السبت 26 أبريل 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

وزير خارجية تونس: الكويت صوت الحقّ العربي... ومدرسة السياسة الرصينة

Time
السبت 29 يناير 2022
View
5
السياسة
* نعتز بعلاقات البلدين الضاربة في التاريخ وحرص قيادتيها على ترقيتها لمستويات أعلى
* بدأت حياتي الديبلوماسية في الكويت وتتلمذت في مدرسة الأمير الراحل صباح الأحمد
* مواقفنا متطابقة في ملفات عدة على رأسها الأمن والسلم الدوليان وقضايا المرأة


أعرب وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي عن التقدير والاعتزاز بعلاقات بلاده مع الكويت "الضاربة في التاريخ" مثمنا عاليا الدور الكويتي المحوري في المنطقة والعالم باعتبارها الصوت العربي الحق ومدرسة بالسياسة الرصينة ورأب الصدع وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وذلك في لقاء أجرته معه وكالة (كونا) أمس، بمناسبة زيارته المرتقبة إلى الكويت للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد الناصر.
وعبر الجرندي عن تقدير بلاده الخاص لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا ومواقفها المبدئية في خدمة القضايا العربية وأسبقيتها في تقديم النصح والعمل بدأب نحو الحلول السلمية والتوافقية في شتى الأزمات والقضايا العربية والإقليمية والدولية، لافتا إلى ما يربط بين البلدين من تعاون وثيق في شتى المجالات وحرص قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما على الارتقاء به إلى مستويات أعلى.
ولفت إلى أنه بدأ حياته الديبلوماسية في الكويت سفيرا لمدة تسع سنوات قائلا "تتلمذت خلالها في المدرسة الدبلوماسية الكويتية التي أرسى قواعدها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد ورأينا كيف أنه لم يكن يدافع فقط عن الكويت بل عن القضايا العربية كلها بكل صدق وكان مدرسة ديبلوماسية كبرى وكل الديبلوماسيين يعتبرونه من القامات الديبلوماسية العربية والدولية".
وأضاف أن سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ينهج نفس المنهج السياسي والسياسة التوافقية والرصانة وقول الحق وتقريب وجهات النظر ورأب الصدع حيال ما قد يطرأ على العلاقات العربية - العربية وكذلك حمل صوت الحق والصدق في مختلف القصايا المطروحة عربيا ومختلف القضايا في العالم.

تنسيق بمجلس الأمن
وحول أهم الملفات ذات الاهتمام المشترك أشار الجرندي إلى التنسيق الدائم والتشاور المستمر بينه وبين الشيخ احمد الناصر في كل المسائل الثنائية والإقليمية والعربية والدولية قائلا "لدينا من الثقة بيننا ما يجعلنا نتعامل بكل شفافية وأريحية ونتشاور باستمرار وخطوطنا مفتوحة دائما إزاء كل القضايا".
وعن عضوية الكويت وتونس غير الدائمة في مجلس الأمن لفت الجرندي الى "كانت هناك العديد من المشاورات حتى قبل أربعة أشهر من تسلمنا المقعد وقمنا بمشاورات دقيقة ومستمرة حول النقاط المطروحة على جدول أعمال المجلس وكانت المواقف متطابقة بيننا وحتى بالنسبة لجدول أعمال الأمم المتحدة ككل".
وأضاف أن تنسيق البلدين كان محكما جدا "وتسلمنا المشعل من الكويت ولمسنا التقدير الذي تحظى به الكويت لدى بقية أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين وكذلك المواقف التي عبرت عنها الكويت والوفد الكويتي في مجلس الأمن بنيويورك مما سهل لنا مهمتنا وواصلنا السير على نفس المنهج الكويتي".
وعن أبرز الملفات محل تنسيق البلدين بمجلس الأمن أفاد الجرندي بأنه تصدرتها القضية الفلسطينية "حيث موقفنا متطابق مع الموقف الكويتي في أنها القضية الجوهرية ويجب أن تحظى باهتمام مجلس الأمن وعملنا على عدم إخراجها من جدول أعمال مجلس الأمن وسط محاولات لإبعادها عن جدول أعماله إلى مسارات أخرى".
وتناول أيضا مجالات التنسيق الكويتي التونسي وأبرزها قضايا الأمن والسلم الدوليين وقضايا المرأة والطفولة وحل الأزمات ووقف الحروب موضحا "كانت مواقفنا متطابقة ونتقاسم نفس المبادئ إزاء صون الأمن والسلم الدوليين وكنا تقريبا بمثابة وفد واحد في المجلس لمدة أربع سنوات".

رأب الصدع الخليجي
وأضاف الجرندي: "استبشرنا خيرا حين رأينا التحرك الكويتي لرأب الصدع الخليجي حيث عبرت الكويت بهذه الأزمة بكل سلام وكان دورها حاضرا وفعالا ومضنيا وبذلت جهودا ومشاورات كبيرة حتى حققت أهدافها وعادت العلاقات الخليجية - الخليجية إلى وشائجها الأخوية المعهودة وبالنسبة كذلك للبنان نحن على ثقة بالمنهج والمسعى الكويتي حتى معالجة هذا الأمر".
وعن الاجتماع التشاوري في الكويت أفاد بأنه جاء بمبادرة من الكويت إذ يترأس المجلس الوزاري العربي الشيخ أحمد الناصر وما يميزه أن كل القضايا العربية ومستجدات الوضع في العالم العربي ستكون مطروحة فيه وسط حوار صريح وشفاف ما سيكون له الوقع الحسن والإيجابي وسيتناول أبرز القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية والوضع في سورية وليبيا والأمن القومي العربي والعلاقات العربية مع افريقيا واسيا والعالم ككل.
وأشار بهذا الشأن إلى "أهمية اللقاء التشاوري على طريق تعزيز التضامن العربي خصوصا أن هناك قمة عربية مرتقبة في الجزائر بهدف التوافق حول مجمل القضايا والتوصل الى الحلول التوافقية إزاء قضايانا وغيرها في محيطنا المباشر وغير المباشر" لافتا إلى أهمية القمة المرتقبة في السعودية بين العالمين العربي والإفريقي لتمتين العلاقات بين هذين الفضاءين المهمين.


مساعدات الكويت لتونس جسّدت أنبل معاني الأخوّة

أشار الوزير التونسي عثمان الجرندي إلى اللقاء الذي جمع سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد والرئيس التونسي قيس سعيد خلال تقديم واجب العزاء بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، حيث تم الإعراب بشدة عن الرغبة المشتركة بتعزيز هذه العلاقات المتينة والارتقاء بها إلى فضاءات أوسع، مضيفا أن العلاقات تجسدت في أنبل معانيها الأخوية في قرار سمو الأمير نواف الأحمد اقامة جسر جوي مستعجل لإمداد تونس بالعديد من المستلزمات الطبية بالأكسجين ومولدات الأوكسجين لمساندتها في مواجهة تفشي جائحة فيروس "كورونا".
وأشار الى انه كان لقرار سموه توفير أجهزة عالية الجودة لمساعدة تونس على مكافحة موجة الحرائق التي اجتاحت بعض المناطق الجبلية بالشمال التونسي الأثر الطيب لدى القيادة والشعب التونسيين.



جدارة كويتية في تقريب وجهات النظر

عن الدور الذي تلعبه الكويت في تقريب وجهات النظر، أعرب الجرندي عن التقدير للجهود التي بذلتها ولاتزال تبذلها الكويت في "تعزيز التضامن العربي ومنها دورها المشهود في لم الشمل الخليجي وآخرها دورها في معالجة القضية اللبنانية حيث أخذت الكويت بزمام الأمور وهي جديرة بذلك لأنها صوت الرصانة والتعقل والمعهود الذي يوفق بين مختلف الآراء وصولا إلى الخواتيم الطيبة للأزمات وهذا ليس بغريب على الكويت".
آخر الأخبار