"ناطرين الديچ يبيض"!

يقولون بسالف العصر، اللي ما فيه ألوان ايام أبيض واسود، كان فيه ديرة بعيدة ما لها علاقة بديرة العشاق، اللي يرتاحون فيها ليالي! وهالديرة مثل كل الديار لها والي ووزيرين، وكان واحد منهم يمثل الشهبندر وربعه، وهالوزير بالذات نهاز للفرص مثل معازيبه! ومنشان هيك اكل الكيك (مضحك التجار) بروحه من بد وزراء الديرة البعيدة، وعلى إثر ذلك تم منحه العمامة القرمزية وخاتمها لخدماته الجليلة!
واما الوزير الثاني، فهو وزير يمثل غالبية الشعب، وكان كل شغله بذمة وضمير لخدمة الديرة واهلها، وابن الحلال كان صادق وامين (أوي) مع نفسه ومع الناس، ومع الوالي، يقول الحق، ولا شي غير الحق حتى لو على نفسه.
وبيوم من الايام على ما أظن يوم اثنين، وخلال اجتماع مجلس الوزراء طلب من ناعس الجفن (الوالي) نظرة عطف تغنينه، وتنسي عيونه كثر النوح، بأن يرحم جفنه المجروح بمنحه عمامة قرمزية، وخاتم اسوة بالوزير سالف الذكر!
فكان جواب الوالي بأمره، احنا تحت امر الهواء، وبأيده ما طلبت الا حقك يا بعدي، اول ما يجيني العلم ياض بان الديك باض على طول أحقق أمنياتك بس تمهل!
وما سبق هو أحسن وصف لحال الشعب اللي صابر مشهور، وناطر يخلص مد وجزر دراسات الحكومة لزيادة الرواتب، وحل كل مشاكل البلد من كم سنة، وانا ميال ميال، وما من شي يلوح بالأفق غير وعود وكلام معسول، وعهود ومؤتمرات وبس!
ما أدرى الحكومة وش هي ناطرة؟ يمكن باص 103، ولهذا ادعو اطياف الشعب، كبار وصغار، بتكثيف الدعاء من على سطوح المنازل بان الله يسهل للديك يبيض، وهو يؤذن "كوكو كوكو" ساعة الفجرية، وسلامتكم".
الشايب: "لا فض فوك وبوكك يابو الرجال".
الخبير: "بقولك ايه يا حاج، بنصح اي حد مش عاجبه كلام ابو الرجال، يجيب قناة الصحراء، بيقولوا عليها جمل بيقري من السبت اللي فات"!
المتمولس: "حنا مو نقعد ببطون امهاتنا تسع شهور! ليش إذا انولدنا نبدأ من واحد ما هو من تسعه وواحد"؟
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.

كاتب كويتي

‏[email protected]

محمد خلف