

"نعمة سليمان الصباغ"… شاعر الناصرة الأول
بيروت ـ "السياسة"
يعدّ كتاب "نعمة سليمان الصباغ " شاعر الناصرة الأول "1885 – 1971"، الذي وضعه الأستاذ الدكتور هاني الصباغ، وتولى تقديمه وجمعه وتحقيقة بين يدي النصراويين، تخليداً لأحد أدباء طلائع عصر النهضة الفلسطينية، كما يضعه المؤلف بين يدي كل قارئ ومهتمّ بالشعر ورواده.
وعاش الشاعر نعمة سليمان الصباغ حياته إبان الحكم العثماني ثم الانتدابي؛ حيث كانت أملاك الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر محط أطماع الدول الأجنبية. وكان إنشاء المدارس في غرب المتوسط إحدى وسائل تحقيق تلك الأطماع. أنشأت الدولة الروسية السيمنار الروسي في الناصرة للصبيان وبيت لحم للبنات. تخرج منها العديد من المعلمين في العهد العثماني ثم الانتدابي، حيث بلغ عدد مدارس الجمعية الروسية الفلسطينية 114 مدرسة، وكان للسيمنار الفضل الأول في تخريج العديد من أساتذة وأدباء عصر النهضة والمهجر من أمثال ميخائيل نعيمة، نعمة الصباغ، سليم قبعين، عبد المسيح حداد وناصر رزق.
يمتاز شعر الصباغ بالميل إلى التجديد واستخدام المفردات السهلة القريبة إلى الإفهام. كان ينظم الشعر بل ويرتجله أحياناً دونما تحضير مسبق. أما نثره فيتصف بالرصانة والسهولة في آن. نظم الشعر العمودي وشعر الموشح وأتقنهما وبرع في استخدام حساب الجمل لتأريخ بعض المناسبات، مما يدل على سعة اطلاعه وإتقانه أساليب القدماء وتمكنه من علم العروض.