حمد سالم المري @al_sahafi1من النعم التي أنعم الله بها على بلادنا العزيزة عمق العلاقة الاسرية بين الأسرة الحاكمة والشعب الكويتي، والتي تجذرت منذ قدوم العتوب إلى الكوت، وإنشاء إمارة الكويت تحت حكم صباح الأول رحمه الله.الكثير من شعوب العالم يغبطنا على هذه العلاقة التي تشاهد دائما في المناسبات الاجتماعية، فحكام الكويت السابقون دأبوا على زيارة دواوين أهل الكويت، والالتقاء بهم، ومشاركتهم افراحهم واحزانهم، والاستماع إلى آرائهم وشكاواهم، وقد سار على هذا النهج حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، الذي جعل المواطن الكويتي وسلامته من أولياته إثر تفشي وباء "كورونا" المستجد، فأمر الحكومة بتقديم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أبنائه المواطنين وضيوفه الوافدين.ففي الوقت الذي تخلت فيه الكثير من حكومات وحكام دول العالم عن شعوبهم من أجل المصالح الاقتصادية والمالية، ومنهم من قال:" ستفقدون المزيد من أحبائكم"، وآخر قال:" الحقيقة أن قسما كبيرا من المواطنين سيصابون بفيروس"كورونا"، هذا ما ينبئنا به الخبراء"، ومنهم من هدد مخترقي الحظر بقوله:" بدلا من التسبب في مشكلات، سوف أدفنك".
إلا أننا في الكويت اطل علينا حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله، بخطاب أبوي يؤكد مدى قلقه على الشعب الكويتي، وأنه في قلبه قبل أن يكون في عقل حكومته، فقال:" قلقكم يتعبني ويؤلمني، فكيف يهدأ لي بال إذا كنتم قلقين". ثم ترأس مجلس الوزراء بنفسه رغم خوف الوزراء على صحته، لأن الشعب الكويتي شاغلا قلبه وتفكيره، ويريد أن يطمئن بنفسه على سير الأمور التي أمر بها من أجل الحفاظ على الكويت وشعبها والمقيمين فيها من هذا الوباء.ولم يكتف بذلك، بل أمر الحكومة بالإسراع في إجلاء أبنائه المواطنين العالقين في دول العالم، ممن كان مسافرا، إما للعلاج، أو السياحة، أو التجارة، أو الدراسة، أو العمل، أو كان مقيما في الخارج، ويرغب في العودة للبلاد في أسرع وقت، حتى يصوم هؤلاء رمضان بين أهليهم وأحبائهم، وقال في خطابه السامي للشعب الكويتي" لقد حرصت على توجيه كلمتي إليكم اليوم لأشارك أهالي وذوي مواطنينا في الخارج الفرحة والسرور مع عودة أبنائهم إلى أحضان الوطن، فقد كنا طوال الفترة الماضية، ومنذ بداية الأزمة، نعيش قلقا، ولم يهدأ لنا بال، ونحن نتابع أوضاعهم واتفقت مع أخي سمو رئيس مجلس الوزراء على التسريع في عودة إخواننا وأبنائنا المتواجدين خارج البلاد، وحرصت كل الحرص على أن تكون عودتهم قبيل حلول شهر رمضان المبارك". فمنذ بداية انتشار فيروس"كورونا" في البلاد والحكومة الكويتية، وبأمر من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وهي مستنفرة بكامل طاقتها للحفاظ على سلامة كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، فجهزت المحاجر الصحية التي تعتبر منتجعات سياحية في نظر الكثير من شعوب العالم، لما فيها من توفير لسبل الراحلة والرفاهية، كما جهزت مراكز الإيواء للمقيمين المخالفين للإقامة ممن يريدون أن يغادروا البلاد، من دون أن تحملهم تكاليف الإيواء من مأكل ومشرب وعلاج، بل واعفتهم من الغرامات المالية المترتبة على مخالفتهم لقانون الإقامة، وأكدت على تحمل تكاليف سفرهم لبلدانهم، إذا وافقت حكومات بلدانهم على استقبالهم.فنحمد الله تعالى أننا من أبناء هذه البلاد الطيبة، وأن رزقنا بأسرة حاكمة قلب أميرها مفتوح لأبنائه المواطنين، همه سلامتهم، وتحقيق الأمن والأمان والرفاهية لهم.فعلا تستحق يا حضرة صاحب السمو لقب قائد العمل الإنساني كأول شخصية عالمية يطلق عليها هذا اللقب بجدارة.