تمنوا عبر "السياسة" إعادة النظر بالقرارات الجديدة والنظر إلى خبرتهم الطويلةوافدون يبوحون: عشنا أجمل أيام العمر في الكويت والمغادرة صعبةشكَّل قرار منع تجديد الإقامة لمن بلغوا سن الـ60 عاماً - والذي دخل حيز التنفيذ من مطلع العام الجاري- صدمة نفسية لمن قضوا في البلاد عقودا يسترزقون. وأمضوا مع عائلاتهم أجمل أيام العمر.في المقابل، نظرت الحكومة إلى القرار باعتباره جزءاً من خطة تعديل التركيبة السكانية وضبط سوق العمل وتخفيف العبء على الخدمات والمرافق الصحية في البلاد."السياسة" فتحت الملف من كل جوانبه وأجرت لقاءات مع مختلف المعنيين. كما استطلع آراء قانونيين وناشطين ووافدين على بند "المغادرة".وفيما عبر وافدون عن حزنهم لقرار المغادرة "القسرية"، رأى قانيون أن القرار سليم ويعتبر من حقوق الدولة السيادية، إلا أنهم توقفوا عند شق دستوري يتعلق بحق صاحب العمل (الكفيل) بالاحتفاظ والتمسك بعامل لديه، لا سيما وان فئة كبيرة ممن بلغوا الستين هم من أصحاب الخبرة وبعضهم يشغل مناصب حساسة وعالية في مؤسساتهم، إضافة لكون عدد منهم من يديون مؤسسات ومؤتمنين على ملفات وأموال.وفي شق عاطفي، التقت "السياسة" وافدين لا يعرفون غير الكويت حيث ولدوا فيها وكذلك ولد أبناؤهم فيها.تحقيق ـ ناجح بلال:تمنى عدد من الوافدين ممن بلغوا سن الـ 60 إعادة النظر في القرارات التي صدرت بمنع تجديد الاقامة لمن بلغوا السن القانونية ولا يحملون شهادات علمية، مشيرين إلى أنهم عاشوا في الكويت منذ سنوات طويلة واعتبروها وطنهم الثاني وقالوا في تحقيق خاص لـ "السياسة" ان لديهم القدرة على العمل والعطاء، خاصة وأن القطاع الخاص لايمنح أي عامل الفرصة للاستمرار في عمله مالم يتمتع بالكفاءة والقدرة الكافية على العمل. واليكم التفاصيل بداية، يقول أحد باعة الفاكهة في سوق المباركية أبو فيصل البالغ من العمر 70 سنة انه يعمل في الكويت منذ أن كان عمره 14 سنة، لافتا الى أنه يتمتع بالحيوية والنشاط.وتمنى أن يعاد النظر في القرارات المعنية بعدم تجديد الإقامات لمن بلغوا سن الـ 60 سنة.ويرى ناصر عبد الرحمن مسؤول محل لبيع الاجهزة الكهربائية أنه يعتبر الكويت وطنه الثاني حيث وجد فيها الراحة والأمان، مشيرا إلى أنه لايملك مؤهلا جامعيا ووصل عمره فوق ال60 وبهذا لن يتمكن من تجديد إقامته في أغسطس المقبل.وأشار أبو جاسم (يبيع الخضراوات والفاكهة في سوق المباركية عمره تعدى ال70 سنة) إلى أن الدولة من حقها تقرر ماتراه مناسبا لها حيث أن العامل الوافد ليس من حقه أن يبدي رأيه في قرارات الدولة التي يعمل بها، مبينا أنه يعمل في الكويت منذ العام 1976وقضى زهرة شبابه في الكويت ويشعر بالقلق من عدم تجديد الاقامة لأنه يعشق الكويت. ويقول مسؤول محل لبيع التمور في سوق المباركية حسان الزيدي وقد شارف عمره على الـ 60 سنة بأنه على ثقة ويقين بأن القرارات الأخيرة الصادرة من القوى العاملة المعنية بعدم تجديد الاقامات لمن وصلوا السن المانع للتجديد سوف تتعدل، لافتا الى ان معظم زبائنه من الكويتيين ويأتون لشراء التمر منه من مختلف محافظات الكويت.وأفاد أنه في حال عدم تجديد إقامته سيذهب لموطنه في حالة يأس لأنه يعشق الكويت التي قضى فيها 60 % من عمره.ويقول بائع الملابس في سوق المباركية ماهر توحيد بأنه يعيش في الكويت منذ 30سنة وفكر مرارا في النزول النهائي لموطنه ولكنه في أعماقه يرفض ذلك حيث أن قلبه متعلق بالكويت ليس من أجل المال فقط ولكن أيضا لكون الكويت دولة الإنسانية.ربكة بسبب ذهاب الخبرةويذكر الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص صالح عبدالحميد البالغ من العمر 64 سنة أنه يتولى رئاسة قسم المحاسبة في الشركة التي يعمل بها منذ سنوات، لافتا الى أنه بخبرته تعلم أصول المحاسبة وليس بشهادة جامعية ولهذا فهو يعلم كافة التفاصيل المالية والأصول المتعلقة بالشركة، لافتا الى أن صاحب الشركة بين له أن نزوله النهائي لموطنه سيسبب ربكة في قطاع المحاسبة .وذكر أن أولاده لايشعرون بالراحة إلا في الكويت حتى إذا سافروا إلى موطنهم يحنون للعودة سريعا خاصة وأنهم ولدوا ولازالوا يتعلمون في الكويت.ويقول محمد العمدة صاحب مقهى وبالغ من العمر 61 سنة انه سيخسر الكثير بموجب القرارات التي تمنع تجديد الإقامة لمن بلغوا سن ال60 لعدم حصولهم على مؤهل جامعي حيث أن المقهى بعشرة آلاف دينار وجدده بما لا يقل عن مبلغ الشراء، فضلا عن أن أزمة كورونا أصابت قطاع المقاهي في الكويت في مقتل، موضحا بأنه لوعرض المقهى للبيع لن يشتريه أحد في ظل حالة الركود الحادة التي تشهدها المقاهي منذ بداية مارس من العام الماضي.ولفت الى أنه اقترض من إحدى الشركات المالية ما لا يقل عن 15 الف دينار من أجل شراء وتوضيب المقهى، ولهذا سيضطر لبيع قطعة أرض اشتراها في موطنه من أجل تسديد القرض حتى لا يتعرض للسجن، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن تعطى فترة مهلة لمدة لاتقل عن عامين قبل تطبيق هذا القرار حتى يستطيع الوافد أن يرتب أوضاعه ويسدد ماعليه من ديون.الكويت الأفضلوبين أبو أحمد بائع في سوق المباركية أن الكويت من أفضل دول العالم ولذا فهو يفضل الاستمرار بها، متمنيا تعديل القرارات الجديدة التي بموجبها عدم تجديد اقامات أعداد هائلة من ممن بلغوا سن ال60 سنة.وأعرب عبدالله الايراني عن أمله في التراجع عن القرارات المانعة لتجديد الاقامة لمن تخطوا سن ال60 سنة حيث أنه من الصعب أن يعمل في أي دولة غير الكويت حيث قضى معظم سنوات عمره في أرضها.

بائع خضار يتحدث للزميل ناجح بلال

صاحب محل: مغادرة الكويت صعبة