن عندما يقدمن عمل غنائي، فضلا عن قناعتها بتقديم صورة غير نمطية وغير معتادة في الكليب، ولذلك استغرب الكثير من العاملين في صناعة الغناء بعدما شاهدوا هذا العمل، لكن في كل الأحوال تبقى تجربة ميريام تستحق المشاهدة، لكن السؤال يظل مطروحا، هل سيعود نمط الكلاسيكيات الى الغناء من جديد؟، الأيام المقبلة ستثبت ذلك، وحينها سيكون السبق لميريام ورندلى وكليب "كل ساعة ويوم".

ميريام عطا الله "كل ساعة ويوم"