يا حكومتنا...إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة

د. حمود الحطاب

في رد المنصور على عيسى بن علي قال: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا.
لقد اجتمعت لحكومتنا الرشيدة اسباب الاصلاح، ووسائل الاصلاح، وأصبحت الكرة في ملعب الحكومة، وما الدنيا الا لعب ولهو؛ فعليها بعد أن ملكت الرأي السديد أن تعجل بالاصلاح فعدم التعجيل معناه ان تعطي عدوك الفرصة التي اتيحت لك للإصلاح، فيستغلها ليتغلب عليك، فيعود للتمكن ونشر الفساد؛ وحينها يقال: على نفسها جنت براقش؛ فلا نريد لحكومتنا ان تكون كبراقش فتقضي على اصلاحها، وتقضي على نفسها بظلفها فيقال: نال حتفه بظلفه.
ومن هذه القضايا المهمة انهاء الدولة العميقة، وتنظيف الأرض من بقايا جذورها؛ فقد تمكنتم من الكشف عن وضع الدولة العميقة وفسادها ومحاربتها للشعب والديمقراطية، والحرية في البلاد، وتلاعبها بالمال العام، وتزويرها للانتخابات، ورشاويها وصناديق الرشاوى تلك الفضيحة الكبرى وغير ذلك.
ايعقل بعد كل هذا ان تستكينوا؟
ان تطوير الانتصار عمل القادة الناجحين، فإذا استطاع القائد المحنك احتلال موقع لعدوه فعليه الا يسكتين ويلين، إنما عليه أن يطور انتصاره بالقفز الفوري الى موقع آخر، ويعمل بدلا من الاستكانة على تحصين الموقع الذي احتله، ويحتل موقعا جديدا، فلا يستكين.
وسأضرب مثلا مهما آخر، ففي موضوع تخفيف الازدحام الم تقولوا إن نحو مئتي الف اجازة قيادة مزورة؛ والم تقولوا أنكم ستسحبون هذه الرخص من المزورين، فعلام الانتظار علام؟ والام السكوت الاما؟ وفي موضع آخر ايضا الم تشهدوا أن الانتخابات شهدت نسبة عالية من النزاهة، فانتجت مجلسا لا بأس به من القوة؟ فلم تعطيل عمل المجلس الاما وعلام الانتظار علام.
فلم التأن الذي سيجلب فسادا ويغير مراكز القوى.
ياحكومتنا الرشيدة: نقول لكم: اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا. وكم من هزيمة نالها المنتصر اذ جلس يتقهوى بعد انتصاره، فبادره عدوه وكفاه على وجهه، حينها يقال في هذا المقتل: خبز خبزتيه يارفلة كليه...نعم كليه بعد ان تغمسيه بالطين.

كاتب كويتي

[email protected]