الأربعاء 14 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"نبع الماء من بين أصابعه" معجزة خالدة للنبي محمد

Time
الأحد 03 أبريل 2022
View
430
السياسة
اصطفى اللهُ من البشر رجالاً، هداهم إلى الحق، طهَّرهم وباركهم، وكلَّفهم بان يكونوا لأقرانهم مُبشرين ومُنذرين، ينقلون إليهم تعاليمه، ويبلغونهم بحلاله وحرامه، ولأنه تعالى عليم بذات الصدور، فقد زوَّدهم بقدرات خارقة لسنن الكون، وأيَّدهم بمواهب خاصة وعلامات تنطق بالقدرة المُطلقة لعلَّها تكون سبباً للتقوى والإيمان، وتلك هي معجزات الأنبياء.

كتبت - رحاب أبوالقاسم حامد:

معجزة نبع الماء وتكثيره من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من بين المعجزات الكثيرة التي مَن الله سبحانه وتعالى بها على رسوله الكريم وأكرمه بها، فهي من بين المعجزات التي تثبت نبوته ورسالته لأنها تتعلق بعماد حياة العرب في الصحراء آنذاك وهو الماء، وتكررت هذه المعجزة مرات عدة وفي مواقف مختلفة، ورواها لنا الصحابة لكي نتعظ ونؤمن بسيد الخلق ومعجزاته.
ففي صلح الحديبية حرص نحو 1400 صحابي على مصاحبة النبي في رحلته الى مكة بنية الحج، فاعترضتهم رسل المشركين وجرت المفاوضات التي انتهت الى تأجيل دخول مكة لعام قادم، وأثناء رجوعهم في الصحراء نفد الماء، فانطلق نفر منهم يجّدون في البحث عنه في منطقة قاحلة تكسوها أشعة الشمس الحارقة، وكلما استبد بهم العطش ظنوا أن هناك بئرا أو عينا تسكب ماءً، فإذا اقتربوا منها لم يجدوا شيئا، ووجدوها جافه فكانت صدمتهم كبيرة، وازدادوا ظمًأ حتى أشرفوا على الهلاك.
فجاءوا إلى رسول الله يشكون من ندرة الماء الذي انعدم معهم إلا ما في ركوته عليه الصلاة والسلام، وقالوا: لا نجد ماء للوضوء ولا لإرواء عطشنا وإن الله عوضك خيرًا، فقال: أئتوني بإداوة أو قدح صغير، فأخذوا يبحثون حتى وجدوه عند رجل من الصحابة، وكان به مقدار شربة واحدة من الماء، كما طلب منهم أن يحضروا له وعاء كبيرا، فأتوا له بوعاء لا يستطيع حمله إلا أربعة رجال اشداء وكانوا يستخدمونه في حفظ الطعام، وأمر صحابته الذين يزيد عددهم عن 1400 رجل مع دوابهم ان يتجمعوا امام خيمته ثم امر احدهم بصب قدح الماء في الوعاء الكبير بعدما وضع يده الكريمة بها.
واخذ النبي يناجي ربه بينما تتساقط قطرات الماء من القدح الصغير على مرأى ومسمع من الصحابة العطشى، وما هي إلا لحظات حتى وقعت المعجزة، وتحول الوعاء الى نبع صاف تتدفق منه المياه العذبة وسط تهليل وتكبير الجميع، واستمر الماء ينهمر كالنهر من بين أصابعه الشريفة.
وطفق الصحابة يشربون ويصبون الماء فوق رؤوسهم فرحين، ويملأون كل ما لديهم من قِرب وأوعية، ويسقون الجمال بينما الماء لا يتوقف كأنه عين متفجرة بالماء تُروي من معين لا ينضب ابدا، وتهيئ الجيش الكامل من الصحابة لاستكمال رحلتهم الى المدينه بعدما ادخروا ما يكفيهم من الماء وهو يرددونعلى صعيد واحد: نشهد أنك رسول من عند الله.
وقد روى البخاري القصة بصيغة اخرى عن جابر فقال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه إناء من جلد، فتوضأ، فأسرع الناس نحوه، فقال: ما بكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلّا ما بين يديك، فوضع يده في الاناء، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا، وأضاف: كنا خمس عشرة مئة، و لو كنّا مئة ألف لكفانا.
وملمح آخر شهده الصحابة مع معجزة نبع الماء من بين سيد الخلق، فقد كانت هناك بئر اوشكت على الجفاف فجاء الصحابة لرسول الله يشكونه فأعطاهم سهمًا من كنانته فوضعوها في هذا البئر فانفجر الماء، وتكرر الموقف بمنطقة الزوراء في المدينة المنورة، فقد روى أنس رضي الله عنه، قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمئة، أو زهاء ثلاثمئة.
فمعجزة نبع الماء من بين يدي رسول الله سيد الخلق أجمعين ثابتة يقينا حتى ان عجز البعض عن تصورها لأنها تُنسب لقدرة الله تعالى لا لقدرة النبي، وهي دليل قوي على تأييده لرسوله الكريم، وآية من آياته الكثيرة ليثّبث بها فؤاد القوم في تلك المرحلة الصعبة من انتشار الاسلام، ولتعزيز إيمان المترددين منهم أثناء صراعهم غير المتكافئ مع المشركين.
آخر الأخبار