الاثنين 05 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

يوم يقوم الروح

Time
الخميس 25 يوليو 2019
View
5
السياسة
د. حمود الحطاب

قال تعالى في تكملة سورة النبأ العظيم:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا "(38) وقوله:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ"، اختلف أهل العلم في معنى الروح في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو مَلَك من أعظم الملائكة خَلْقًا. فعن ابن مسعود، قال:" الرُّوح: ملك في السماء الرابعة، هو أعظم من السموات ومن الجبال ومن الملائكة يسبح الله كلّ يوم اثني عشر ألف تسبيحة، يخلق الله من كلّ تسبيحة مَلَكا من الملائكة، يجيء يوم القيامة صفًّا وحده". وعن ابن عباس، قوله:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ، قال: هو ملك أعظم الملائكة خَلْقًا".
وقال آخرون:" هو جبريل عليه السلام" .وعن ثابت، عن الضحاك:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ، قال:" جبريل عليه السلام". عن سفيان، عن الضحاك" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ"، قال:" الروح: جبريل عليه السلام". وعن أبي حمزة عن الشعبي( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ) قال:" الروح جبريل عليه السلام". وقال آخرون:" خَلْق من خلق الله في صورة بني آدم". وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:" الرُّوحُ خَلْق على صورة بني آدم يأكلون ويشربون". وعن مسلم، عن مجاهد، قال:" الرُّوحُ : خلق لهم أيد وأرجل، ورؤوس يأكلون الطعام، ليسوا ملائكة، حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، وعن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قال: يشبهون الناس وليسوا بالناس. وعن مجاهد، قال: الرُّوحُ خلق كخلق آدم".
وعن الأعمش، في قوله:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا، قال: الروح خلق من خلق الله يضعفون على الملائكة أضعافًا، لهم أيد وأرجل. وعن إسماعيل، عن أبي صالح مولى أم هانئ" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ " قال: الروح: خلق كالناس، وليسوا بالناس".
وقال آخرون:" هم بنو آدم".
و عن قتادة قال:" هم بنو آدم، وهو قول الحسن".
وعن معمر، عن الحسن، في قوله:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ قال: الروح بنو آدم. وقال قتادة: هذا مما كان يكتمه ابن عباس".
وقال آخرون:"قيل: ذلك أرواح بني آدم".
و عن ابن عباس، قوله: "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ" قال:" يعني حين تقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن تردّ الأرواح إلى الأجساد".
وقال آخرون:"هو القرآن. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، كان أبي يقول: الروح: القرآن، وقرأ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ. والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنّ خَلْقَه لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الرُّوح، والرُّوح خَلْق من خَلْقِه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت، والله أعلم أيّ ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعنيّ به دون غيره يجب التسليم له، ولاحجة تدلّ عليه، وغير ضائر الجهل به.
وعن الشعبيّ، في قوله: ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ) قال:" هما سِمَاطان لربّ العالمين يوم القيامة؛ سِماط من الروح، وسِماط من الملائكة".
وقوله:" لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ"، قيل:" إنهم يُؤْذَن لهم في الكلام حين يُؤْمَر بأهل النار إلى النار، وبأهل الجنة إلى الجنة".
وعن عكرمة، وقرأ هذه الآية:" إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا"، قال:" يُمرّ بأناس من أهل النار على ملائكة، فيقولون: أين تذهبون بهؤلاء؟ فيقال: إلى النار، فيقولون: بما كَسَبت أيديهم، وما ظلمهم الله، ويمرّ بأناس من أهل الجنة على ملائكة، فيقال: أين تذهبون بهؤلاء؟ فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: برحمة الله دخلتم الجنة، قال: فيُؤْذَن لهم في الكلام، أو نحو ذلك". وقال آخرون:" إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ، بالتوحيد "وَقَالَ صَوَابًا" في الدنيا، فوحَّد الله".
عن ابن عباس، في قوله:" إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا"، يقول:" إلا من أذن له الربّ بشهادة أن لا إله إلا الله، وهي منتهى الصواب".
وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد"وَقَالَ صَوَابًا"، قال:" حقا في الدنيا وعمل به. حدثنا عمرو بن علي، وعن أبي صالح في قوله:" إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا"، قال: لا إله إلا الله".
قال أبو حفص:" فحدثت به يحيى بن سعيد، فقال: أنا كتبته عن عبد الرحمن بن مهديّ، عن أبي معاوية".
وعن عكرِمة في قوله:" إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا"، قال:" لا إله إلا الله".
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن خلقه أنهم لا يتكلمون يوم يقوم الروح والملائكة صفا، إلا من أذن له منهم في الكلام الرحمن، وقال صوابا، فالواجب أن يقال كما أخبر إذ لم يخبرنا في كتابه، ولا على لسان رسوله، أنه عَنَى بذلك نوعا من أنواع الصواب، والظاهر محتمل جميعه. وقد نقلت لكم أيها القراء الكرام كل آراء العلماء من تفسير القرطبي ولم أختصر الا في السلسلة التي تروى، نقلت لكم تعدد كبير في تنوع التفسير لأريكم كيف يفسر العلماء القرآن ليعلم بعض البشر الذين يفسرون القرآن الكريم بأمزجتهم وفهومهم المحدودة، ويقولون بكل تساهل وجهل وعدوانية ان الله يقول كذا، وقصده كذا، يقولون ذلك ولا علم شرعيا لهم ولا دراية ولا معرفة، وإنما يتجرأون على الله، ويتقولون عليه، بل يكذبون عليه، وهذا ذنب عظيم قد يؤدي الى الكفر بالله، وتجدون مثل تلك الجرأة في وسائل التواصل كثيرة، وقد أحببت أن اريكم أيها الإخوة الكرام وأيتها الأخوات كيف يفسر العلماء الآية القرآنية، او حديث النبي(صلى الله عليه وسلم). وقد أتممنا على عجالة تفسير سورة النبأ العظيم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كاتب كويتي
آخر الأخبار