نانسي عجرم... حديث "الميديا" في كل زمان ومكان

شائعة طلاقها من فادي الهاشم وضعتها في قمة محركات البحث
أحدثت ضجة في "التواصل الاجتماعي" بكليب أغنية "سلامات"
رومانسية "بدي حدا حبو" نالت أعلى نسبة مشاهدة في "يوتيوب"
تشابه "حبك بيقوي" و"جاية معاك" مع أغنيات زملائها أحرجها

القاهرة - محمد حليم:

ساعدتها موهبتها الكبيرة في التميز والتفوق على نجمات جيلها، حيث تميزت في أداء الاغنيات الفلكلورية بروحها المرحة، وأبدعت في الأغنية الرومانسية الحديثة، وكذلك الأغنيات الموجهة للأطفال، ما دفعها نحو القمة وأن تحقق شهرة وانتشارا في العالم العربي وهي لا تتعدى 18 عاماً.. إنها الفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي تتصدر دائما "ترند" محركات البحث ومنصات التواصل في كل عمل جديد تقدمه، أو إطلالة تظهر بها.
"السياسة" تقترب في هذه الحلقة من "ترندات" نانسي، وتفسر أسباب تصدر الفنانة اللبنانية مؤشرات البحث.
في الأيام الأولى من العام 2020، كان الجمهور العربي يبحث عن حفلات مطربتـه المفضلـة نانـسي عجــرم، حتى تملأ قلبـه بالبهجــة والفــرح، وترسم الابتسامة على وجهه والتي اعتادها بمجرد أن تطل نانسي وتغني، إلا أنه فوجئ في 7 يناير بخبر صادم، عندما وجد نانسي عجرم حديث وسائل الإعلام المحلية والدولية، ليس بسبب حفل جديد تحييه، أو أغنيــة صـدرت بصـوتها المحبـب للجميع، إنما بسبب حادثة قتل في منزلها.

حادثة القتل مؤسفة وتفاصيلها غريبة ومثيرة، وخلالها تعرضت أسرة الفنانة نانسي عجرم، لحادث اقتحام فيلتها من قبل سوري حاول سرقتها، إلا أن زوجها الطبيب فادي الهاشم تمكن من قتله بـ 18 رصاصة من مسدسه الخاص، دفاعا عن النفس وقبل أن يتعرض اللص لأحد أفراد الأسرة بالأذى.
لم تتعرض نانسي خلال محاولة السرقة لأذى كبير، بل تعرضت لبعض الخدوش البسيطة، وكذلك بناتها والعاملون لديها تعرضوا أيضا لبعض الخدوش، نتيجة التدافع وارتطامهم بأثاث المنزل.
تدخلت الجهات الأمنية اللبنانية لمعرفة تفاصيل الحادث، وقامت بتوقيف فادي الهاشم زوج نانسي للتحقيق معه، ثم أمرت بنقله إلى المستشفى للعلاج إثر الصدمة النفسية التي تعرض لها بعدما تناثرت الدماء في الفيلا وكأنها مشهد في فيلم سينما.
كشف فادي الهاشم، تفاصيل الحادث في التحقيق، وقال إن المنزل تعرض لاقتحام من قبل سارق مسلح، وعندما حاول التسلل داخل غرفة الأطفال أطلق عليه النار مما تسبب في وفاته.
وقال الهاشم، في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية، أنه شاهد السارق من خلال الكاميرات، وعندما واجهه سحب السارق عليه السلاح، مؤكدا: "قالي ادخل جوه، دخلت، قالي أعطني فلوس أعطيته الفلوس اللي كانت في ملابسي، قالي فين الذهب". وتابع فادي: "السارق قالي ما تجبرني أؤذيك يا أستاذ فادي، قالي ادخل على أوضة الأطفال، قمت سحبت عليه السلاح وجه يضربني ضربته".
الحادثة دفعت نانسي، للابتعاد بعض الوقت عن وسائل الإعلام وفضلت عدم الحديث عن الأزمة بسبب الصدمة التي تعانيها، وبعد فترة أطلت لتطمئن جمهورها وتحدثت لوسائل إعلام لبنانية قائلة: "مش مشكلة إني مجروحة، في أشياء كتير أهم، بدي أشكر الجميع على سؤالهم واهتمامهم، بدي أشكر كل الناس اللي سألت عني، الحمد لله أنا وعائلتي بخير، وهذا أهم شيء، اللي مررنا به كان كتير صعب".
كلمات نانسي دفعت والدها للدخول على خط الأزمة والحديث هو الآخر لوسائل الإعلام عن الصدمة العصبية الكبيرة التي تعرضت لها ابنته قائلا: "فادي الهاشم زوج ابنتي كان كتير مضايق، ونانسي أصيبت بانهيار عصبي، بس كتر خير الله إنها وصلت لحد هون".
رغم تصريحات نانسي وتأكيدات زوجها أن ما حدث كان دفاعا عن النفس، وأن القتيل هو لص حاول سرقة المنزل وإيذائه هو وأسرته بالمسدس، الذي شهره في وجهه وكان سيطلق عليه النار لولا أن فادي بادره بإطلاق الرصاص عليه، إلا أن أسرة القتيل كشفت مفاجأة دفعت جمهور نانسي عجرم، للقلق الشديد والدعاء لأن تمر أزمتها على خير، لأنها من الممكن أن تكون نهاية فنانتهم المفضلة، حيث قال خال القتيل في مداخلة هاتفية مع فضائية "الجديد" اللبنانية، إن ابن شقيقته كان يعمل لدى زوج نانسي، وكان يحمل مسدسا بلاستيكياً.
وأوضح، أن المجني عليه كان له مستحقات متأخرة لدى زوج نانسي، وأنه يعمل في لبنان منذ 10 سنوات وليس لديه أي سوابق جنائية له، مشددا على أن "فادي الهاشم أعطى ابن شقيقته رصاصات قاتلة بدلا من مستحقاته".

ثورة غضب
من جانبه، نفى محامي أسرة نانسي، الاتهامات التي ساقتها أسرة المجني عليه لزوجها، قائلا إن "القتيل لم يكن يعمل من قبل عند نانسي عجرم وزوجها، وهما لم يعرفاه مطلقاً، كما أكد المحامي أن زوج الفنانة نانسي لم يكن مسلحا وقت دخول اللص، وأنه تحدث مع اللص وعند توجهه لغرفة الأطفال ذهب وأحضر سلاحه، مشيرا إلى أن فادي الهاشم طبيب ولم يكن يعرف أن السلاح الذي بحوزة اللص مسدس بلاستيكي".
ظلت القضية محط اهتمام منصات التواصل الاجتماعي، وحلت "ترند غوغل"، حتى صدر قرار القضاء اللبناني وجاء في مضمونه أن الهاشم، كان في حالة انفعال شديدة نتيجة خوفه على عائلته، وأن مبالغة الهاشم في إطلاق هذا الكم من الرصاص على القتيل، تعبر عن أنه استنفد كل وسائل الدفاع عن النفس، وأنها نتيجة ثورة غضب وخوف على زوجته وأطفاله". توقع البعض أن الحادثة ستقضي على مستقبل نانسي الفني، حيث انزوت بضعة أسابيع إلى أن هدأت الأمور، وخالفت التوقعات مع عودتها لإحياء الحفلات واصدار الأغنيات الناجحة وكذلك ألبوم جديد تصدرت بكل منها جميع منصات التواصل الاجتماعي.
يذكر أن نانسي، تزوجت طبيب الأسنان فادي الهاشم في سبتمبر 2008، بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات، بدأت منذ ترددها على عيادته لمعالجة أسنانها، ومع الوقت بدأت صداقة بينهما، وبعد فترة صارحا بعضهما بحبهما المتبادل، حتى تقدم الهاشم لأسرتها وطلب يدها للزواج، وبعد فترة الخطوبة، تم الزواج في العام 2008، ورزقهما الله ثلاث بنات، أولهن ميلا العام 2009، ثم رزقت إيلا بعدها بعامين، وفي العام 2019 رزقت بابنتها ليا العام 2019.
تصدرت نانسي "ترند" محرك البحث "غوغل"، بسبب شائعة ظلت تلاحقها عن طلاقها من د.فادي الهاشم بعد الأزمة، التي تعد الأخطر خلال مسيرتها الفنية، لكنها نفت وجود طلاق أو أي أزمة مع زوجها وقالت في تصريحات إعلامية "الشائعات موجودة دائما في حياتنا".

سرقة ألحان
الأزمة السابقة كانت الأشهر لنانسي في عالم "الترند"، تلاها أزمات أخرى تتعلق بأعمالها الأخيرة والتي تصدرت بها "ترند غوغل"، كما أحدثت ضجة كبيرة في المنصات الاجتماعية، هذه الضجة جاءت بعد اتهامات بسرقتها لحني أغنيتي "حبك بيقوي" و"جاية معاك"، إذ اتهمها البعض بسرقة لحن أغنية "حبك بيقوي"، كلمات الشاعر الغنائي خالد تاج الدين، ألحان وليد سعد، وتوزيع موسيقي هاني يعقوب، والتي تقول كلماتها: "حبك بيقوي مع الأيام.. حبيت خلاص مش عايزة كلام.. وحياة هوانا حبك أمانة.. ما قدرش أخنها ولو بكلام.. الحب بينا بقى له زمان ويقوي فينا حبيبي كمان". ودلل من اتهمها بالسرقة على ذلك بأن اللحن هو نفسه لحن أغنية ناصيف زيتون الشهيرة "طلع النهار".
أما الأغنية الثانية "جاية معاك"، فاتهم الجمهور نانسي بالاقتباس من أغنية شيرين عبدالوهاب "أخيراً اتجرأت"، بالإضافة إلى تكرار جمل لحنية من أغنية "أخاصمك آه"، وأغنية "جاية معاك" من كلمات الشاعر خالد تاج الدين، ألحان وليد سعد، وتوزيع موسيقي أحمد إبراهيم. وتقول كلماتها: "طب أنا جاية معاك، طب أنا همشي وراك.. أنا هصدق وهجرب حظي وهعمل ضمناك.. طب أنا جاية معاك، طب أنا همشي وراك.. أنا هصدق وهجرب حظي وهعمل ضمناك".
لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل لاحقت نانسي أيضا اتهامات باقتباس فكرة كليب أغنية "سلامات" من كليب أغنية للمطربة الإنكليزية دوا ليبا "fever"، وشهد كليب "سلامات" الذي تولى إخراجه اللبناني سمير سرياني بفكرته وسيناريو المشاهد التي تظهر بها الفنانة نانسي عجرم مع صديقاتها، العديد من أوجه الشبه مع كليب دوا ليبا، وظهرت نانسي في الكليب، وهي تهرب مع صديقاتها من أحد المطاعم دون دفع فاتورة الطعام، وغنائها ورقصها في الشارع ليلا، وهي المشاهد نفسها التي قدمتها من قبلها دوا ليبا.
ورغم ذلك فقد حققت أغنية "سلامات" التي كتب كلماتها شادي نور، ولحنها محمد يحيى، وتوزيع موسيقي هادي شرارة، وإخراج سمير سيرياني، بمجرد إصدارها في القناة الرسمية لنانسي عبر تطبيق "يوتيوب"، نجاحاً كبيرا، حيث بلغت نسبة مشاهدتها 9 ملايين 975 ألف مشاهدة‎، وتقول كلماتها: "سلامات سلامات أنا بحبك يا بو قلب جميل بدق حياة.. يا بو ضحكة جنان وعيون غزلان .. حلم أنا طول عمري أنا بتمناه.. عنك مش لاقية كلام ولا صاحية ولا حتى أنا بنام.. دا خيال ولا في الأحلام أنا عايشة أحلى أيام".
أيضا تصدرت نانسي، البحث في "غوغل"، وتطبيق "تويتر"، بعدما لاحقتها اتهامات أخرى بتشابه لحن أغنيتها "حاجات خصوصية" كلمات الشاعر أحمد شتا، ألحان حمدي صديق، وتوزيع موسيقي محمد مصطفى، مع أغنية "إسكندرية" التي سبق وأصدرها المطرب السعودي هيثم الشاولي. كما حلت عجرم "ترند تويتر"، عقب الحفل الغنائي الذي أقامته في القاهرة، بمناسبة رأس السنة، في مدينة الجلالة بالعين السخنة، وشاركها فيه النجمان رامي عياش وأحمد سعد. وفي هذا الحفل أدت نانسي باقة من أغنياتها المميزة ، منها "مين ده اللي نسيك"، "سلامات"، "آه ونص"، "انت إيه" و"يا بنات"، و"انت مصري" وغيرها.
واصلت نانسي تصدرها "الترند" مع إصدار كليب "بدي حدا حبو"، حيث حقق نجاحا كبيرا بعد ساعات قليلة من طرحه على تطبيق "يوتيوب"، واحتل المركز التاسع ضمن قائمة "ترند" التطبيق، بعد أقل من 24 ساعة فقط على إصداره. وحقق الكليب نصف مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة ، خصوصا أنه كان يتميز بالطابع الرومانسي الذي عادت إليه عجرم مرة أخرى، وظهرت طوال الكليب وهي على شاطئ البحر بمفردها ترتدي فستانا أحمر.
أغنية "بدي حدا حبو" من ألحان زياد برجى وتوزيع موسيقي هادي شرارة، وتقول كلماتها التي كتبها الشاعر أحمد ماضي "بدي حدا حبو عن جد زهقت.. بدي حدا بقلبو احس حالي خلقت.. بدي حدا بقربه ماحس بالوقت ينسيني الوقت.. وينك تعا خدني.. خدني من همومي من خوفي الغريب".

إطلالات جذابة
بجانب أغنيات وأزمات نانسي، لعبت إطلالاتها أيضا دورا كبيرا في تصدرها "الترند" سواء في منصات التواصل الاجتماعي أو في محرك البحث "غوغل". ففي أكتوبر من العام الماضي، تصدرت عجرم المنصات الاجتماعية، بعد إطلالتها الجذابة في حفل غنائي أقيم في تونس، خلال افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بمسرح الأوبرا التونسية، حيث أطلت في السهرة بفستان ذهبي لامع، وجاء اللون الذهبي متناسقا مع لون بشرتها، وبلغ سعره 1300 يورو. كما تصدرت "الترند" في نوفمبر 2021، خلال إحيائها حفل آخر في ستاد القاهرة، لإطلالتها الجذابة، حيث ارتدت فستانا من دار أزياء Jean louis sabaji بلغ سعره إلى 1605 دولارا. هذا إلى جانب حفلها الأخير في السعودية بمدينة الرياض، حيث ظهرت بإطلالة ساحرة بتوقيع المصمم اللبناني إيلي صعب اختارتها من مجموعته الأخيرة للربيع والصيف، وتصدرت "الترند" بعدما شاركت جمهورها مجموعة صور عبر حسابها في تطبيق "إنستاغرام"، ووصل سعر الفستان إلى 5990 دولارا. كذلك تربعت على عرش المنصات خلال إحيائها حفل غنائي في القرية العالمية بمدينة دبي، حيث أطلت بفستان أحمر من تصميم جورج حبيقة، بلغ سعره 10 آلاف دولار أميركي.
أمور كثيرة أدت إلى اعتلاء الفنانة نانسي، التي ولدت في بيروت العام 1983، قمة "الترند" وهذا ليس بالأمر الجديد عليها، فقد ظهرت لديها البوادر الفنية مبكرا، وتميزت بصوت جميل، جعلها حديث المحيطين بها، خصوصا عندما كانت تغني، بداية من حفلاتها المدرسية ومرورا بالبرامج التلفزيونية الخاصة بمواهب الأطفال، التي كانت تشارك فيها ومنها برنامج "مواهب صغيرة" و"نجوم المستقبل" وحصولها على المرتبة الأولى لتميز موهبتها الفنية وجمال صوتها، وحتى انها التحقت بنقابة الفنانين اللبنانين قبل أن تكمل عامها الثامن عشر، ثم أصبحت حديث الجمهور المحب للغناء عندما أطلقت أول ألبوماتها العام 1998 بعنوان "محتجالك"، ثم ألبوم "شيل عيونك عني" الذي طرحته العام 2001 وغيرها من الألبومات التي توالت تباعا مثل "آه ونص، يا طبطب ودلع"، ووصولا لمشاركتها في برامج المواهب كعضوة في لجان التحكيم، كما حدث عندما انضمت العام 2012 إلى لجنة تحكيم برنامج Arab Idol بجانب أحلام وراغب علامة والموزع الموسيقي حسن الشافعي، ثم تحكيم "ذا فويس كيدز".
إن رحلة نانسي، الفنية مليئة بالنجاحات والمواقف الصعبة، ولأنها دائما محل اهتمام من جمهورها المحب لها في كل مكان، فستظل مثار حديثه في كل زمان ومكان سواء في الحياة العادية أو على منصات التواصل وكلما كثر الكلام عنها والبحث عن أخبارها كلما زادت اسهمها في عالم "الترندات" ومحركات البحث العالمية وهي تستحق كل ذلك لأنها كانت وستظل نجمة لامعة في سماء الغناء.