السبت 20 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

وضع الآخر على قاعدة تمثال

Time
السبت 16 أبريل 2022
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يوجد في علم النفس مصطلح مثير يطلق عليه "الإسقاط النفسي"، وهو يشير الى خلع التصورات الشخصية الخاصة والرغبات المثالية على الآخرين بهدف الحصول على الطمأنينة والراحة النفسية، وبخاصة للشعور بالأمن النفسي بقربهم أو عبر التعلّق بهم، فيقوم البعض بوضع الآخر على قاعدة تمثال، ولكنهم يندمون لاحقًا على ذلك بسبب شعورهم بخيبة الأمل والخذلان من تلك القدوة المثالية التي منحوها أكثر من قدرها.
ومن بعض علامات وضع الآخرين على قواعد تماثيل المثالية، وأسباب هذا السلوك المضطرب، وما يحدث لمن ينغمس بإرادته في هذا التشوش الفكري، وكيفية التعامل بشكل مناسب مع الآخرين في الحياة، الخاصة والعامة، ما يلي:
-أبرز علامات وضع الآخر على قاعدة تمثال تتجسد في النظر اليه كشخص مثالي، وخلع سمات ملائكية على شخصيته، والانغماس في الترقّب الشغوف لما سيقوله عنا، والتعرّض لاحقًا لاستغلاله والشعور بخيبة الأمل الشديدة فيه.
-بعض أهم أسباب وضع الآخر على قاعدة تمثال، والنظر اليه كمخلوق ملائكي: معاناة المثالي من جوع عاطفي لأن يكون مقبولاً دائمًا من الآخرين، ومعاناته كذلك من مرض الرغبة المفرطة في الانتماء، وتعرّضه لتربية اسرية سيئة، وبسبب ضعف الثقة بالنفس، والنظر الى من هو أقوى كمصدر رئيس للتأييد والتعاطف وإشعار ضعيف الشخصية بالطمأنينة والأمن النفسي.
-وفقًا للمنطق: القدوة المثالية من يستحق أن تضعه على قاعدة تمثال وتقتدي بسيرته هو ذلك الانسان الذي غادر الحياة الدنيا، فلا يمكن لمن هو حي، ومن هو بشر خطّاء، أن يكون قدوة تامة وكاملة ومثالية، فلا ترفع الآخر أكبر من قدره الحقيقي، حتى لا تنصدم لاحقًا.
-وضع الكائن البشري الآخر والخطّاء على قاعدة تمثال هو نوع من أنواع الاسقاط النفسي السلبي للتعويض عن عقد دونية، ونقص لا يمكن للمصاب بهذا المرض تجاوزها ما لم يكن تحت وصاية أحدهم!
-تأليهك للآخر وخلعك على شخصيته سمات المثالية، سيجعلك فريسة مفضلة لاستغلاله، وذلك بسبب أنك أظهرت نفسك له وكأنك تعشق التراب الذي يمشي عليه، فلا تكن بهذه السذاجة، تربت يداك!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار