الثلاثاء 27 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

يونس... قصة الفرج بعد الشدة في بطن الحوت

Time
الثلاثاء 04 مايو 2021
View
5
السياسة
قصص الأنبياء

إعداد - إعداد شروق مدحت وايمان مهران

(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)

ولد نبي الله "يونس" في بيت صغير تبدو على ساكنيه ملامح الفقر في بلدة كفرا الجنوبية بلبنان في العام الثامن قبل مولد المسيح، وكل ما ورد في كتب المؤرخين المسلمين من تفاصيل منقول عن كتب اليهود والنصارى الذي يعرف لديهم باسم يونان، فيقال إنه كان ينسب لأمه "متٌّى"، كما ينسب عيسى لأمه مريم، اما بعثته فكانت إلى قوم "نينوى"، بالموصل، وكانوا يعبدون الأصنام، اما نسبه فيمتد الى بنيامين شقيق النبي يوسف، ورد اسمه في القران بصيغة يونس وبصفة " ذا النون" أي صاحب الحوت.
لما جاء يونس الى قومه ودعاهم إلى عبادة الله وحده وألا يشركوا به شيئا، انكروها ورفضوا الدخول في طاعته، لكنه لم ييأس من دعوتهم التي استمرت 33 عاما، متحدثا عن الجنة التي تنتظرهم إن هم عبدوا الله وحده، وتوعدهم بالعذاب والنار إذا أعرضوا عنه، إلا أنهم ازدادوا في عنادهم، فأبلغه الله تعالى أن قومه سيأتيهم العذاب الأليم من خلال الدخان والسحب السوداء.
يزداد غضب يونس من اهل نينوى بعد ان أيقن أن لا فائدة من التحذير من العذاب الأليم، خرج هربا منهم دون إذن من الله تعالى، ودون أمر صريح بالخروج: "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "، وظل يسير حتى وصل إلى الشاطئ، وكانت به سفينة تستعد للرحيل إلى بلدة أخرى، فعرض عليهم أن يركب معهم فوافقوا، يقول الله تعالى:"إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ".
اشتدت الأمواج أثناء سير السفينة في البحر، واستمر الركاب في رمي الأغراض والبضائع بالماء ظنا منهم أن التخفيف من حمولة السفينة سوف ينجيهم، ولكن الأمواج لم تهدأ، حتى توصلوا لضرورة التضحية بأحد الركاب للنجاة بحياتهم، فصنعوا سهاما بأسمائهم وسحبوا احدها فيخرج سهم يونس، فأعادوا سحبها لأنهم عرفوا أنه رجل صالح فتكرر خروج اسمه، ومع تزايد الخطر، اضطروا للتخلص منه.
استسلم "يونس" للأمر فألتقمه الحوت وهو يعلم أن هذا عقاب الهي لسوء عمله، يقول تعالى "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ".
يفسر العلماء أن تسبيح يونس الذي ورد بصيغة "لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" أنقذه من المكوث في بطن الحوت إلى يوم القيامة مجازا لأن كل حي يموت، ولم يتفقوا على المدة التي استقر فيها داخله، فقيل يوم، وقيل ثلاثة، وقيل تسعة، وقيل اكثر من ذلك، اما الظلمات التي اشارت اليها الاية ففسرها اكثرهم بأنها ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة الحوت، وقيل ان الله أوحى الى الحوت ألا يأكل لحم يونس، وحصّنه من الأذى داخل بطنه، فتحول جوف الحوت الى معبد متنقل حتى ان البعض بالغ في الخيال، فقال إن هذا الحوت لا يزال حيا في البحار حتى الآن وهو مردود.
آخر الأخبار