كتب ـ فالح العنزي:الجلوس مع الفنانة الإماراتية هدى الخطيب، يعني الاطلاع على تجربة فنية ومشوار ثري تجاوز 30 عاما، تركت خلاله عشرات البصمات والأعمال الخالدة في ذاكرة المشاهد الخليجي، ممثلة احترمت فنها ومجتمعها وظلت محافظة على إرث العادات والتقاليد والأعراف التي عاشتها في بيئة غرسها طيب، الخطيب تتواجد حاليا في الكويت للمشاركة في بطولة أكثر من عمل درامي تلفزيوني. تقول الخطيب في تصريحات إلى "السياسة": عدنا والعود بإذن الله سيكون حميدا من خلال مسلسل "نوح العيون"، الذي يشهد عودة عائلة المنصور للإنتاج التلفزيوني، تم التحضير للمسلسل منذ أشهر طويلة وانتهت كافة الترتيبات المتعلقة بالأزياء والأكسسوارات والبيوت القديمة بينما يستمر فريق العمل في بروفات القراءة يوميا، حتى بدء التصوير في 25 الجاري.وأضافت: "نوح العيون" تأليف جمال صقر وإخراج مصطفى رشيد، قصة إنسانية تنتمي إلى ماضينا الجميل بما يحمله من حنين وفروق اجتماعية وصراع الخير والشر والعلاقات الإنسانية، النص مكتوب بعمق والسيناريو والحوار يخدم المشاهد بشكل جيد، نراهن على هذا العمل مثلما نراهن على الجهد الجبار، الذي يبذله الفريق في التحضير لكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، لسنا في مجال منافسة الآخرين بقدر ما نبحث عن تقديم عمل ذي قيمة فنية وأدبية ومجتمعية.عن مشاركتها في مسلسل "يا زينة عيوني"، للمنتج جاسم المنيع، أكدت الخطيب، أن العلاقة الأخوية التي تربطهما ليست وليدة هذا العمل، وقالت: معرفتنا تعود لسنوات، وبحكم معرفتي وقربي منه أجزم بأن الموضوع يتجاوز كونه مجرد عمل، سبق لي أن شاركت في أعمال من إنتاجه تكبد فيها الكثير من الأموال فقط من أجل ايصال رسالته الإنسانية تجاه فئة ذوي الاعاقة، وعندما تم ترشيحي لهذا المسلسل لم أتردد لحظة، لادراكي الرغبة الحقيقية والنية الصادقة في تقديم عمل إنساني أسري هو الأول من نوعه في الدراما الخليجية الكويتية، تتمحور فكرته الرئيسية في تسليط الضوء على هذه الفئة التي تعيش معنا وتشكل جزءا من حياتنا.من جهة ثانية أبدت الفنانة المخضرمة امتعاضها من الانفتاح المطلق لبعض المنصات التلفزيونية، التي بدأت تستقطب نحوها صغار المنتجين وشرعت أمامهم الأبواب لصناعة ممثلين ونجوم من ورق وشمع، وقالت: للأسف لا يمكنني وصف هذه المنصات بأنها سلاح ذو حدين، لان الجانب الأسوأ فيها هو الطاغي، بخلاف ما تقدمه بعضها من إباحية فجة تهدم الخلق والدين، اليوم هي منحت بعض الممثلين مساحة ظاهرها حسن وباطنها قبيح، عندما يقدم عمل تلفزيوني لكاتب شاب يريد التعريف عن نفسه بشكل سيئ بذريعة انتمائه لهذا الجيل، المتابع لسلسلة الأعمال التي تعرض حاليا على المنصات، يجد السواد الأعظم منها يتجه نحو التسويق لأفكار شاذة ومفردات في غير محلها سقطت منها أخلاقيات القيم التربوية وخصوصية الأسرة الخليجية، ولم تراع هذه الجهات العارضة الخروج عن جادة الصواب وسمحت كعادتها بالترويج للحريات المغلوطة والعلاقة المشوهة بين أفراد الأسرة الواحدة، وهنا لا ألوم القائمين على بعض المنصات كونها معروفة بالترويج للأفكار السامة والهدامة، للأسف اليوم "ضاعت الطاسة" وأصبح بعض المؤلفين الشباب ممن يفتقدون الخبرة والنضوج والفكر لا يراعون فرق الخبرة والتجربة ويفرضون شروطا تفتقر للكياسة والذوق والتقدير، هل يعقل أن كاتبا معروفا وفي مسيرته عشرات الأعمال يتقاضى أجرا لا يمثل ربع ما يتقاضاه هذا الكاتب الشاب الذي روج لاعمال متواضعة سيئة في منصة عرض أسوأ، للأسف أخشى على هذا الجيل من الغرس الآثم للمفاهيم والأفكار الهدامة.وتابعت الخطيب: لطالما ناشدت بدعم الموهبين في مختلف المجالات والقطاعات المرتبطة بالتمثيل، يوجد جيل صاعد لديه الشغف والموهبة والابداع، هؤلاءعلينا مسؤولية تبني أفكارهم ودعم رغباتهم وتوجيههم نحو الطريق السليم، لذا دائما أطالب المنتجين المعروفين والقدامى بضرورة عودة الانتاج وتحريك عجلة الدراما بأعمال مستحقة وعدم ترك الساحة أمام البعض السيئ، حتى تتحول المسألة إلى ظاهرة نلوم عليها أنفسنا.وأوضحت الخطيب: نحن ننتمي إلى جيل من الكبار، لكنا نواكب متطلبات الجيل الحالي والمعاصر، لم تتأثر عاداتنا وتقاليدنا والأعراف التي نشأنا عليها، لاننا جئنا من بيئات محافظة ونظيفة غرست فينا مبادئ القيم والدين والأخلاق، وبالتالي نرفض الأفكار الدخيلة والشاذة بحجة المواكبة. وشددت على الجهات المعنية مثل وزارة الإعلام ونقابة الفنانين عدم التساهل ومعاقبة كل من يتنازل عن القيمة الأخلاقية بحجة ان العمل يعرض في محطة غير كويتية، بل يجب اصدار قرار بمعاقبة وإيقاف كل ممثل أو ممثلة يشارك بعمل فني يسيء لمجتمعه، لا يجوز أن نسمح لكاتب غير كويتي بتشويه صورة المجتمع بحجة أن العمل "مو كويتي"، كيف ندعي ذلك وفريق العمل جميعهم ينتمون إلى الكويت؟!.

هدى في مسلسل "دفعة بيروت"