أحمد الدواسهرب وافد يمني من السجن في الكويت، واستغل هطول الأمطار عام 2015 ، وقصّ الحاجز الحديدي بالقرب من منطقة السالمي ودخل الأراضي السعودية سيراً على قدميه، لكن دورية أمن سعودية رصدته فألقت القبض عليه وسلمته للكويت، ماحدث يدعونا للتساؤل عما إذا كان هناك تراخ في عمل حرس الحدود لمجرد هطول المطر؟لقد شيدت ثلث دول العالم، أي 65 دولة من بين نحو 200 دولة، أسواراً عازلة بينها وبين الدولة المجاورة، فالسعودية أقامت سوراً أمنياً على حدودها مع العراق بطول 900 كيلومتر. كذلك فعلت الهند على حدودها مع باكستان وبنغلاديش، وهناك سور أقامته أميركا على حدودها مع المكسيك، وجعلت كل موظف على الحدود يراقب 1700 قدما من الأرض، وهناك كاميرات مراقبة، وطائرات من دون طيار، وطائرات هليوكبتر، فاكتشفت نحو 150 نفقاً تحت السور لتهريب المكسيكيين الى أميركا.وأقامت إسرائيل جداراً بينها وبين مصر، بعد ان تبين لها ان عناصر "حماس" يدخلون سيناء ومن هناك يتوغلون داخل إسرائيل، للقيام بأعمال مسلحة أو لتهريب لاجئين أفارقة ومخدرات، إلى جانب انضمام بعض قبائل سيناء الى تنظيم "داعش" الإرهابي.كما بنت مصر جداراً عازلاً على الحدود مع ليبيا، كذلك أقام المغرب سوراً رملياً بينه وبين الصحراء الغربية، وأحاط السور بالألغام لوقف توغل مقاتلي البوليساريو الى الأراضي المغربية، وبنت كينيا حائطاً على حدودها مع الصومال لصد خطر عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، وشيدت تركيا جداراً على حدودها مع سورية، وبنت الجزائر والمغرب الأسوار الصلبة على حدودهما، وشيدت لتوانيا سوراً على حدودها مع روسيا، وتستخدم إيران الطائرات من دون طيارلمراقبة البحرية الأميركية في الخليج، ولمراقبة الحدود بينها وبين الدول المجاورة، ولاصطياد الإرهابيين على الحدود ولرصد الحرائق ومنتهكي قوانين الصيد. في 16 يناير الجاري تبين ضعف الرقابة الأمنية في البلاد، فقد رأى مواطنون زورقا يرسو على الساحل الكويتي في ميناء عبدالله وعلى متنه عشرة إيرانيين فأبلغوا الشرطة التي قبضت عليهم وبحوزتهم مخدرات، والسؤال الآن: كم شخصا دخل البلاد خلسة؟ يا وزارة الداخلية افرضي إجراءات الأمن بقوة، بنصب كاميرات مراقبة على مدار الساعة في نواصي المناطق وسواحل البلاد، وتكون مرتبطة الكترونياً بمخفر المنطقة بحيث تراقب الشرطة من يمر بالمنطقة أو الساحل عبر شاشة كمبيوتر، ويكون العمل بنظام المناوبات ليلاً ونهاراً، وهي فرصة لتوظيف الشباب الكويتي. لنفرض ان أجهزة المراقبة المذكورة يتولاها كويتيون على أربع فترات طوال اليوم، وإذا مرت فترة زمنية وسئموا من تلك المراقبة الإلكترونية بإمكان وزارة الداخلية ان توفر لهم دورات تدريبية على شؤون الأمن، فيتنقلون دوريا من المراقبة الى موانئ الكويت، أو الى الحدود، وهكذا تستطيع الدولة توفير الأمن والحراسة للناس، وفي الوقت نفسه تقلص نسبة البطالة بين الشباب. لقد شاهدت برنامجا تلفزيونيا انكليزيا، حيث كانت الكاميرا مثبتة على عمود في ناصية الشارع، وكان الشرطي في المخفر يصوب الكاميرا على المشتبه فيه ليراه عن قرب، وهنا يضع "ماوس الكمبيوتر"على وجه هذا الشخص فتخرج البيانات على الشاشة، مع اسمه وبياناته.هذه الفكرة نافعة لمنع الجريمة قبل وقوعها، فلو كانت الداخلية قد عززت قوتها الأمنية، أو نصبت كاميرات المراقبة على الساحل، أو في عرض البحر لكشفت زورق الإيرانيين مثلا، أو أي أشخاص يثيرون الريبة، ليلا ونهارا، ما يسمح للمخفر أن يحرك أفراده، لحماية الناس والمنشآت النفطية والأماكن ذات الأهمية القصوى.سفير كويتي سابق
[email protected]