مُزارعون مُنتجون يُطالبون بفتح البيع المباشر للجمعيات التعاونية

فيصل الدماك:: المزارع الكويتي
مستعدٌّ لمدِّ السوق بالخضراوات الطازجة يومياً وبنصف السعر


عبد الحافظ معرفي: التجارة تعطي الموردين حق الاستيراد وتترك المنتج الوطني يُرمى في المكبات!


كتب- عبدالناصر الأسلمي:


طالب عدد من المزارعين المنتجين، بضرورة فتح المجال لبيع المنتجات الزراعية المحلية بشكل مباشر للجمعيات التعاونية بما يضمن ايصال الخضراوات الطازجة بأسعار مناسبة مباشرة من الحقول الزراعية الى المستهلك، مؤكدين ان المزارعين على استعداد كامل في المساهمة بتخفيض الاسعار وتوفير كافة الأصناف الأساسية بنصف القيمة المتداولة حاليا في الاسواق.
ودعوا في بيان لهم وزيرة الشؤون الاجتماعية مريم العقيل الى ضرورة اعادة النظر بقرار دعم ترويج المنتج الزراعي المحلي ليشمل البيع المباشر بين المزارعين والجمعيات التعاونية من دون اقتصار البيع على منفذين فقط، مشيرين الى ان هذا الامر يقع في النهاية لصالح المستهلك ويضمن الحد من غلاء الاسعار وتوفير الأصناف المطلوبة بأسعار معقولة بين متناول ايدي المواطنين والمقيمين.
ورأوا ان هناك غلاء مصطنعا للانتاج الزراعي الوطني، حيث تضاعف أسعار مختلف الاصناف في الجمعيات التعاونية وفي منافذ البيع المحددة الى الضعف، بالرغم من ان المزارع المنتج يستطيع توفيرها بأسعار مخفضة تصل الى نسبة 50 في المئة. واكدوا انهم لازالوا يعانون مشكلة الوسيط في تصريف المنتج الزراعي الوطني، حيث ان الوزيرة العقيل لم تقطع دابر الوسيط حسب قولها، مبينين ان المزراع الكويتي سخر كافة طاقاته وتكبد المزيد من التكاليف لزيادة المنتجات الزراعية المحلية لتكون بين ايدي المستهلكين باسعار مخفضة، غير انهم يجدونها في الأسواق المركزية بأسعار مرتفعة جدا.
واوضحوا ان الخلل يكمن في احتكار البيع في المنفذين اللذين حددتهما وزارة الشؤون، إذ استغل البعض الوضع لرفع الاسعار وكأنها محطة جمرك غالية الثمن، الامر الذي يستدعي الى وقفة جادة بضرورة شمول قرار دعم ترويج المنتج الزراعي الوطني البيع المباشر بين المزارعين المنتجين والجمعيات التعاونية وفق آلية محكمة تحد من التلاعب في الاسعار والأوزان.
واشاروا الى انه عند السماح للجمعيات التعاونية بالشراء المباشر من المزارع، هنا يكون حقق القطاع التعاوني نقلة نوعية في تغذية السوق من المنتج الزراعي الوطني بأسعار مناسبة، مؤكدين انه حينها لا يتطلب من الجمعية سوى تحديد الكميات التي تحتاجها بالتواصل مع المزارع خلال الفترة المسائية حتى تكون جاهزة لمندوب الجمعية في الفترة الصباحية، كما ان هناك الكثير من المزارعين على استعداد ايصال الكميات المطلوبة من الخضراوات الطازجة الى مراكز التسوق.

تغطية احتياجات السوق
في هذا السياق، أكد اكبر المزارعين المنتجين فيصل الدماك، في تصريح صحافي، استعداد المزارع الكويتي على مد السوق من الخضراوات الطازجة يوميًا لتكون في متناول أيدي المواطنين والمقيمين بأسعار مناسبة، لافتاً إلى أن فتح المجال لبيع المنتجات الزراعية المحلية للجمعيات التعاونية بشكل مباشر يساهم إلى حد كبير في توفير أجود أنواع الخضراوات المطلوبة بأسعار تصل لنصف القيمة الحالية للسلع.
ووصف الدماك الغلاء الحالي بالمصيبة، حيث إن كرتون الطماطم يباع في الجمعيات بدينار ونصف الدينار والمزارع على استعداد تقديمه بنصف السعر للمستهلك وكذلك الاصناف الاخرى، مشيراً إلى قدرة المزارعين الكويتين على تغذية السوق بمئات الأطنان من المنتجات الزراعية الطازجة بشكل يومي.
وأشار الدماك الى ان هناك الكثير من المزارعين بإستطاعتهم توفير خدمة توصيل المنتجات الزراعية الى الجمعيات التعاونية لتكون "طازجة" بين ايدي المستهلك في حال تم السماح لها بالشراء المباشر، بالإضافة إلى استعدادهم توفير الكميات المطلوبة ليلاً لتكون جاهزة عند قدوم المندوب وذلك يغني الجمعيات التعاونية عن شراء احتياجاتها من الحراج بأضعاف الأسعار.

نداء استغاثة
بدوره، أطلق المزارع عبد الحافظ معرفي صرخة استغاثة للمسؤلين المعنيين بأمر الزراعة والغذاء في البلاد، فقال: لقد طفح الكيل لدى كل المزارعين المنتجين من سوء التصرف من بعض الهيئات الحكومية، وخصوصا وزارة التجارة التي تعطي الموردين حق استيراد البضائع من مختلف دول العالم وتترك المنتج الوطني يرمى في مكبات البلدية، هل يعقل هذا التصرف؟!
وتساءل: إلى متى لا تبالي هذه الوزارة بأبسط حقوق الامن الغذائي وحقوق المزارعين المجتهدين والمقاومين للاجواء القاسية في الكويت؟! وقال: نحن نبذل أكبر مجهود في المنطقة لنضع تحت ايدي الشعب بعض المنتجات الزراعية ولو اتيحت لنا الفرصة والدعم الحقيقي من قبل الدولة لن تقوم الدولة باستيراد اي من الخضار غير معروف كيف تروى وبماذا ترش، مؤكدا بأن هذا الاستيراد يقتل المنتج المحلي وهو المنتج الجيد من حيث الطعم و يطابق المواصفات الصحية.