

أهذا وقت هذه الخطبة يا وزارة "الأوقاف"؟
شفافيات
خطبة جمعة موحدة عمَّمتها وزارة "الأوقاف" على جميع المساجد قبل يومين، تقول الخطبة إن وزارة "الاوقاف" تعيش دون مستوى الاحداث العربية، التي هي أحداث عالمية خطيرة، نبضت بها أمم الارض جميعا من مشرقها لمغربها، وخرجت بها شوارع العالم مكتضة بمظاهرات لم تشهدها الارض في يوم من الايام احتجاجا واستنكارا وادانة لما يقوم به الكيان الصهيوني من محاولات Å لابادة الشعب الفلسطيني؛ شعب غزة. وقد دخلت الحرب يوم الجمعة في هدنة موقتة لالتقاط الانفاس، وعلاج الجرحى الفلسطينيين، أو إخلائهم من المستشفيات، التي هدمت بعضها، ودمرتها قنابل الصهيونية المجرمة فوق رؤوس الاطفال الخدج والجرحى، من كل فئات العمر.
هدنة تستحق الوقوف عندها، والحديث عنها، والبحث في ما يتصور بعدها؛ ومدتها ايام معدودات تجهز فيها طائرات العدو من جديد للعودة لتدمير غزة وتهجير شعبها.
احداث عظيمة تجري فيها الساعات والدقائق، ويتحدث فيها العالم اجمع، الا وزارة "الاوقاف" التي كانت تعيش في احلام الاسترخاء، وتبتعد عن المنهجية، وتعيش قلة التدبير، وسوء القرار، حين وزعت على جميع المساجد خطبة تتحدث عن رحلات البر في الكويت، وضرورة نظافته، وما يتعلق بهذا الموضوع الساذج والذي اكتسب سذاجتة بسبب سوء التوقيت لهذا الموضوع، حيث قال سوء التوقيت ان وزارة "الاوقاف" قد انفصلت روحيا وثقافيا ومعنويا، وحتى اسلاميا، عن الحدث والاحداث.
فلم يقل خطباؤها حتى كلمة واحدة فيما يجري من احداث تمس اسلام غزة، وانسانية غزة، وعروبة غزة، وتمس الاخوة الاسلامية التي تربط الشعوب الاسلامية بعضها بعضا نصرة وتأييدا، ومعايشة لقضاياها… نعم لم يقولوا حتى كلمة واحدة، ولو اشارة.
فأي ثقافة، واي عقول، وأي منهجية تديرك يا وزارة "الاوقاف"؛ ألا يجدر بمجلس الوزراء محاسبة "الاوقاف" على هذا الانفصال الكامل عن سياسة الكويت، وقوة الكويت، وحمية الكويت التي انفردت بها دائما تجاه القضايا، العربية والاسلامية، والانسانية؟
نعم، لقد اساءت وزارة "الاوقاف" الى الكويت واهلها، وكل من عليها بالحديث عن رحلات البر، التي اكتسبت عند وزارة "الاوقاف" اهمية اكثر من اهمية الدم الذي ينزف في غزة وفلسطين، والهدنة الموقتة التي كان العالم جميعا يناقشها، ويطرح توقعاته فيما هو بعدها.
لقد احرجتم الكويت، وآلمتمونا بخطبتكم الركيكة من كل جانب، والتي عممتموها على كل مساجد الكويت، وهي عن رحلات الترفيه البرية، وكأنها قضية القضايا.
حسبنا الله ونعم الوكيل، لقد كان منظر الخطباء وهم يرفعون اصواتهم، ويخفضونها، وينفعلون تارة تكلفا، ويهدأون تكلفا مرة اخرى، كان منظرهم وسط الاحداث مثيرا للشفقة عليهم، وعلى غياب الوعي والمنهجية، وحسن الادارة للفكر والثقافة، والحضور عند وزارتهم المصونة.
كاتب كويتي
د.حمود الحطاب