يتضايقون من نجاحك الحياتي واستوائك النفسي!

د. خالد عايد الجنفاوي

أكاد أجزم أنه سيكون هنالك دائمًا في كل بيئة، وفي كل مجتمع، وفي كل زمن بعض أناس مضطربون نفسيًّا ومعوجون أخلاقيًّا باختيارهم بسبب شحّ أنفسهم، وهم من سيكونون أول المتضايقين من الإنسان السوي نفسيًّا وأخلاقيًّا، ولا سيما الناجح حياتيًّا، بالأخص من تبدو تتطابق أفكاره وتصرفاته وتتوافق باطنًا وظاهرًا، وربما سيسعى بعضهم للتضييق عليه، أو ربما تدمير حياته بسبب أنهم ينزعجون من وجوده بينهم أو حولهم، وأحيانًا ينزعجون من بقائه حيًّا! من علامات أولئك المرتبكين والحانقين على الأسوياء بسبب امتلاكهم لمهارات أو لملكات أو لسمات السواء النفسي أو الاستقامة الأخلاقية، أو بسبب امتلاكهم للقدرة الرائعة على تحقيق النجاح الحياتي المستمر، وبعض وسائل التعامل معهم، نذكر ما يلي:
- علامات الحانقين على الأسوياء: يتصف من يتضايقون من السواء النفسي والأخلاقي والروحي عند الآخرين بميلهم الى حمل الحقد والضغائن والرغبة الشيطانية في الانتقام، ممّن سيذكّرهم باعتلال نفوسهم، وباعوجاج أفكارهم ودوافعهم النفسية، وستلاحظ أنه سيخرج من ألسنتهم أو إيماءاتهم الجسدية زلاّت لفظية وجسدية تكشف انزعاجهم الشديد، وشعورهم بصغرهم أمام من ينظرون إليه كشخص سويّ نفسيًّا وأخلاقيًّا.
وسيحرصون على اقتناص الفرص للتنفيس عن عقدهم الفكرية، والتخفيف من آلامهم النفسية المزمنة عن طريق تشويه سمعة من هم أفضل منهم أخلاقيًّا، بالأخص من يمتلكون طاقات شخصية إيجابية يتغلّبون بسهولة عن طريقها على معضلات الحياة الإنسانية الاعتيادية، بخاصة من هم واثقون من أنفسهم، ومن يبدو لديهم حصانة فطرية ضدّ التفكير السوداوي أو فقد الأمل أو التقوقع النفسي السلبي، ولا سيما الأسوياء من يسعون دوامًا الى تطوير شخصياتهم، وضخّها بالمبادئ والأفكار والتطلّعات الأخلاقية والسلوكية الصحيّة.
- التعامل الفعّال مع الحانقين نرجسيًّا: يتوجّب على العاقل الرزين الحرص الشديد، في بداية علاقاته مع الآخرين، على التأكّد بشكل جيّد ما إذا كان من يرغب في التعرّف عليه أو صداقته شخصًا سويًّا نفسيًّا وأخلاقيًّا، بالتأني في توطيد العلاقة معه قبل تجربته في مواقف وظروف مختلفة، بدلاً من المجازفة في إدخال كائن بشري طفيلي ومعوج نفسيًّا وأخلاقيًّا في حياته.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi