الثلاثاء 13 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نور الحبشي: حقبة عبد الله السالم ثورة تطوير نقلت الكويت إلى مرحلة تاريخية

Time
الأربعاء 13 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
* رشا الصباح: نفتخر بإنجازات الشيخ عبدالله السالم وانفتاحه على العالم العربي
* الحبشي: بناء دولة بمقومات الدستور والمجالس النيابية يعد سابقة في المنطقة


كتبت- ايناس عوض:

ضمن فعاليات الموسم الثقافي الجديد لمكتبة الكويت الوطنية، نظمت المكتبة أمسية " كتاب الشهر"، لكتاب بعنوان "عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح: التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في دولة الكويت (1945 – 1965) حاضرت فيها مؤلفة الكتاب عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت – كلية الآداب قسم التاريخ الدكتورة نور الحبشي عن ملامح التطوير في جميع المجالات خلال تلك الحقبة، فيما أدار المحاضرة إبراهيم الظفيري.
استهلت الدكتورة الحبشي المحاضرة بتوضيح أن موضوع الدراسة" التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت 1945 – 1965 على جانب كبير من الأهمية، كما أنه في الوقت نفسه لم يحظ باهتمام كاف من الباحثين في دراسة مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الكويت المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وحتى نهاية حكم الشيخ عبد الله السالم الصباح التي تعد علامة فارقة في تاريخ الكويت.
وقدمت تمهيدا عن المجتمع الكويتي من الحماية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مبينة أن الأخطار كانت تحدق بالكويت إبان حكم الشيخ مبارك الصباح "1896-1915" وتحديدا عام 1898 إذ تردد خلالها ان الروس يزمعون تأسيس ميناء أو محطة فحم في الكويت، وأنهم يبذلون المحاولات لدى الباب العالي المتمثل بالدولة العثمانية للحصول على امتياز لصالح أحد رعاياهم ويدعي الكونت فلاديمير كابينيست لمد سكة حديد من البحر المتوسط إلى الخليج.
وأوضحت أن الألمان كانوا يسعون بدورهم لدى الباب العالي للحصول على امتياز سكة حديد برلين – بغداد، وبناء على ذلك أخذت الدولة العثمانية تشدد اتجاه الكويت في الوقت نفسه حسمت بريطانيا موقفها وقبلت طلب الشيخ مبارك بالحماية هذه المرة رغم أنه طلب منها ذلك سابقا إلا أن الظروف والمعطيات على أرض الواقع فرضت ذلك وبالفعل يعد قرار الشيخ مبارك بطلب الحماية من بريطانيا عام 1899م قراراً سياسيا كان له تبعاته اللاحقة فيما بعد.

خمسة فصول
وأشارت إلى أن الكتاب يتضمن خمس فصول، الفصل الأول جاء بعنوان " تطور المشاركة السياسية في الكويت "من 1945 إلى 1965، وتضمن إجراءات وضع الدستور 1962م، وانتخابات أول مجلس أمة كويتي 1963، القضايا التي ناقشها المجلس خلال الأعوام 1963- 1965، الأزمة الدستورية الأولى 1964.
أما الفصل الثاني، فاشتمل على الاقتصاد التقليدي قبل النفط، وتطور الاقتصاد الكويتي في قطاع النفط "قطاع النفط وشركاته"، والمشاريع التنموية والاقتصادية، والموانيء والمواصلات والجمارك والملاحة، تنظيم الإدارة المالي، تنظيم القطاع المصرفي، تنظيم قطاع التأمين، الاستثمارات الخارجية والأسواق.
أما الفصل الثالث فجاء بعنوان " التطور الاجتماعي في الكويت 1945-1965، وبين السكان والتطورات الاجتماعية والسياسية والتعليمية والأندية الثقافية، بالاضافة الى شرح المؤسسات الثقافية "الديوانية، المسرح، الإذاعة، السينما"، والتطور في المجال الصحي.
وذكرت أن الفصل الرابع اشتمل أيضاً على إلغاء معاهدة الحماية 1899م، اتفاقية الصداقة الكويتية – البريطانية 1961م، والشيخ عبد الله السالم وخلق موقف عربي ودولي مضاد للادعاءات العراقية.
وأخيرا جاء الفصل الخامس بعنوان "الكويت والتحالفات الإقليمية والقضايا العربية 1950- 1965م" واشتمل على التحالفات الإقليمية، حلف بغداد 1955، دعم القضايا العربية، الكويت والقضية الفلسطينية، الكويت والعدوان الثلاثي على مصر، والكويت وإمارات الساحل المتصالح واليمن، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

مرحلة التطور
وذكرت د. الحبشي مجموعة من النقاط المهمة منها التطور السياسي في الكويت والمشاركة السياسية ودورها في بناء دولة بمقومات الدستور، والمجالس النيابية يعد سابقة ليس على مستوى الكويت فحسب بل على مستوى منطقة الخليج عامة، مضيفة أن للتدرج في إجراءات الأزمة الدستورية الأولى عام 1964م البعد نفسة الذي أضاف كثيرا للمشاركة السياسية ورسخ معنى الديمقراطية، إذ كان دور الحاكم فعالا في إبراز أهمية التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويعد الحاكم سابقا لعصرة في احترامه وقبوله لكل ما فيه إضافة لنجاح العملية الديمقراطية.
أما من ناحية التطور الاقتصادي فقالت د. الحبشي " كان التطور في المجال الاقتصادي كبيرا، إذ كانت هناك ثورة اقتصادية نقلت الكويت من مرحلة إلى مرحلة تاريخية مميزة من حيث النفط وقطاعاته والاتفاقيات والدور الوطني الذي أملاه ضمير الحاكم في الحفاظ على مقدرات الشعب، وصون أمواله، وأيضا كان البناء شاملا للمستويات جمعيها من بناء مصانع، وتشغيل بنوك، وأسواق، واستثمارات خارجية".
وفيما يتعلق بالتطور الاجتماعي بينت الحبشي انه كانت هناك نهضة تعليمية بحق، وذلك من منطلق الإيمان بدور التعليم في نهضة الكويت، وهذا واضح من استقدام الخبراء لوضع أسس وآلية واضحة للتعليم، وبناء مدارس ومعاهد وكليات صناعية ومدارس خاصة تقدم خدماتها لكل من المواطنين والوافدين على حد سواء، وأيضا استقدام المدرسين، وإرسال البعثات، كما خصصت لمواطنين نتيجة للزيادة السكانية مساكن وأراضي، وتحققت الاستفادة من التثمين كثيرا، وهذا يعد مكسبا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على حد سواء".

سيادة الكويت
وتطرقت د. الحبشي إلى الموقف من أزمة عام 1961م بين الكويت والعراق، وأشارت أنه لا يمكن الحديث عن التغيرات السياسية دون الحديث عن تلك الأزمة، ومرحلة استقلال الكويت في عام 1961م، وكيف أدار الحاكم الأزمة – آنذاك، وهو الشيخ عبد الله السالم من خلال تفعيل الأدوات الديبلوماسية، وإرسال الوفود، والتأكيد على سيادة الكويت وحقوقها الكاملة المصونة، وأنها ستحافظ على بقائها. أما عن موقف الكويت من التحالفات الإقليمية، والمقصود بها حلف بغداد عام 1955م، والاتحاد الهاشمي عام 1958م، فأوضحت د. الحبشي بأن الموقف الثابت يتلخص في أن عدم الاندفاع إلى الدخول في أي من الحلفين السابقين ما هو إلا دليل على حنكة وبعد نظر تحسب للشيخ عبدلله السالم، أما بالنسبة لدعم الكويت لشقيقاتها في قضايا عدة فذلك من منطلق إيمانها بالعروبة وبالقضايا العربية. وأكدت د. الحبشي أن الكويت من خلال جميع موافقها الداعمة كانت تعطي صورة مشرفة وواضحة عن رؤية عربية قوية، ووحدة المصير.

حقبة مهمة
من جهتها، أشادت مدير عام مكتبة الكويت الوطنية بالإنابة الشيخة رشا نايف الصباح بالمحاضرة الدكتورة نور الحبشي وما قدمته من معلومات ثرية عن حقبة مهمة جدا في تاريخ الكويت الحديث وهي حقبة المغفور له الشيخ عبدالله السالم ، لافته أن تلك الفترة اشتملت على تغيرات جوهرية نقلت الكويت من حقبة إلى حقبة جديدة وبخاصة في وضع الدستور.
وأضافت "نفتخر بالأعمال التي أنجزها الشيخ عبد الله السالم في هذه الحقبة وكانت كبيرة"، لاسيما أن د.الحبشي ذكرت موضوع عروبة دولة الكويت، وكان لواء العروبة حينها بيد الشيخ عبد الله السالم من خلال انفتاحه على العالم العربي".
ووصفت المحاضرة بالمشوقة، متمنية التعاون مع الدكتورة نور الحبشي في المستقبل لعقد لقاءات تنويرية لطلبة الكويت، لبيان دورالكويت التاريخي في قضايا القومية العربية".


إبراهيم الظفيري ونور الحبشي (تصوير: بسام ابو شنب)
آخر الأخبار