

التأمُّلُ المُفْرِطُ فِي تَحَسُّنمَا لاَ يُمْكِن أَنْ يَتَحَسَّن
حوارات
يتأمّل بعض الناس، ويتطلّعون، ويتمنّون بإفراط تَحَسُّن بعض الظروف السلبية التي يجدون أنفسهم فيها، لا سيما التي يتسبب بها الآخرون.
ويبقون على هذا الأمل العقيم رغم تعارضه الواضح مع المعلومات المتوافرة، وحقائق ووقائع البيئة المحيطة بهم، لكن البعض يستمرون على ما هم عليه في تأمّلهم بأن تتحسَّن الأوضاع الى الأفضل، مع أنه لا توجد أبسط بارقة أمل في حصول ذلك.
ومن بعض أسباب التعلّق الشديد لبعض الأفراد بإصلاح أو تحسين بعض الظروف الميؤوس منها، و ترقّبهم انقلاب الأشخاص السيئين الى الأفضل، وكيفية الشفاء من حالة التأمّل المَيؤوس منه، نذكر ما يلي:
-أسباب الإفراط في تأمّل تَحَسُّن الظروف أو الأشخاص: ينغمس بعض الناس في التأمّل المفرط، وبخاصة تجاه ما يظنون أحيانًا أنها ظروف سلبية موقتة، بلا أن ينظروا بعقلانية الى السياقات الاجتماعية والفكرية، والنفسية العامة التي تكوّن تلك الظروف السلبية.
وهذا بالطبع يدل على نقص في التفكير تجاه ما يخلق أساسًا الظروف السلبية ويدفعها الى التفاقم، وربما بسبب ارتفاع نسبة بلادة العقل، أو طيبة القلب المفرطة عند البعض، وما تؤدي اليه من انفصال عن الواقع، وبسبب عدم التفكّر بدور العامل البشري في خلق بعض الظروف السيئة، وربما بسبب خوف بعض المتأمّلين من تصديق بعض الحقائق الحياتية.
-الشفاء من حالة التأمّل المَيؤوس: يردد بعض الأفراد شطر بيت من قصيدة لامية العجم للطغرائي "ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ"، ظنّا منهم أنها ربما تعكس نظرة إيجابية تجاه الحياة، ولا يعرفون ما حلّ بالعلاّمة النابغة والشاعر والكاتب الكبير الطغرائي بعد ذلكّ رغم نجابته، وفطنته، وتميّزه الفكري والأخلاقي، حيث تكالب عليه السيئون وقتلوه.
ويمكن للمرء المصاب بحالة التأمّل المفرط أن يسعى جاهدًا الى التخلص من أوهامه وتخيلاته الكاذبة تجاه ما يمكن أن يتحقق في الحياة الواقعية، ويمكن له أيضًا أن يبدأ يتعلّم مهارة التفكير النقدي ويمارسه في حياته الخاصة، وأثناء تعامله مع الناس في العالم الخارجي، بدلاً من تضييعه لوقته الثمين في زراعة أرض سبخة!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي