

ورحل ياسر
زين وشين
طلال السعيد
رحل ياسر الصبيح، رحمه الله رحمة واسعة، بالسكتة القلبية، فقد توقف قلبه الكبير الذي حمل حب الكويت واهلها حبا ليس له مثيل، رغم قسوة الظروف التي واجهته في حياته، والجحود الكبير الذي عومل به!
فهو صاحب القصة المشهورة التي تحدثت بها كل منتديات الكويت، ما بين آسف على طريقة التعامل مع هذا البطل، وبين شامت يهرف بما لا يعرف، حين منح الجنسية الكويتية، وما لبث ان سحبت منه من دون سبب وجيه!
كان جنديا مخلصا يعمل باستخبارات الجيش الكويتي قبل الغزو العراقي للكويت، حتى وصل إلى رتبة وكيل ضابط، وقد صان الامانة وشرف حمل شعار الجيش الكويتي، وشهد الغزو، ودافع عن بلده الكويت دفاع المستميت، وكل من زامله يشهد له بذلك.
اثناء الغزو تم إرساله متخفيا إلى العراق لمتابعة أسرى الكويت هناك، ومعرفة اخبارهم، بالإضافة إلى مهمات اخرى كلف بها، ليس من المصلحة الخوض فيها، وارسال المعلومات للقيادة الكويتية والأميركية في الوقت نفسه، ونجح البطل بالمهمة، واستطاع ان ينفذ إلى داخل المنظومة العسكرية العراقية، ووصل إلى الضباط الكويتيين المأسورين، وطمأنهم، وطمأن عنهم، ونفذ بقية مهمته على اكمل وجه، وشهد له بذلك كل من رآه هناك، من كبار الضباط!
الطامة الكبرى ان كل من رآه في العراق، وهو لايعرف سبب وجوده اتهمه بالتعاون مع الجيش العراقي المحتل، بينما اصحاب الشأن يعلمون علم اليقين انه كان ينفذ المهمة التي ارسل لتنفيذها.
وبعد ان تم دحض كل الاتهامات الموجهة اليه بالأدلة والبراهين، وبشهادات من الذين أرسلوه الى العراق، وشهادة من الاستخبارات الأميركية نفسها التي استعانت بالبطل ياسر في أكثر من مناسبة، منح الجنسية الكويتية تكريما لخدماته الجليلة لصالح الوطن.
لكن ما لبثوا ان سحبوا منه الجنسية في آخر يوم من رمضان ليقضي ليلة العيد هو وبناته في هم وغم!
رحمك الله ايها البطل واسكنك الجنة، وجزاك خير الجزاء عن كل ما قدمته للكويت التي أخلصت لها…آمين.