نحن وبريطانيا
زين وشين
قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون عام 2013، وهو بالمناسبة وزير الخارجية الحالي: "حين يتعلق الأمر بالأمن الوطني البريطاني فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان"!
هذه بريطانيا العظمى صانعة الديمقراطية الحديثة في العالم الحديث، التي يضرب بها المثل بالحرية، لكن حين يصل الأمر الى أمنها القومي تنتفض وتتجاوز كل الشعارات، ليصبح شعارها الوحيد أمنها القومي!
هذه بريطانيا العظمى، فماذا عنا، ونحن أحوج من المملكة المتحدة إلى تعزيز أمننا القومي، وحماية هويتنا الوطنية، فما الذي يمنعنا من أن نتجاوز الخطوط الحمر لنحمي خطوطنا الحمر، بعد أن بلغ السيل الزبى؟
أعلام قبلية جديدة، لم نكن نراها ولا نعرفها من قبل، بدأت ترفع في المناسبات، وحتى من دون مناسبة، وتلتف الناس حولها من باب تأكيد الولاء لهذا العلم، بعيدا عن العلم الوطني رمز الوطن، الذي يجب ألا يرفع علم غيره، ولا يلتف الناس إلا حوله فقط.
كذلك خرج علينا من يدعون أنهم شيوخ، لم نكن نسمع عنهم من قبل، فليسوا من الأسرة الحاكمة، وليسوا أيضا من شيوخ القبائل المعترف بهم رسميا، وقد منحوا أنفسهم مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أين جاءت تلك المسميات التي من شأنها ضرب الوحدة الوطنية، وأصبح شغلهم الشاغل تبادل الزيارات بينهم والتصوير والنشر، فما الذي يريده من بلدنا هولاء، كذلك رفع الشعارات الحزبية والطائفية في العلن وعلى مرأى ومسمع من الجميع؟
أين الأجهزة المختصة عن كل هولاء، ولماذا لا تتحرك لتئد الفتنة، قبل أن تكبر ويصعب علاجها، هذا إذا لم تكن كبرت حتى الآن، فنحن نستغرب سكوت الأجهزة الرسمية عن كل تلك الممارسات الغريبة، التي تؤثر على النسيج الاجتماعي تأثيراً مباشراً، ونشتم منها رائحة الفتنة، حتى وإن كانت لا تشكل جريمة حاليا يعاقب عليها القانون، إلا أن انتشارها جريمة، ومكافحتها واجب وطني، وما أن تقرص أذن أحدهم إلا وتحدث بما يشيب له الراس… زين.
طلال السعيد