حوارات
يميل بعض الأفراد بشكل شبه فطري الى جذب وجلب الأشخاص السَّيِّئين الى حياتهم، ورغم سعي البعض للتخلّص من هذه النزعة النفسية والسلوكية السلبية، لكنهم يستمرون يعانون من هذا الأمر، مع اعتقادهم التام أنهم أناس أسوياء أخلاقيًّا ونفسيًّا، لكنهم ينظرون الى أنفسهم وكأنهم محاطون بدائرة مغناطيسيّة تشدّ إليهم أسوأ السَّيِّئين من الخَلْق.
ومن بعض أسباب جذب البعض للنفر السيئ الى حياتهم، نذكر ما يلي:
-قابلية التأثّر السريع بالآخرين، اذ توجد وفقًا لعلم النفس قابليّة واستعداد نفسيّ ذاتيّ للوقوع ضحية لاستغلال، وتلاعب والتأثير السلبي من الأشرار.
ويصاب بهذه الحالة أولئك الأفراد الذين يقلّ تقديرهم لذاتهم، أو يعانون من ضعف ثقة بالنفس، أو من لا يزالون يعانون من الحرمان العاطفي بعد مرحلة الطفولة.
- التَّهَاوُن في حماية الخصوصية والدفاع عن الحرية الشخصية: يتطفّل ويتغلغل الأشخاص السَّيِّئُون الى حياتنا عندما نتهاون ونتقاعس في حماية حدود خصوصيتنا، وحريتنا الشخصية عن طريق إظهار أنفسنا للآخرين وكأننا لا نكترث بهذه الأمور، إما عن طريق كوننا متسامحين للغاية، أو طيبّي القلب بإفراط.
وستُغري ثغرات الضعف في شخصياتنا السَّيِّئين لحشر أنوفهم في حياتنا، بسبب اعتقادهم أننا ربما لن نمنعهم من فعل ذلك. - اضطراب البوصلات النفسيّة، والفكريّة، والأخلاقيّة: عندما يدخل الوهن في النفس الإنسانية يؤدي ذلك الى اضطراب بوصلاتها المعنويَّة، والحياتية بعامة، ما يجعل المرء مُعَرَّضًا للاستغلال والتلاعب.
فمن لا يعرف ما هي قِيَمُه ومبادئه الأخلاقية، وما هي أفكاره واعتقاداته الحقيقية يسهل على الآخرين التأثير عليه، بهدف تحقيق مصالحهم على حسابه.
-الشوق المفرط للانْتِساب الى جماعة: يتولّد عند البعض شعور خاطِئ أنهم لا يستطيعون عيش حياتهم بشكل طبيعي، ما لم ينتسبوا، أو ينتموا بشكل كامل لهذه أو لتلك الجماعة، وهو نزوع نفسي مبالغ فيه، ربما يرجع سببه الأساسي الى مرحلة الطفولة.
فمن حُرِم من الحنان والعاطفة الأموميّة، لأي سبب من الأسباب، ولا زال يؤثِّر عليه، هذا الحرمان، بعد بلوغه سن الرشد، لا بدّ أن يبحث عن بديل، ولو كان على حساب استقلاليته، أو كرامته الإنسانية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي