مَشْيِتهُم ومشية الحمامة

يُحكى أن غراباً حاول تقليد مشية الحمامة فلم يستطع، وحاول العودة الى مشيته فنسيها، وصار يعرج، فقيل فيه المثل المشهور.
ولنبدأ بالقول: لماذا يختزل التعاون بين المجلس والحكومة في مجموعة التشريعات، قد تكتسب او لا تكتسب الاولوية المطلوبة، وهل ما تم الاتفاق عليه يمثل الاولويات الوطنية، التي نتطلع اليها؟
اذا كانت الاجابة: نعم، فالسؤال المشروع: اين التنمية، واين الاصلاح الاقتصادي، واين تنويع مصادر الدخل والتنويع الاقتصادي؟
بل اين اصلاح التعليم، واين اصلاح الادارة الحكومية، بل واين “رؤية الكويت 2035 “او “المعدلة 2045″، واين خطة التنمية، وأين…وأين… واين، من الكثير الذي يعتبر اولويات وطنية؟
لا نرى صدى لذلك، لدى كل من المجلس والحكومة، أم أن أحدهما، أو كليهما ضيع مشيته ومشية الحمامة، أم ان الاولويات الوطنية هي ما تتفق عليه مجموعة من النواب ومجموعة من الوزراء، حتى وان كانت بعيدة عن اولويات الوطن والمواطن؟
يبقى لسان حال المواطن يقول: ما اتفقتم عليه اولوياتكم، وليست اولوياتنا.
ويبدو، والله اعلم، ان التعاون المزعوم بين السلطتين ينطوي على شيء ما بعيد عن الاولويات الوطنية، ويركز على الاولويات الشخصية، وعلى رأسها الكرسي.
ويبدو، ايضا، ان هناك نشوة عارمة بالانجاز لدى السلطتين بشأن القانون الخاص بالحد الادنى للمعاشات التقاعدية، وهو قانون برجل واحدة، اذ أهمل شريحة كبيرة، بل الاكبر من المتقاعدين، وكأن اموال “التأمينات” ليست اموالا عامة، يتساوى بها المواطنون.
ان هذا القانون يشوبه العديد من المثالب، علاوة على افتقاره معايير العدالة والمساواة بين المواطنين، ويبدو ان هذه النشوة مستمرة ليفتخر اعضاء كل سلطة منهما بالتعاون، لكن التعاون من أجل ماذا؟ وكأنه بحد ذاته هو الانجاز، ويغادرون مكاتبهم من دون ان يتنبهوا من شدة النشوة ان الطرقات تهشم اطارات سياراتهم بعد ان هشمت اطارات سيارات المواطنين ودمرتها.
وأتساءل، هذه المشكلة (الطرق)، التي تتدحرج وتكبر منذ سنين الا تتعطفون، وتضعونها ضمن اولوياتكم، فنشترك سويا بأولوية واحدة على الاقل، لتمنوا علينا بها في الانتخابات المقبلة؟
ايها الأخوة أعضاء السلطتين(بضم السين): اسمحوا لي أن أذكركم أن دول الجوار الشقيقة سجلت تقدما ملحوظا في مؤشرات التنمية المستدامة، والحوكمة، ومكافحة الفساد، والبنية التحتية ومناخ الاستثمار، والتنمية البشرية والتنمية المؤسسية، فماذا سجلتم أنتم، بل هل لديكم علم اين موقعنا في كل ذلك؟
ألم يطرأ على بال أحدكم ان يسأل، او حتى يتساءل: لماذا لم نسجل تقدما ملحوظا في كل ذلك، ام ان ذلك ليس من الاولويات ولديكم ما هو أهم؟

م. عادل الجارالله الخرافي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى