السبت 27 يوليو 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نصيحة من باب حب الوطن
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

نصيحة من باب حب الوطن

Time
الاحد 17 سبتمبر 2023
View
168
السياسة

بدأ يتكرر الحراك في المجتمع الكويتي كما كان في الماضي، وبدأنا نعود الى ما كانت عليه الكويت في ستينات القرن الماضي، حين كانت هناك نشاطات لرجال الدولة والبرلمان، والنقابات والتيارات السياسية.
لقد بدأنا نعود الى عدم الرضا، والصراع من مبدأ البقاء للاقوى، في النفوذ والتأثير على الرأي العام.
وإذا كان ذلك في حدود هذا المستوى فهو مقبول، ويدل على تحرك نشط في المجتمع الذي طالما خرج في مسيرات منذ خمسينات القرن الماضي، أكان ضد العدوان الثلاثي، او تضامنا مع الجزائر، وغيرها من المحطات الكبرى العربية، وحتى المحلية.
كل هذا مر به المجتمع الكويتي، وهو ما يدل على انه حي وقوي ومتمرس، لكن هناك اختلاف بين الماضي والحاضر، فاذا كانت الغوغائية قد هدأت بعد الغزو العراقي، واصبحت قليلة، وربما خوفا من الطابور الخامس، او من التأثيرات الخارجية، أو بسبب تصرفات غير محمودة في بعض الاحيان، فهذا لا بد من ان يكون مؤشرا.
لكن ما حدث في السنوات الاخيرة، لا سيما قبل فترة حين اعتصم موظفو ديوان الخدمة المدنية، وكذلك من وزارة الكهرباء والماء، كما اننا نجد في بعض الاوقات ان المزارعين يحتجون بسبب عدم حل قضاياهم، وكذلك احتج العاملون في الطيران المدني.
لهذا بتنا نرى تعدد الاحتجاجات، وبدأت تتكرر وتتكاثر، لكن مع الحركة الاخيرة، فقد عدنا الى عهد قديم، وبدأ هذا يذكرنا بما حدث في اواخر ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، وصراع القوى السياسية لفرض أفكارها، في الوقت الذي تواجه الدولة اخطارا متنوعة اقليمية.
صحيح انني لا اخاف من الرأي والرأي الاخر، انما
لابد من القول بصراحة: ان الوقت ليس الوقت، والزمن ليس الزمن، ففي حين بدأت تنشط الاتهامات بين موظفي الادارة العامة، بدأت تظهر الاحتجاجات من كل حدب وصوب، وهذه غطت على التهديدات الاقليمية التي تتعرض لها الكويت، أكان عبر الأزمة الحدودية التي افتعلها العراق، او حقل الدورة والمزاعم الايرانية، او توقف التنمية والمشاريع الستراتيجية مع الصين، واخيرا الازمة مع مصر، بشأن شطب الكويت عن خريطة احدى الاكاديميات العسكرية.
لهذا لابد للقيادة التنفيذية، المتمثلة بمجلس الوزراء، من الانتباه الى عدم الرضا الشعبي، لان المشكلات الحياتية تنقلب اعتصامات، لهذا لا اتمنى أن أرى مجتمع بلدي الغني، المتمكن، يسوده عدم الرضا، وبهذه الطريقة.
صحيح، ان وجود الثروة له دور كبير في تسهيل اداء الحاكم، واقصد السلطة التنفيذية، لكن نقولها بصراحة: لو لم تكن هناك ثروة، والله لا احد يلتفت الينا، لقد كانت هناك حقبات من التاريخ يتجه خلالها المسؤولون واصحاب النفوذ الى القوى المجاورة، ولم يكن هؤلاء يلتفتون الينا، بل لم يكن احد من تلك القوى يريد الكويت، فهي كانت ارضا قاحلة لا يوجد فيها ما يغري الاخرين.
لكن اليوم، وحين انعم الله عليها بالثروة، اصبح الجميع يطلب ودها، او الضغط عليها، وبذلك فكما ان الثروة نعمة، هي ايضا نقمة، لهذا لا بد من الاستفادة منها عبر السعي لتمتين الوحدة المجتمعية، والخروج من الاسمال البالية المختلفة، والنظر الى الامام.
وهذا لا يتم الا عبر لجنة حكماء في مجلس الوزراء تدرس ظاهرة اسباب عدم الرضا الاجتماعي، خصوصا فيما يتعلق بتحسين مستوى معيشة المواطن، وكذلك معالجة الاسباب التي تدفع الى وجود ثغرات يستفيد منها من يتربصون بنا، لان المناعة الوطنية هي العلاج الوحيد لكل مشكلات الكويت.
ان القضاء على النزعات المتطرفة، لا يكون الا بالمزيد من الانفتاح على الاخر، وكذلك تسكين هواجس المواطنين، اما اذا بقي الوضع على ما هو عليه، فلا طبنا ولا غدا الشر.

م. عادل الجارالله الخرافي

آخر الأخبار