د. حمود الحطابشيء ما في داخلي دفعني للصلاة في مسجد البحر في سوق المباركية الجمعة الفائتة؛ ونتيجة للزحمة الشديدة جدا في المسجد كان الناس في طابور يتجهون لمدخل ضيق في بناء المسجد يأخذهم الى سرداب ذي انحدار شديد به سلالم عدة مهملة؛ واذا بها قاعة واسعة تتسع لنحو اربعمئة مصل وزيادة. ويا للهول فلقد رأيت وسط كتمة الانفاس في هذا القبو المزخرف بالاخشاب الجميلة رأيت مالا تحمد عقباه في بيت من أجمل بيوت الله؛ فالسرداب بدا لي وكأنه صالة ومسكن للعزاب؛ فهناك فرش للنوم سليب باق وبطانيات وسرير وكراكيب لاحصر لها منها أكثر من عشرين مروحة كرسي واقفة وتعجبت اكثر من وجود دراجة سباق هوائية مستعملة بداخل قاعة الصلاة مركونة على الحائط وقد تجمعت الكراكيب ايضا في محراب المسجد الذي بدى مهجورا الا من سكن عزاب فعلي؛ جعلني اشك هل يمكن أن يكون أحد فكر في تأجير قاعة السرداب للعزاب من العمال الذي يشتغلون في هذه الاسواق المجاورة للمسجد؟ والله لا استبعد شيئا هذه الايام؛ فكل شيء قد بدا متوقعا؛ وهذا تصوري لما رأيت في المسجد الجميل وقد غزاه ماغزاه من اهمال وزارة الاوقاف لسنين مرت.وقد كنت كتبت قبل بضع سنوات مقالا عن الاهمال في صيانة المسجد ومن ذلك ان حمامات المسجد تقع في مدخل المصلين الى القاعة الرئيسة؛ وتنبعث من الحمامات روائح كريهة جدا تملأ المكان الذي هو بيت الله؛ وقد ردت على مقالتي في حينها وزارة الاوقاف في "السياسة"؛ وقالوا إن مناقصة توقع لترميم هذا المسجد وتجديده وما رأيت بالامس من وعد غير مواعيد عرقوب؛ فلا صيانة ولا ازالة لموقع الحمامات كما وعدوا. قبة المسجد الذهبية الجميلة تعاني من الخارج والداخل من الاهمال كما تعاني الايات القرآنية على الحوائط من الاتساخ الذي علاها بسبب الاهمال في الصيانة كما رأيت من قبل. معالي الوزير هذا بيت من بيوت الله يتمتع بموقع سياحي خليجي على الاقل، حيث مقصد الخليجيين اسواق المباركية وهم يصلون في هذا المسجد الذي يحرج الكويت ايما احراج؛ سيقول الناس ولا شك: أهذه هي الكويت ؟ أهكذا مساجدها؟معالي الوزير هذا ثالث مسجد مهم يتعرض للاهمال كنت كتبت عنه الايام الماضية،معقولة يا وزير الاوقاف ما رأيته من كراكيب وسلالم وبطانيات و"سليب باقات" واسرة ودراجة هوائية ومراوح مهملة، وغيرها كثير جدا قد صورته لك في "تويتر" قبل يومين شوفه من فضلك؛ معقولة هذا برضا وزارة الاوقاف واشرافها؟ ومازال الشك عندي في الذي قلته قويا.كاتب كويتي
[email protected]