طلال السعيدالشارع الكويتي كله كان مع وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر بالاستجواب، ولم يكن هناك أدنى شك بأنه سوف يتجاوزه بجدارة، وبالفعل تم ذلك، لكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه: ماذا بعد الاستجواب؟هناك نتيجة كارثية قد لا يكون فطن لها البعض، وهذا لا يعني عدم حدوثها، فرضوخ الوزير حمد الجابر لشروط الأعضاء المنتسبين للأخوان المسلمين التي فرضوها عليه قبل التصويت على الثقة، كشروط ملزمة لدخول المرأة للجيش، هذا الذي يعتبر كارثة، وقبول الوزير بهذه الشروط يعتبر خسارة سياسية كبيرة، فهذا التنظيم العالمي لم يستطع فتح فمه بكلمة واحدة حين الحقت السعودية المرأة بالخدمة العسكرية لان السعودية وباختصار شديد قطعت طريق المزايدات عليهم باعتبار التنظيم منظمة ارهابية، فأصبح كفاحهم الآن يتركز على الخروج من هذا المسمى، وكذلك فعلت الإمارات التي ابعدتهم عن المشهد السياسي كله!سبق ونصحنا الوزير الجابر بعدم "تسليم لحيته" لهم لخطرهم المحدق، ولعدم التزامهم بالاتفاقيات، وعدم احترامهم مواثيق والعهود، ولطمعهم بالسلطة، وأوردنا شواهد تاريخية بكل هذه الامور، لكن يبدو أن انشغال الوزير بالاستجواب جعله يقبل بالشروط "الاخوانية" من دون ان ينتبه الى انها "مسمار جحا"، حيث ستكون لهم مبررا بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة بحجة "شرعي أو غير شرعي"، والهدف الحقيقي الولوج الى وزارة الدفاع للتوسط لشركات معينة في موضوع التسليح ليكونوا وكلاء لها، وقد سبق ومارسوا مثل هذه الضغوط في وقت سابق في صفقة "الوارير" الشهيرة، وما على الوزير إلا العودة لمحاضر المجلس في ذلك الوقت ليعرف ما الذي حصل بين وزير الدفاع، آنذاك، علي الصباح، رحمه الله، واعضاء "الاخوان" في المجلس!الكارثة التي كنا نحذر منها، والآن نتكلم عنها، أن يرهن قرار الدفاع بقبول النساء بالجيش الكويتي أن يرهن هذا القرار باتفاقية بين والوزير وبين "الاخوان"، فيجعلون من هذه الاتفاقية اداة ضغط على الوزير ينفذون من خلالها أجنداتهم التي لا تنتهي!الذي يجب أن يعرفه الوزير أنهم "نمور من ورق" يخشون المواجهة، ويكرهون النور، ويفضلون السراديب، لكنهم متى ما لمسوا ضعفا حكوميا نفذوا من خلاله، لذلك لابد من المواجهة معهم ليقف التنظيم واهله عند حدهم، وإبطال أي اتفاقية معهم بأي طريقة كانت، وقديما قيل فاز باللذة كل جسور... زين.
[email protected]