

نصَائِح أَخَوِيَّة لذَوي الأَلْبَاب النَقِيَّة
حوارات
د. خالد عايد الجنفاوي
ذو اللبِّ في المجتمعين، العربي والإسلامي التقليديين، هو الإنسان الذي لا يزال يحافظ على نقاء عقله من شوائب التعصّبات القبلية والطائفية، والتحزّبات الأيديولوجية والمحسوبيات الفئوية ضيّقة الأفق.
وهو أيضًا من يدرك قيمة عقله، ويعرف كيف يستعمله بشكل فعّال لاختيار الأقوال والتصرّفات الخيِّرة، التي تجلب الفائدة له ولمن يهمه أمرهم، ولمعرفة الطرق السليمة التي يجب أن يسير عليها ذو الّلبّ في أي وضع غامض، أو في بيئة ضبابية.
ومن بعض النصائح الأخوية لذوي الألباب النقيّة، نذكر ما يلي:
-لا يغلبنّ هواك عقلك، ولا تشغفنّ بإفراط في أي أمر دنيوي، ولا تتكلّم قبل أن تفكِّر، ولا تكن أول الحاضرين في المآدب، أو آخر المغادرين لها، ولا تكن بخيلاً، ولا تكن طاغية أو مُتَذَلِّلاً.
ولا تكن رعديدًا، بل كن شجاعًا حذرًا، ولا يغرنّك ما يهرف به المنافقون، ولا تكن منهم، ولا تدفعك إغراءات القبلية، والطائفية، والفئوية النخبوية الى التعالي على أبناء مجتمعك الذين تتساوى معهم في الحقوق والواجبات.
ولا تكشف عن أسرارك لكي لا تندم، ولا تستعجل في اتخاذ قراراتك المصيرية قبل أن تعرف كامل الحقيقة، ونقّي عقلك في نهاية كل يوم من شوائب مخالطة العامّة من الناس، واعتني بخاصّتك والمقرّبين إليك، وتودّد إليهم، وكن صادقًا في تعاملك معهم، وأَكْثِر من المعارف و الأصدقاء.
تجنّب معاداة من لا يجب عليك منطقيًّا معاداته، وخالِط عقلاء مجتمعك، فلو خَلَتْ خَرُبَتْ، واحذر السفهاء لأنهم كالسمّ الزعاف، فإمّا أنهم يلوثون عقلك بسفاهتهم، أو يشوهون سمعتك بقربهم منك، واقرأ في مختلف العلوم، وهذّب نفسك وأدّبها قبل أن يؤدّبها الزمن، واحرص على معرفة أصدقائك وأعدائك الحقيقيّين، وكن قريبًا من كلاهما، فالأصدقاء ينفعونك حين يتخلى عنك الآخرون، والأعداء يكشفون لك عن نقاط ضعفك.
ولا تنزعنّ عنك قيود الحذر في العالم الخارجي، حتى لو تخيلت أنك تعيش في جنّة عدن، ولا تنقضنّ عهودًا أقسمت على الإيفاء بها، ولا تأخذنّ عهودًا على نفسك تجاه الاخرين مجاملة، وما لا يقتنع بمشروعيته، وصحّته، وصدقه عقلك الباطن فلا تقربنّ منه.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi