الأربعاء 25 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

... وغادرنا الحبيب الشيخ أحمد الفلاح

Time
الخميس 07 مارس 2019
View
5
السياسة
د. حمود الحطاب

كلنا على الدرب سائرون، إنها سنة الحياة الدنيا أن نغادرها حين يحين وقت مغادرتنا لها، لا نستأخر ساعة ولاهم يستقدمون.
لا أظن أن أحدا من الدعاة الأخيار في العالم الإسلامي لا يعرف الشيخ الفاضل أحمد عبدالعزيز الفلاح، رحمه الله رحمة واسعة، الذي غادرنا إلى رب غفور رحيم.
غادر الدنيا الأخ والصديق والنسيب الداعية، صاحب العمل الإسلامي الواسع الأرجاء، فجر امس الى واسع رحمة الله، بعد أن شكى وجعا مفاجئا شديدا في الرأس، وهو بين اهله وخلانه في المنزل، فقد نام سليما معافى، وأبى كعادته الطيبة أن يرهق أحدا في تحمل الأذى، فغادر الحياة مشرق الوجه والجبين كما وصفوه.
لقد عرفت الشيخ أحمد، رحمه الله رحمة واسعة، صديقا في أوائل سبعينات القرن الماضي، واشتركنا في أعمال وأنشطة كثيرة في مجال العمل الإسلامي، كان من أهمها النشاط الخطابي الذي بدأناه عام 1976، وكان عملنا تطوعيا يهدف الى دعوة الناس للتوسط في الدين، كما أمر الله سبحانه وتعالى:" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
كان الشيخ أحمد الفلاح خطيبا متميزا مفوها يخطب ارتجاليا لرجاحة علمه وفهمه، وقد أحبه كل أهل المساجد التي خطب فيها، وكان محدثا لبقا يحسن اختيار الكلمة والأداء لها؛ كان شائق الحديث لا يمل سامعه من أحاديثه ومجلسه، وقد جعل ديوان والده في الخالدية قبل وفاة والده، يرحمهما الله، مجلسا علميا وثقافيا في مكتبة عامرة بالكتب الدينية. غادرنا الشيخ أحمد الفلاح وسط حزن ودموع محبيه، وكل من عرفه، فقد اختار الدنيا معبرا للآخرة منذ ريعان شبابه، وكانت الدنيا بالنسبة اليه مركب عبور لا دار إقامة ولهو وحبور، فما عرف الشيخ أحمد إلا زاهدا في الدنيا، مشمرا للآخرة، طيب الخلق، رفيقا بأصدقائه، وكان يؤثرهم على نفسه حتى على مائدة الطعام، فيخفف من أكله ليشبع صديقه، وقد صاحبته سنوات طويلة هنا...وهنا... وهنا، فلم أر منه إلا طيب الخلق والتسامح، والكلمة المنتقاة الطيبة.
لقد أحسن تربية عياله جميعا، وجعل الدين أساس تربيتهم، فنال بذلك ما يستحق من بر أبنائه به، وكان من بين أبنائه من حفظة القرآن الكريم. قالت عنه ابنتي في لقاء اسري، فهو عمها والد زوجها الدكتور عبدالرحمن، قالت عنه قبل وفاته بساعات، وكان طبيعيا لا يشعر بأي ألم ولا منغصات مرضية:" إن وجهه البارحة كان يشع بمزيد من النور"؛ كيف لا يا ابنتي وهو قد نذر حياته للدين والصلاح، والعمل الصالح والأخلاق الطيبة.
من مثل أصدقائي هؤلاء؟ رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجمعنا وإياك في مستقر رحمته، لقد فجعنا بوفاتك، وأحزن قلوبنا فراقك، وسامحنا يا أخ أحمد على اي تقصير منا، والهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإن لله ما أعطى ولله ما أخذ.
كاتب كويتي
آخر الأخبار