

نوف السلطان لـ"السياسة": الجمهور ما عاد يتقبل كثافة التراجيديا
تواكب الطلب على الكوميديا بمسلسلي "ورثة بن عاقول" و"عايلة أكرم عز الدين"
مفرح حجاب
كشفت الفنانة نوف السلطان، ان عدم حصولها على مساحات كبيرة في الدراما التلفزيونية أو أدوار رئيسية، يعود إلى أمور عدة تعمل على تغييرها حالياً، وقالت نوف، في حديثها إلى "السياسة"، ان تقصير شعرها واستخدام الباروكة والإطلالة بـ "ستايلات" مختلفة ساهمت في ابعادها عن تجسيد الأدوار المهمة، وهذا فعلا لا يتناسب معها كونها في النهاية ممثلة وفنانة، مشيرة إلى انها تركت شعرها ينمو في الفترة الأخيرة، والعمل بشكل جيد لتوظيف كل قدراتها في العمل الفني.
واعتبرت السلطان، ان تجسيدها "كراكترات" غريبة ومثيرة بعض الشيء يعود الى انها تبحث عن "الكراكتر" الصعب، وأضافت: دخلت الفن من أجل أن أتحدى نفسي في أداء الشخصيات و"الكراكترات" التي أحبها، وأضع نفسي في اختبارات درامية، مشيرة إلى انها تفكر جديا في تقديم "كراكتر" فيه "أكشن" بعدما قدمت الكثير من الشخصيات الدرامية المختلفة.
وأكدت السلطان، انها تنصت تماما لآراء الجمهور وتعرف جيدا ماذا يريد أبناء هذا الجيل، وتختار الشخصيات بناء على ذلك، بدليل أنها موجودة في الساحة الفنية تقدم في كل عام مجموعة من الأعمال الدرامية تعزز فكرة وجود قناعة كبيرة بالأعمال التي تقدمها، لافتة إلى أن المطلوب من أي فنان حاليا مواكبة الأحداث وتوظيف ما يجري من حوله لتقديم دراما من شأنها أن تجد تفاعلا من الجمهور، فلا يمكن تقديم أعمال فنية لمجرد ان الساحة الفنية تكون نشطة فحسب وانما هناك مسؤولية على كل الفنانين والكتاب والمثقفين وكل من يقدم أي منتج فني له علاقة بالناس.
وقالت نوف: ان الجيل الجديد بشكل عام لاسيما الدارسين أكاديميا في المعهد العالي للفنون المسرحية، يعملون وفق منهج وآلية توافق كل ما قاموا بدراسته، فلا يمكن التنازل عن تقديم عمل فني يحترم عقل المشاهد ويحمل جودة معينة ويكون له جمهور، موضحة ان الأعمال الفنية لن يكون لها قيمة بدون أن يشاهدها الناس.
وأضافت: تقديم دراما تواكب أفكار الجمهور والأحداث الإجتماعية، التي تجري من حولنا لا يعني تقديم أعمال سطحية وانما الأمر يحتاج عملية توازن من أجل ان يكون هناك نوع من الجاذبية وقبول الأعمال الفنية، مشيرة الى ان هناك حالة من الوعي الكبير لدى الجيل الجديد من المبدعين والفنانين بدليل هذه الجماهيرية الكبيرة التي تحظى بها أعمالهم.
وفيما يتعلق بعودتها الى الدراما الكوميدية في أكثر من عمل هذا الموسم، قالت السلطان: علينا الاعتراف بأن هناك اقبال كبير على الكوميديا سواء في الدراما التلفزيونية أو المسرح وأن الجمهور وصل الى مرحلة لم يعد يتحمل معها هذا الكم الكبير من التراجيديا، فالناس تبحث عن الابتسامة والضحكة في ظل الكثير من مواد الترفيه الموجودة في المنصات والمواقع وحتى في التطبيقات وبرامج الهواتف النقالة، وهذا خلق حالة جديدة لم نتعود عليها وهي ضرورة أن يكون هناك كم من الأعمال الكوميدية، التي تحمل جودة كبيرة في ظل هذا الكم من وسائل الترفيه ومقاطع "الريلز" وغيرها، مؤكدة انها حاولت التنويع في الأعمال الكوميدية سواء في "ورثة بن عاقول، أو عايلة أكرم عز الدين".
وكشفت نوف، ان الفرق بين المسلسلين هو ان "عايلة اكرم عز الدين" تذهب إلى "السيت كوم" بينما "ورثة بن عاقول"، كوميديا تقليدية، وهي تجسد في الأول شخصية "شقيقة أكرم"، المضطربة والمتوترة والخائفة على اخواتها في مقابل شخصية "أكرم" المنظم جدا والنظامي في حياته، والذي يريد ان يطبق العادات والتقاليد ولا يحبذ الخروج عنها. وأضافت نوف: ما جعلني أوافق على العودة الى "السيت كوم" مجددا، التجربة الأخيرة مع خالد المظفر في مسلسل "زواج إلا ربع"، والتي حققت نجاحا كبيرا، متمنية أن يعرض "عايلة اكرم عز الدين"، للجمهور بشكل متميز ويحصد نجاحا يليق بالجهد الذي بذله كل المشاركين فيه.

