د. خالد عايد الجنفاوي"وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى" (طه 7).يدرك المؤمن العاقل أنّ الله عز وجل هو علاّم الغيوب، وأنه يعرف حقائق ما يوجد في باطن الانسان وما في ظاهره، ويجدر بالعاقل،لا سيما من يريد عيش حياة أخلاقية وبنّاءة، أن يسعى، بشكل متواصل، الى إصلاح سريرته، وما يكتمه قلبه وعقله، وما يسرّانه، حتى يصلح الله عز وجل علانيته، فإذا كان عز وجل مطلّع على سرائرنا، فالأجدر بالمرء صحيح العقل وناضجه إصلاح سريرته عن طريق الالتزام ببعض المبادئ الأخلاقية والسلوكيات التالية:-أهم مبادئ إصلاح السريرة بهدف إصلاح العلانية، يتمثل في تساوي ومطابقة باطن الإنسان لما ينكشف في ظاهره، وهي أضعف الإيمان!-عملية إصلاح السريرة تبدأ في المهد وتنتهي في اللحد، فلا تيأسن أيها الانسان العاقل من إصلاح نفسك حتى الرمق الأخير، وحتى الغرغرة.-إحدى إشارات فساد السريرة تتجلى في زيف ظاهر الانسان وفساد حياته الخاصة، وما يعتقد البعض أنه لا يمكن أن يطلّع عليه أو يعرفه أحد.-أنظر الى المرء ومسيرة حياته، فلا بد لفساد أو لصلاح السريرة أن يظهر للعلن، ولو بعد حين.
-ليس مطلـوباً منـك سـوى أن تسعى بكـل ما تستطيـع من قوة الى أن تكون سليم القلــب، وأن تحـرص على كبح أهواء نفسك، وما تعــرف في داخلك أنه لا بد أن يوردك للهلاك الأخلاقي والفعلي.-فاسد السريرة تخرج منه رائحة كريهة، وطاقات نفسية وروحية، منفرة وسلبية، ولو حاول تغطيتها بكل ما يوجد على سطح الأرض من عطور، وبكل ما يوجد من أقنعة، والله عز وجل أعلم.-"سِمة" فاسد السريرة جمود سحنته.-صلاح علانية المرء بسبب صلاح سريرته يعلمه المؤمنون وأصحاب القلوب النقية وأهل الفراسة، لا سيما من يعملون على تطوير عقولهم الباطنة حتى تتحول إلى آلات كشف كذب فعّالة.-لن يمكنك إصلاح سريرتك بينما لا تزال تختار مجالسة ومصاحبة النمّامين، والساخطين، والمستهزئين، والمتكبّرين، ومن يفقدون الرحمة والشفقة، والمستعدين لممارسة القسوة الوحشية تجاه الغرباء المسالمين، والضعفاء، والمساكين.كاتب كويتي@DrAljenfawi